كائنات هشة
بقلم أحمد شعبان
في الواقع لا أجد تسمية أدق لهذا النوع من البشر والذين لا يهمهم في الحياة سوى مصالحهم والحفاظ على وضعهم الإجتماعي المزيف، هؤلاء لا يهتمون بالآخرين، ويحبون أنفسهم بشكل جنوني مثير للشفقة، والهشاشة التي أقصدها هي ذات معنى جوهري وصفي لأشخاص أنانيين.
وعن ذكر هذه القصة والتي تتضمن معنى غائب لجبر الخواطر في مجتمعاتنا.
ولا أعرف سببًا لهذا التصرف ربما هو نقص أو سوء تربية أو اضطراب نفسي جعل شخصا ما يقوم بمثل هذه التصرفات الصبيانية دون داعي.
فجبر الخواطر هو بلسم أو شفاء لجروح النفس وإنكسارها، والإنسان لا يملك سوى كرامة وحرية وضمير يعيش بهم وبدونهم ستغرق البشرية في حروب عنصرية وطائفية لا نهائية.
يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :”لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئًا، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ“
فعند مروري بأحد أماكن بيع المواد الغذائية سمعت أحدهم يصرخ وينعت العمال بألفاظ غير لائقة، واندهشت وقتها لماذا كل هذا الثوران والغضب؟ أهو صاحب المكان أم ماذا؟! وحين سألت أحد العاملين أجاب في دهشة وسخرية وعدم رضا: إنه أحد زبائن المكان، وكان السبب لعدم توافر سلعة ما، قد سأل عليها عدة مرات ولم يجدها وفي المرة الأخيرة، أخبره الكاشير بأنها ستتوفر خلال أيام وقد كانت هذه الواقعة..
فمن الواضح أن هناك من يعيش لنفسه ولمصلحته فقط ولا يهتم بالآخرين، فلم يسأل في مكان آخر أو لم يعامل العاملين بشكل آدمي يليق بمسمى البشر (البني آدمين) .
فمثل هؤلاء هم بالفعل كما ذكرت في عنوان المقال (كائنات هشة)، أناس ضعفاء ولا يعرفون قيمة إنسانيتهم وأن يكونوا فقط مجرد بشر.
