وكان عرشه على الماء
كتب- صابر قدح
قال تعالى: "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ" [هود : 7]
وكان عرشه على الماء جملة كريمة فى أية كريمة فى كتاب كريم أنزلت إلى نبى كريم والماء الذي هو من كرم الكريم جعله الله حياة للإنسان المكرم من قِبَلِه سبحانه وتعالى والكائنات الحية
وفى قراءة سابقة بأن الله سبحانه وتعالى عرشه على الماء الذى يكوِّن أى خلية حية إذن فسبحانه وتعالى متواجد فى كل مكان
وهذا المدخل إلى كم الإفتراء والتجبر على المواطن فى إيصال شربة الماء التى تمثل له الحياة فى عز ضعفه وحاجته والجائحات المتكررة التى تصب فوق رأسه بداية من الإصلاح الاقتصادي وتربع السادة الجهابذة ترزية القوانين الملاكى على رئتيه يحاسبونه على الهواء الذى يتنفسه والوعود البراقة التى أغرقته فى دوامة الديون ودفع فواتير السابقين الذين قاموا بإغراق البلاد في مستنقع الديون فى بلاد تتمتع بتنوع الموارد وكثرتها وفيضها والمنح الربانية التى منحها الله لتلك الأرض المباركة والبقعة الطاهرة على تلك البسيطة.
إن القائمين على بيع الماء يظنون أنهم يملكون مفاتيح الرحمة فيغلظون فى محاسبة المواطن ويخترعون بنودًا فى فاتورة المياه ما أنزل الله بها من سلطان ما بين (اشتراك، صيانة، جبركسر، تجديدعقد، ناهيك عن الضريبة وقيمة متر المياه والصرف المُبالغ فيها) ولا يعلمون أن صناديق الدولة التي يتبرعون فيها بالفتات شهريًا مما يجمعون من دماء المصريين يسلط الله عليهم أنفسهم ولايصلح عمل المفسدين إن فيرس كورونا الذى يستنزف مقدرات فى هذا الوطن يمكن أن يرحمنا الله منه إذا تعاملتم مع المواطن ببعض الرحمة وعدم التجاوز فى حقه المسلوب ولتعلموا أن حساب الله للظالمين عسير ولن ينفع ما تجمعون.
فهل آمنكم على أنفسكم بعتقها من الحساب العسير وتأمنون على المواطن الذى وكلكم الله به وأولى الأمر، نأمل ذلك قال تعالى: "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ" [الأنبياء : 30]
