recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

من أخلاق الحبيب خلق الوفاء (الجزء الثاني)

 من أخلاق الحبيب 

 خلق الوفاء (الجزء الثاني) 




 بقلم  داليا كامل 

 تحدثنا من قبل عن خلق الوفاء عند النبي  صلى الله عليه وسلم وذكرنا أنه كم كان وفيا مع ربه سبحانه وتعالى وكيف أدى الأمانة التى وكلت إليه خير أداء ،  والآن موعدنا مع وفائه مع كل من تعامل معه سواء كان مسلم أو حتى كافر 


 ونبدأ بوفائه مع من كفر به وعاداه 


 لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم رسولا مسيلمة الكذاب، قال صلى الله عليه وسلم:  لولا أن الرسل لا تقتل،  لضربت أعناقكما فجرت سنته ألا يقتل رسولا.  (رواه أبو داود).  

 

وانظر إلى وفائه بالعهد مع الذين حاربوه وآذوه ما رواه البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يعتمر أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة،  فاشترطوا عليه ألا يقيم بها إلا ثلاث ليال،  ولا يدخلها إلا يجلبان السلاح،  ولا يدعو منهم أحداً. 

 

قال:  فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب،  فكتب:  هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله.  فقالوا:  لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك ولتابعناك،  ولكن اكتب:  هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله.  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  أنا  والله محمد بن عبد الله،  وأنا والله لرسول الله فقال لعلي:  امح رسول الله فقال علي:  والله لا امدحاه أبداً. 

 قال:  فأرنيه فأراه إياه،  فمحاه النبي صلى الله عليه وسلم بيده فلما دخل ومضت الأيام أتوا عليا فقالوا:  مر صاحبك فليرحل،  فذكر ذلك علي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:  نعم فارتحل (متفق عليه). 

 

وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم وفي لهم بما عاهدهم عليه ولم يزد على الثلاث.  


تأمل معي هذا الحديث الشريف الذي فيه الكثير من التهديد والوعيد لمن غدر 

 

قال صلى الله عليه وسلم من أمن رجلاً على نفسه فقتله،  فأنا بريء من القاتل،  وإن كان المقتول كافراً (رواه النسائي وصححه الألباني). 

 

وبالطبع كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وفياً لأصحابه الذين أجابوا دعوته، وآزروه ونصروه،  فَنَوَّهَ بفضلِهم،  ونهَى عن سَبّهمْ،  ورفعَ قدرَهم وأعلى شأنَهم،  وأوصي بهم خيرا،  فقال  صلى الله عليه وسلم احفظوني في أصحابي رواه ابن ماجه،  وقال لا تسبوا أصحابي رواه البخاري،  

 

وقال من سَبَّ أصحابي

 فعليه لعنة الله والملائكة

 والناس أجمعين رواه الطبراني.  

 وقال الله في أصحابي 

 وقال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم رواه البخاري

 وقال آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار رواه البخاري ومسلم

 

وَفِي لأبي بكر رضي الله عنه،  فبين للأمة مكانته ومنزلته،  فقال  صلى الله عليه وسلم :  ( ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافإناه،  ما خلا أبا بكر،  فإن له عندنا يدا بكافيه الله بها يوم القيامة ) رواه الترمذي.  

 

وفي مرضِه – صلى الله عليه وسلم – الذي ماتَ فيه،  قعدَ على المِنبَر وهو عَاصَرَ رأسَه بخِرقَة،  فحمِد الله وأثنَى عليه،  ثم قال:  «إنه ليس من الناس أحدٌ أَمَّنَ عَلَيَّ في نفسه ومالِه من أبي بكر بن أبي قُحافَة،  ولو كنتُ مُتَّخَذًا من الناس خليلاً لَاِتَّخَذْت أبا بكرٍ خليلاً،  ولكن خُلَّة الإسلام أفضَل،  سَدُّوا عني كَلَّ خوخَةٍ في هذا المسجِد غيرَ خوخَة أبي بكرٍ».  والخَوخَةُ هي البابُ الصغيرُ ونحوُه.  


 ونذكر وفائه العظيم لزوجاته وأبرزهن السيدة خديجة رضي الله عنها كم كان وفيا محبا لها في حياتها وحتى بعد وفاتها وأرضاها حتى أن السيدة عائشة كانت تغار منها كما تذكر عائشة رضي الله عنها (ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة،  وما رأيتها،  ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها،  وربما ذبح الشاة ثم يقطّعها أعضاءً ثم يبعثها في صدائق خديجة،  فربما قلت له:  كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟  فيقول:  «إنها كانت وكانت وكان لي منها الولد ». 


 وبالطبع لم ينس النبي صلى الله عليه وسلم فضل أمه،  ومعاناتها في رعايته في صغره بعد أن،  فقدت الزوج المحب في بداية زواجها،  وتأينت،  ولم تأنس بعد به. 


 وتحملت مسئولية ابنها الوليد حتى توفّاها الله،  لم ينس لها الرسول ذلك،  فزارقبرها، واستأذن ربه أن يستغفر لها فلم يأذن له،  ولكن أذن له بزيارة قبرها كما يروي لنا أبو هريرة قال صلى الله عليه وسلم


 (اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي،  وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي ).  


 وهكذا عاش الحبيب صلى الله عليه وسلم وفيا مع كل خلق الله ولم يغدر قط بل إنه حذرنا من الغدر قائلا 


 عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  ” لكل غادر لواء يوم القيامة،  يقال:  هذه غدره فلان صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.  


فكن محمديا بأخلاقك وجدد سنته في قولك وفعلك لتتهيأ للقائه على الحوض وأنت لم تحيد عن نهجه الذي أرتضي وارتضاه لنا ربه سبحانه وتعالى.


من أخلاق الحبيب    خلق الوفاء (الجزء الثاني)


google-playkhamsatmostaqltradent