recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

صرير

صرير

بقلم - محمد نذير جبر

شبح يمزق مساحة سقف الرصيف
يهوي بكف ليختطف ما استطاع
يلقي تعويذتهُ وقنابلهُ
ارتباك وأنا
الريح تتأرجح في قبعتي 
أحضنها بيدي لاتسيري
لئلا يتضح العجز والشيب
نعيق عجلات تنهش الأرض
أجنحة غربان صبغت السماء بلونها
أرفع إصبعي غيمة زرقاء
رقعة الرصيف تضيق
المعطف يتسع
والوقت يختطف ذات الجديلة
أحببتها أردتها قبلتها أمرًا وثغرًا
أمنت بذكرها وعطرها طيبًا وخمرًا
تيتمت بألفِ اسمها إرادةً وأمنية
أين ذات الضفيرة؟
أين هي؟
أي الطرق أسلك؟
أعطني عيون الصنوبر
لأعبر الحفر بهضاب خضراء
السنديان يفر من يدي
يصفع كتفي
لا الأرض تمتد شبرًا لأخطو
ولا كأسًا من المياهِ لأبحر
في يدي شتلة وقبلة
أين أغرسها
إن غرستها بقلبي فبماذا أُسقيها
وإن غرستها على ثغر حبيبتي 
فبأي كوثر سأرتوي
أصافح البوم بيد متحجرة
وأعتلي الركام بقدم زجاجية
أمتار متحركة من جلدٍ ولحمٍ ودم
بأفئدةٍ خاوية
كمساجد يسيجها الوباء
مقدسةٌ شامخة متبعثرة
أما من بشرٍ لأقاسمهُ الرغيف؟
أما من طفلٍ لأرسم باخرة بين وجنتيه
بأغنيةٍ وقطعة حلوى
ضاع زمن الصفع والسوط يا أبي
الآن حاضرُ الرهبة
حاضري الساطع ذكرى غدي الباهتة
أريدُ حنجرةً أكبر
سيعرج ضجيجي عنان السماء السابعة
ليتكئ تحت جناج المسيح
ويطلُ هلالًا ينير العتمة بالسراج
إلى الأرض الواسعة
إلى الأذان الساكنة
لتكن نبوءة الطامة الكبرى
صوتي يؤرقني
لا أريدُ صوتًا كزهرِ اللوز وأبعد
ولا نيوب ليث وظن ابتسامة
أريدُ صوتًا كزنزانة الموتى
لا كخلخال ذات الملاهي الليلية
تفاحة تتموج بين الكأس والدخان
واليد تصفع اليد
لتشبع التواء ثعبان الغريزة
لم أشرع كفي لله مناجيًا
في ليلة الخير من ألف شهر
مازلت على موعد الختام
حيث رصاصة جهل تقتحم صدري
وأنا التصق بجسدي
على أحد جدران الأبدية
بعد عام بعد عام

google-playkhamsatmostaqltradent