recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن عوف بن الحارث

 ماذا تعرف عن عوف بن الحارث




إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ومازال الحديث موصولا عن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يثني على أصحابه إظهارا لفضلهم وعلو قدرهم، فنجده صلى الله عليه وسلم، يعامل أصحابه معاملة تدل على حُبِه لهم جميعا وكأنه صلى الله عليه وسلم، يخص كل صحابي بحب خاص يختلف عن باقي أصحابه، فنجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصف أصحابه بصفات تعزز من الألفة والتقارب بينه وبينهم، فيصف الزبير بن العوام رضى الله عنه بأنه، حواريه، فقال صلى الله عليه وسلم " الزبير ابن عمتى وحوارى من أمتى " رواه أحمد، أي أنه ناصري وخاصتي من أصحابي، ويصف أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضى الله عنهما، بأنهما، وزيراه، فقال صلى الله عليه وسلم " وأما وزيراى من أهل الأرض فأبو بكر وعمر" رواه الترمذي، وجعل حذيفة رضى الله عنه، كاتم سره، ولقَّب صلى الله عليه وسلم.

أبا عبيدة بأنه، أمين الأمة، فقال صلى الله عليه وسلم " وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " رواه البخاري، وقد روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه « أن رجلا على عهد النبى صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم كَان اسمه عبد الله، وكان يلقب حمارا، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد جلده فى الشراب، فأتى به يوما فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم، اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم " لا تلعنوه، والله ما علمت أنه يحب الله ورسوله" رواه البخاري، وكان النبى صلى الله عليه وسلم، يدافع عن أصحابه الكرام ومن ذلك أن ابن مسعود رضي الله عنه، كان يجتني سواكا من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، أي تميله، فضحك القوم منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مما تضحكون" قالوا يا نبي الله، من دقة ساقيه، فقال صلى الله عليه وسلم.

" والذى نفسى بيده لهما أثقل فى الميزان من أحد " رواه أحمد، ولقد كان النبى صلى الله عليه وسلم، يشارك أصحابه الكرام فى السراء والضراء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، لا يأكل دون إشراك أصحابه معه، ولما صُنع له طعام في يوم معركة الخندق نادى في أصحابه قائلا " يا أهل الخندق، إن جابر قد صنع سورا، أى طعاما دعا الناس إليه، فحى أهلا بكم "أى هلموا مسرعين" رواه البخارى، ولقد شبّه النبى الكريم صلى الله عليه وسلم المؤمنين في توادهم وتراحمهم بأنهم كالجسد الواحد، فما دلالة ذلك وأثره في خلق مجتمع قوي ومترابط؟ وسوف يدور الحديث عن صحابى من هؤلاء الصحابة الكرام ألا وهو عوف بن الحارث المعروف بعوف بن عفراء وهو صحابي من الأنصار من بني غنم بن مالك بن النجار من الخزرج، وقد شهد بيعة العقبتين، وقد شهد غزوة بدر، فوقف هو وأخوه معوذ يومئذ في الصف بجنب عبد الرحمن بن عوف.

حتى يدلهما على أبي جهل عمرو بن هشام المخزومي، فدلهما عليه، فشدا معا عليه، فأصاباه، وقتلهما، ثم أجهز عليه عبد الله بن مسعود، وأما عن معوذ بن الحارث المعروف بمعوذ بن عفراء فهو صحابي من الأنصار من بني غنم بن مالك بن النجار من الخزرج، وقد شهد بيعة العقبة الثانية وقد شهد غزوة بدر، فوقف هو وأخوه عوف يومئذ في الصف بجنب عبد الرحمن بن عوف حتى يدلهما على أبي جهل عمرو بن هشام المخزومي، فدلهما عليه، فشدا معا عليه، فأصاباه، وقتلهما، ثم أجهز عليه عبد الله بن مسعود، وأما عن عبد الرحمن بن عوف القرشى الزهري وهو أحد الصحابة العشرة المبشرين بالجنة، وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو أحد الثمانية الذين سبقوا بالإسلام، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده، وكان اسمه في الجاهلية عبد عمرو، وقيل عبد الكعبة، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم، عبد الرحمن.

وكان عبد الرحمن تاجرا ثريا، وكان كريما، حيث تصدق في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، بنصف ماله والبالغ أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين ألفا، واشترى خمسمائة فرس للجهاد، ثم اشترى خمسمائة راحلة، ولما حضرته الوفاة أوصى لكل رجل ممن بقي من أهل بدر بأربعمائة دينار، وأوصى لكل امرأة من أمهات المؤمنين بمبلغ كبير، وأعتق بعض مماليكه، وكان ميراثه مالا جزيلا، وأما عن أبو جهل فهو عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي الكناني وكان سيدا من سادات بني قريش من قبيلة كنانة وكان من أشد المعادين للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكنيته أبو الحكم، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم، كناه بأبي جهل، وكان ذلك لقتله امرأة عجوزا طعنا بالحرباء من قُبلها حتى الموت، بسبب جهرها بالإسلام، وهي سمية بنت خياط، أم الصحابى عمار بن ياسر، وكان أبوه هو هشام بن المغيرة وهو سيد بني مخزوم من كنانة.

