الغزو الثقافي .
بقلم ـ أمنيه ياسين
نحن نعيش هذه الايام وسط الظلام الدامس المسيطر علي المجتمع ، ف الثقافه العربيه قد أثرت علينا بشكل مريب ، قد رسخت في عقولنا بعض السلوكيات والعادات الشاذه عن مجتمعاتنا وتقاليدنا العربيه ، فقد دست بيننا مجموعه من الأفكار وانماط السلوك المتعلقه بحضارتهم وثقافتهم الغربيه من حيث التفكير والشكل الخارجي مما يشمل طبيعه الملبس والسلوك ، قد ثبتوا نموذج الثقافه الغربيه كبديل لثقافه المسلمين والعرب ، واخترقوا بهذا الشكل ثقافتنا ، وستتحول مع مرور الوقت عائق وسد منيع ضد تطور مجتمعاتنا .
إن وسائل الغرب ماكره في غزو المجتمعات والسيطرة عليهم ، لها وسائل ومظاهر مختلفه لاستدراج أفراد المجتمع دون وعي منهم ، وخصوصاً فئه الشباب فهم أكثر الفئات العمريه تأثراً بعوامل التغيير ، هذه الحضاره استطاعت أن توقع باعداد كبيره من الشباب كونها الفئه الاسهل اختراقاً من قبل تلك العولمه ، بسبب ضعف مبادئهم وحاجتهم الملحه لإيجاد شئ يخرجوا طاقتهم فيه ، مما ادي الي تدمير ثقافه المجتمعات التي ينتمي إليها هؤلاء الشباب ، بل وتهديد حياتهم بالخطر في كثير من الأحيان .
إن للتطور الذي شاهده المجتمع في السنوات الاخيره نتائج سلبيه في حياه الكثير من شعوب العرب ، نتائج تجاوزت حدود الاعتدال والوسطيه في الفكر قد تسببت في سلوكيات ضاره بالفرد والمجتمع ، لذلك نحن الآن نري تغيراً طرأ علي اخلاقيات افراد المجتمع وتصرفاتهم بسبب العولمه والانفتاح المبالغ فيه علي الثقافات الغربيه الأخري ، فنحن اصبحنا نقرأ ونشاهد لأناس مجهولين الهويه قد يكونوا بأسماء مستعاره لا يهمهم الا السيطره علي تفكيرنا وعلي عقولنا لنصبح بمثابه ريبورت أو جهاز آلي يسهل التحكم فيه ،
و اصبحنا نري أشخاص من مختلف الأفكار والاهتمامات المغلوطه بدايه من هذا الذي يتصرف بأسلوب بعيد كل البعد عن تفكيرنا نحن كعرب ، لذلك الذي كل همه الحديث عن خرافه الأديان ، واولئك الذين لا يفكرون الا في قضاء وقتاً ممتعاً برفقه المخدرات والكحوليات ، حتي اولئك الذين يجلسون علي سور شرفه منزلهم لتداعبهم فكره الانتحار .
وتقوم أيضاً القنوات الفضائيه وشبكات الانترنت والوسائط الأخري بنقل المعلومات المختلفه من أنواع الصور والأفكار والقيم والأجواء الثقافيه الغربيه غير المناسبه مع أجواء العرب ، وتروج بينهم ثقافة الميوعة والانحلال ، والفساد والابتذال، وذلك بشتى الوسائل ، ولطائف الحيل، وبدون وعي يقبل اعداد كبيره من أبناء الشعوب العربيه الي هذه المضامين مما يؤثر تاثير سلبي قوي في حاله مجتمعات الشعوب العربيه ، فهو يضعف السلوك الاجتماعي والخلقي ويسهم في عرقله نشأه وتطور ثقافات تلك الشعوب .
ولكن ايها الساده علكم تتسألون عن سبب استمرار وجود هذه الظاهره وتطورها بشكل سريع وانتشارها بين كل فئات المجتمع ، فهل للظروف الاقتصاديه التي نمر بها دور في ذلك ! ، أم لأن المجتمع المعاصر أصبح يشهد غياب للمسؤليه الاجتماعيه وسياده للقيم الماديه ، وانحلال للروابط الاسريه ووهن أخلاقي ، وغياب الرقابه داخل الاسره ..!
مما لا شك فيه ان الاسره تعد من اقوي العوامل التي تؤثر في تكوين شخصيه الفرد وتتحكم في سلوكه وتوجيهه ، فالتنشئه الاسريه لها دور كبير في الانحرافات السلوكية لدي الفرد ،ان الاسره تلعب الدور الأساسي في صلاح الأفراد من خلال ما تقدمه من نماذج سلوكيه لافرادها ، وعلي المستوي الاجتماعي فإن زياده حجم الحرمان ، وانخفاض المستوي الاقتصادي والاجتماعي يؤدي للتمرد .
ولكن لابد من دور قوي من قبل الاسره والمجتمع، من أجل السيطرة على هذه الظاهرة وعدم تفشيها بشكل أكبر ، و للحد من تقليد الشباب الأعمي للنموذج الغربي ، والتمسك بالعادات والتقاليد السيلمه ، ف على الأهل مراقبة أبنائهم ونصحهم باستمرار، مع ضرورة إيجاد البديل، من قراءة الكتب وممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية، وغيرها من الأنشطة والدورات التدريبية التي من شأنها إشغال أوقات الفراغ لدى الشباب خاصة المراهقين .
