" هل جزاء الحب الا الحب"
بقلم: حنان عصمت
و سيظل الحب اسمي المعاني في الوجود
و سيظل للحب خلطته السحرية و تركيبته الخاصة بكل انسان..
و سيبقي الحب صاحب المفعول الاقوي القادر علي تغير الفرد و قلب حياته رأساً علي عقب..
و الحب هو ذلك الشعاع الذي يعرف طريقه الي قلبك و لا تعرف وصفه سحرية لتحمي نفسك منه..
الحب هي تلك المشاعر التي تجعلك تطير فرحاً و تدمع اشتياقا و تبكي ألم الفراق ..
لقد تم اكتشاف لقاح واقي للكثير من الامراض و درع حامي للكثير من المخاطر و لكن لم يتم اكتشاف درع يحمي قلبك من الوقوع في الحب حتي الان..
و الحب مستويات و درجات و مراحل
فحب العشرينات مختلف عن الثلاثينات مختلف عن الاربعينات و عن الخمسينات
فحب العشرينات هو حب مرحلة الابتدائي
عندما تحب الانثي بأذنيها و يحب الرجل بعينيه
هذا الحب المفعم بالعنفوان و اللا عقلانيه
ثم يأتي حب الثلاثينات و هو حب مرحلة المراهقة
عندما تثور الأنثى علي كل جوانب حياتها و يتملكها الخوف اذ عليها ان تلحق بركب التغيير و تعديل المسار و الالتحاق بما فاتها من تجارب...
عليها ان تغير الآن او تصمت للأبد...
اما الرجل في الثلاثينات يتمني ان يركب قطار الجميلات فمنهم من يلحق بالقطار بالفعل و تتحول الامنية الي حقيقة و يدور بين عرباته فيري نفسه في عين كل جميله فتاره يكون الشاطر حسن و تارة يصبح لاحداهما مصباح علاء الدين و تاره رشدي اباظه و تارة احمد عز
فيغذي غروره و يشبع صورته الداخليه عن نفسه ليكون الدنجوان الاول و الاخير في عصره..
و نأتي لمرحلة حب الاربعينات و حينها تكون قلوبنا قد نضجت و عقولنا قد اكتملت و طاقتنا قد اتزنت..
فتدرك المرأه الحب الناضج
عندنا تري المرأه الحب بعينيها ليس بأذنيها و تشعر بالحب في غيابها قبل حضورها
ذلك الحب الذي يكون فيه الحبيب السند و الراعي و الحامي بأفعاله و تصرفاته ...
و في هذا العمر يبحث الرجل عن الونيسه التي تؤنس وحشة روحه و تملأ فراغ ايامه و تكون له المرسى فقد زهد جميعهن و اكتفي بأنيسة قلبه..
اما حب الخمسين و هو حب الاحفاد و استرجاع الذكريات..
ذلك النوع من الحب الذي اذكرك فيه بميعاد الدواء و تصطحبني فيه الي طبيب ليغير لي جرعة دواء الضغط او السكر
و تذكريني بميعاد التحاليل الدوريه حتي لا تفتقدني..
و هكذا تظل دورة الحب و يظل الحب يتغير و يتشكل كما تتغير ملامحنا و تتشكل اطوار حياتنا ..
و سيظل جزاء الحب هو المزيد من الحب
