recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

أشارات ربانية

 أشارات ربانية 



بقلم - إيمان ابو العلا 

ما يدور الآن علي الساحة و ما تشهده البلاد من هلع ورعب وفزع من الموت ما هو إلا نتاج كوارث وأمراض وأوبئة ، ابتلي بها الإنسان منذ قديم الأزل ! في  الماضي كنا نسمع عن أمراض وأوبئة حصدت أرواح ملايين البشر مثل الكوليرا والملاريا والطاعون والسرطان والإيدز  ومؤخراً الأنفلونزا الآسيوية وأنفلوانزا الطيور وسارس وفيروس كورونا ، و في كل مرة يتوصل العلماء إلى علاج لتلك الأمراض تظن البشرية أنها باتت في مأمن من مخاطرها وشرورها . 
ويتجرأ العلماء يؤازرهم الغرور و يظنون أنهم يمكنهم بالعلم  تحدي الزمن عبر علاج يحارب الشيخوخة ويطيل العمر أو ما يمكن أن نسميه "تجاوزاً" بالأبدية، ثم زراعة الأعضاء البشرية ، ثم يواصل العلم تقدمه ويتوصل إلى وضع عقل في إنسان آلي يحاكي الإنسان الحي ، أو يضع شرائح إلكترونية في الجسم البشري وغيره و غيره من الأبحاث ، حتى خيل للعلماء أنه بإمكانهم اختراع إنسان كامل بهيبته وهيئته ! وشطح  الخيال ببعضهم فحاولوا فك شفرات الموت والآخرة وما يحدث في القبر عبر كاميرات ثبتوها بالقبور ليكتشفوا ماذا يدور بداخلها  بعد دفن الموتى !
و تجرأ العلم والعلماء علي قدرة الخالق والعياذ بالله و اعتقد العالم منهم أنه بديل لله ، وأنه قادر علي اختراع أي شيء والعياذ بالله ! 
إن طغيان العقل البشري و جبروته اليوم قدما لنا  إنسانا منزوع الإيمان  حتى أوصله لهذه الحالة المخيفة من التكبر والتجبر والغرور بالنفس ، مما جعله يشعر أنه عابر لإرادة الله الواحد الأحد ، الفرد الصمد المدبر المطلق لهذا الكون . 
فكلما شعر الإنسان أنه امتلك المعرفة المطلقة وأيقن أنه أصبح قادرا علي فعل كل شيء و أي شيء وأن إرادته لا حدود لها، تأتيه رسالة من رب السماء تقول ما معناه (أيها الانسان أنت أمام قدرة الخالق الواحد الأحد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً احد .. لا تساوي جناح بعوضة   ! 
ها هو فيروس ضئيل جداً مثل كورونا يرعب و يعزل العالم كله و تصبحوا معزولين بالمدن و الأحياء والقصور والفيلات بلا حركة طيران ولا قطارات ولا مطاعم ولا منتزهات و الآن تتكالبون علي شراء الكمامات و المعقمات و تخزنون الأطعمة و المياة و تعيشون في ذعر و رعب و اكتئاب، فها هو الحرم الملكي بدون زوار ولا طواف و ها هي المساجد لا صلوات ولا تراويح بها و الكنائس و المعابد  غلقت أبوابها ! 
وظهر ضعف وعجز الإنسان اليوم الذي تخيل في لحظة أنه أصبح سيد الكون ، وأنه يمتلك كل شيئ من العلم و المعرفة ونسي الآية الكريمة التي تقول :  " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " ! 
أفيقوا أيها البشرمن غفوتكم وغفلتكم  .. عودوا إلى الله واتقوه  وتوبوا إليه .. أتمنى لهذا العالم ــ بعد فيروس كورونا ـ أن يتغير و يتغير معه منظوره و أن يعيد تقييم الأمور و يدرك مدى ضعفه ويعود إلى دينه وإيمانه بأن الله جل جلاله هو القادر علي كل شيء .


google-playkhamsatmostaqltradent