القهوه :المشروب البني الساحر
بقلم-أيه محمود بطران
منذ سنوات طويله وانا اداوم علي بعض العادات التي اصبحت جذء من حياتي ولا استطيع ان يمر يومي بدونها واهم هذه العادات هي شرب فنجان من القهوه في الصباح هذا الفنجان يجعلني سعيده طيله اليوم ,لقد اسرني هذا المشروب البني واصبح عاده يوميه يصعب ان يمر يومي بدون صحبته,بعد ان كنت ارفض ان اكون اسيره عاده لا استطيع الاستغناء عنها ولكن جاذبيتها لا تقاوم .
وقد شد انتباهي وانا اشرب فنجاني ذات يوما في الصباح كعادتي عن سر هذا المشروب العجيب فقررت ان ابحث عن اصله وفصله ,واخذت اتصفح الكتب والمواقع الالكترونيه لاكتشاف اسرار القهوه وجدت ان تاريخ القهوه يعود الي القرن الخامس عشر الميلادي وكانت الاديره الصوفيه اول من عرفتها في اليمن ,فكان مكان شجره البن بين الحبشه واليمن واعتقد البعض انها نبيذ حبشي لقوه التأثير التي تصيب شاربها .
في عام 1414م كانت مرحله انتقال القهوه للمدن الكبري مثل القاهره ودمشق وبغداد والقسطنطينيه (اسطنبول حاليا) وذلك عكس استخدام المشروب السحري العالمي وهو الشاي الذي تم اكتشافه في الصين في القرن العاشر قبل الميلاد
وهناك من ربط القهوه بالشاي اعتقادا منهم انهم نوعا من النبيذ ,والجدير بالذكر ان القهوه لم تبدأبالانتشار الا في القرن السادس عشر الميلادي عندما دخلت مع السجناء الاتراك اثناء حصار مالطا عام1565م حيث تم افتتاح اول مقهي للقهوه عام1645بمدينه البندقيه ,ويري الكاتب البريطاني ليوناردو سيدني ان اول مقهي تم افتتاحه كان في زقاق سانت مايكل في لندن عام1583م0
ولقد علمت ان الاديب المصري العالمي نجيب محفوظ صاحب نوبل كان يقوم بعمل جلسه اسبوعيا كل يوم جمعه حيث كان يعقدها باسمه وعلي مدار سنوات عديده بمقهي ريش وسط القاهره وخلال هذه الجلسه كان يشرب عددا كبيرا من فناجين القهوه خلال الندوه مكتفيا برشفتين من وش كل فنجان ويذكر الناقد رجاء النقاش في كتابه صفحات من مذكرات نجيب محفوظ ان مرض السكر اضطره الي اتباع نظام غذائي قاس قد تسبب في تحديد عدد فناجين القهوه فلا يسمح لصاحب الثلاثيه الا بشرب ثلاثه فناجين فقط يوميا من القهوه0
ونجد ايضا الاديب الكبير يوسف ادريس عاشقا للقهوه حيث كانت احد طقوسه اليوميه وخصوصا اثناء الكتابه ,والكاتب خيري شلبي كان يتفنن في صنع القهوه علي نار هائه مع الحديث عن الادب والشعر والحياه الثقافيه.
ولم يقف حب القهوه عند الادباء فقط ولكن انتقل ايضا الي الفنانين امثال زينات صدقي وامينه رزق في عدة مشاهد وهما يضعان السبرتايه وادوات القهوه علي الطاوله مجرد لقطه عابره للفيلم ولكن اظهرت لنا ان شرب القهوه كان اساسا للتجمع والجلوس مع الاهل والاصدقاء 0
ومن هنا نجد ان القهوه مشروب غير عادي فهي الملكه المتوجه علي عرش المشروبات بمت فيها الشاي 0
ونجد ايضا ان الكثير من الشعراء العرب كان متيما بالقهوه فنري الشاعر محمود درويش وصرخته رائحه البن جغرافيا تأثيرا كبيرا في اذهان الشعراء التي قالها في قصيدته سرحان يشرب القهوه في الكافتيريا حيث كان سرحان شاب فلسطيني الاصل فيقول محمود درويش
كل البلاد بعيده,,ورائحه البن جغرافيا
وما شردوك ..وما قتلوك
ابوك احتمي بالنصوص وجاء اللصوص
ولست شريدا ولست شهيدا
ونجد ايضا ان محمود درويش من شده حبه في القهوه اخذ يقارن بينها وبين ما تفعله امه معه,وهذا يدل علي مدي هوسه بالقهوه فنجده يقول (احن الي خبز امي وقهوه امي وعندما تفتح لي باب غرفتي وتقدم لي القهوه000) فنجد ان القهوه عن درويش تمثل حاله فن وابداع وسبب تمسكه بالحياه فيقول(لا اريد من الايام كلها سوي رائحه القهوه لاتماسك,لاقف علي قدمي,لاتحول من واحف الي كائن,لنمضي معا انا وهذا الشاعر بحثا عنمكان اخر )وغير هذا كثير عن درويش وغيره من الشعراء والادباء للحديث عن القهوه وها يدل علي اهميه ماصنعته القهوه لنفسها من مكانه وهنا تنتهي حكايتي مع القهوه .