وكان في حرب الفجار ضد قبائل قيس عيلان، وأما عن عبد الله بن مسعود، فهو الصحابى أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود الهُذلي، وهو حليف بني زهرة وكان صحابي وفقيه ومقرئ ومحدث، وهو أحد رواة الحديث النبوي الشريف، وهو أحد السابقين إلى الإسلام، وصاحب نعلي النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وسواكه، وهو واحد ممن هاجروا الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة، وممن أدركوا القبلتين، وهو أول من جهر بقراءة القرآن الكريم في مكة، وقد تولى قضاء الكوفة وبيت مالها في خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنهما، وصدر من خلافة عثمان بن عفان، وأما عن عوف بن الحارث، فهو الصحابي الجليل عوف بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم الأنصارى النجارى والمشهور أيضا بعوف بن عفراء، وهو أخو معاذ ومعوذ رضى الله عنهما، وكانت أمهم هى عفراء بنت عبيد بن ثعلبة، وهى من بني مالك بن النجار.

وعفراء بنت عبيد بن ثعلبة، كنيتها أم معاذ، وقد جاهدت وصبرت وعُرفت بأم الشهداء، وقد أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، وأخلصت لله في القول والعمل، فأصبحت رمزا للتضحية، كانت ممن يدخرون للدار الآخرة كل ما ملكوه وما عملوه وما كانوا سببا في نتاجه أو إنجابه ابتغاء مرضاة الله، فقد تزوجت الحارث بن رفاعة فأنجبت له معاذ، ومعوّذ، وعوف، ثم تزوجت البُكير الليثي فولدت له إياسا، وعاقل، وخالد، وعامر، وقد بايعوا جميعا النبي صلى الله عليه وسلم في بيعتي العقبة الأولى والثانية، وكان لها عقل راجح وحكمة وبطولة نادرة، فهى صاحبة مدرسة العطاء والبذل لنصرة الإسلام، وقد تخرج فيها أبناؤها الذين وهبتهم للجهاد في سبيل الله، فغرست فيهم حب التضحية والإقدام، وأخذت ترفع معنوياتهم وتحضهم على البذل، حتى أصبحوا أصحاب همة عالية، وعزيمة قوية، وضربوا أروع الأمثال في البطولة.

وصدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقد زهدت الدنيا، وآمنت بالله فزادها هدى وآتاها تقواها، فجعلت الآخرة مبلغ همها ومنتهى بغيتها، وأيقنت أن الطريق إلى الجنة يحتاج إلى التضحية بالغالي والنفيس، فبذلت كل ما تملك من مال وجهد وأولاد، لرفع راية الإسلام، فصدقت مع الله عندما دفعت بأبنائها إلى ساحات القتال، وانطلقت معهم وأسهمت في صد صناديد قريش، وشهدوا جميعا غزوة بدر، وأخذت تجاهد مع أبنائها حتى استشهد معاذ ومعوذ وعاقل ببدر، بعد أن قَتل اثنان منهم أبا جهل، واستشهد خالد يوم الرجيع، وعامر يوم بئر معونة، وإياس يوم اليمامة، ومضى سائر أولادها يجاهدون في سبيل الله حتى نال كل منهم الشهادة، ولم تجزع، فصبرت واحتسبت وتحلت بالرضا بقضاء الله والتسليم لأمره وفيض إيمانها به، وقال عبد الرحمن بن عوف، إني لواقف يوم بدر في الصف، فنظرت عن يميني وعن شمالي، فإذا أنا بغلامين من الأنصار.

حديثة سنهما، فتمنيت لو كنت بين أضلع منهما فغمزني أحدهما وقال يا عم، هل تعرف أبا جهل بن هشام؟ قلت نعم، وما حاجتك إليه؟ قال بلغني أنه كان يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، وغمزني الآخر، وقال لي مثل ما قال الأول، فرأيت أبا جهل، فدللت الغلامين عليه، فسارعا إليه وابتدراه بسيفيهما فضرباه فصرعاه، ثم ذهبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبراه بما فعلا، فقال لهما أيكما قتله؟ فقال كل منهما أنا قتلته، فهدأ النبي صلى الله عليه وسلم، من روعهما، وقال لهما هل مسحتما سيفيكما؟ قالا لا، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى السيفين، ثم قال كلاكما قتله، وقد شهد عوف بن الحارث بيعتي العقبة الصغرى والكبرى، وشهد بدرا هو وأخواه معاذ ومعوذ رضي الله عنهم، وروي أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر.

وقيل أخوه معاذ رضي الله عنه، يا رسول الله، ما يُضحك الرب من عبده؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " غمسه يده فى العدو حاسرا" فنزع درعا كانت عليه فقذفها، ثم أخذ سيفه، فقاتل حتى استشهد، فرضي الله عنه، وكان محمد بن إسحاق يزيد فيهم واحدا فيجعلهم أربعة إخوة شهدوا بدرا ويضمّ إليهم رفاعة بن الحارث بن رفاعة، وقيل أن عوذ ومعوّذ ابنا عفراء هما ضربا يوم بدر أبا جهل فأثبتاه، فوقع صريعا، وعطف عليهما أبو جهل فقتلهما، وقيل بل قاتل يومئذ حتى قتل، وأَجهز على أبي جهل عبد الله بن مسعود.
ماذا تعرف عن عوف بن الحارث


google-playkhamsatmostaqltradent