خالد البليسى: يكتب ودّعَنا عامٌ، وأتانَا عامٌ
ما الّذي تَغيّر؟!
الأشخاصُ نفسهُم، والحُلم ذاتهُ مازالَ يُعانِقنا..
كنتَ حزينًا قَبلَ ساعَةٍ في ٢٠٢٠.. والآن نظرتَ لساعَتِكَ وقُلتَ : عامٌ جَديدٌ بدأ فَعَلَيَّ أن أبتَهج؟!
عَجَبًا! أتغيَّرَ غير الرّقم؟!
لكنّ البشرَ على هذا مَجبولون.. نُحبّ الجَديد!
ها هُوَ الجَديدُ قد أتى..
وبَعد عدّةِ شُهورٍ.. حينَ تُغادِره طفولَتُه، ثمّ يغادِره شَبابُه، حينَ يَمضي بِه العُمُرُ ويَبدأ أَن يَشيخَ، حينَ يُصبِحُ شَيخًا وَقورًا، ثمّ يَشتَعِلُ الرّأسُ مِنهُ شَيبًا، حينَ يَخشَوشِنُ، وتَعُدّ تجاعيدَهُ فَوقَ الجَبين.. سَتَعودُ لِتَرتقبَ العامَ الّذي يَليه!
هُراء يا صاحِ..
عِش بِقَلبِك.. لا تَعُدَّ الأيّامَ فتَهرم قَبلَها..
وَكما خُلِقَ البَشَر سَواسِيَةً قَد خُلِقَت الأيّامُ سوَاسية، إلّا ما فُضِّل مِنها عِند خالِقِها كَما فُضِّلَ الأنبياءُ على باقي البَشَر..
انظُر لِنَفسِكَ وقَلبِكَ وما حَولَك..
أتغيّر شيءٌ مِنها حينَ أتَت أوّلُ دَقيقَةٍ مِن عامِكَ هذا؟
بالطَّبعِ لا..
خَيبَتكَ الّتي صَفَعَت وجهَك مُنذُ شهُورٍ.. أنَسيتَها الآن؟
ذاكَ الزّكامُ الّذي زارَكَ مَساءَ الأمس.. أرَحَل الآن؟
أمانيكَ السّابقة.. تحَقَّقت الآنَ أو بُدِّلَت؟
نجَاحكَ الّذي انتَظَرتَهُ.. أتَسمَعُ الآنَ وَقعَ خُطُواتِه؟
شَتات فؤادِكَ.. لُملِمَ الآن؟
صَديقُكَ الّذي طعَنَك.. أكَسَر سكّينَهُ الآن؟
وأخيرًا.. أتَرى المَسألةَ مَسألةَ عامٍ قَديمٍ وَجديدٍ؟
أو مَسألةَ ٢٠٢٠ و ٢٠٢١؟!
