recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

من أخلاق الحبيب

الصفحة الرئيسية


 


 بقلم الداعية داليا كامل


خلق( الوفاء )عند النبي صلى الله عليه وسلم.  

 يمر الزمان إلى يوم القيامة ولم ولن يكمل من الأخلاق ويعظم إلا خلق سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم،  وبينما نحن نتحدث عن أخلاقه الكريمة نذكر في مقالنا اليوم خلق عظيم من أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم.  حديثنا اليوم عن خلق الوفاء.  

 تعالوا في مستهل حديثنا نتعرف عن معنى كلمة ( الوفاء ) 

 * الوفاء لغةً: 

 الوفاءُ ضد الغَدْر،  يقال:  وَفَى بعهده وأَوْفَى.  بمعنى،  ووفى بعهده يفي وفاءً،  وأوفى:  إذا تمم العهد ولم ينقض حفظه 

 * الوفاء اصطلاحًا:  (ملازمة طريق المواساة،  ومحافظة عهود الخلطاء).  

 وقيل:  (هو الصبر على ما يبذله الإنسان من نفسه،  ويرهن به لسانه،  والخروج مما يضمنه،  وإن كان مجحفًا به ).  

 الوفاء يدور حول الالتزام والإكمال والتمام والمحافظة على ما ألزم الإنسان به نفسه من عهود أو مواثيق أو وعود أو أمانات أو غير ذلك مما يضاف إلى كلمة الوفاء.  

 وقد حثنا المولى عز وجل جميعا على التحلي بهذا الخلق العظيم وأمر الله-عز وجل- بالوفاء بالعهد أمرًا صريحًا في عدد من آيات القرآن الكريم،  منها قوله تعالى:  {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْد اللّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تُذَكَّرُونَ ِ} [الأنعام: 152]

 وقوله:  {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}[الإسراء: 34]. 

 وقوله -عز وجل-: { وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِي}[البقرة: 40].  

 

وحث النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين في أكثر من حديث على الالتزام بالعهد ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:  «اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ:  اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ،  وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ،  وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ،  وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ،  وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ،  وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ» رواه أحمد.  

 وليس هذا فحسب بل إن الغدر وعدم الوفاء بالعهد يعتبر من إحدى صفات المنافقين التي لا يجب أن تكون في مؤمن.  

 يقول ﷺ:  ( آية المنافق ثلاث:  إذا حدث كذب،  وإذا وعد أخلف،  وإذا اؤتمن خان ).  

 

فقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في هذا الخلق. .  ففي تعامله مع ربه كان صلى الله عليه وسلم وفياً أميناً،  فقام بالطاعة والعبادة خير قيام،  وقام بتبليغ رسالة ربه بكل أمانة ووفاء،  فبيّن للناس دين الله القويم،  وهداهم إلى صراطه المستقيم،  وفق ما جاءه من الله،  وأمره به،  قال تعالى:  “وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون” ( النحل /44 ).  فقد كان وفياً لربه عز وجل فكان لا يعمل عملاً ولا فعلاً ولا قولاً إلا لله فما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل وكان كل دعوته من أجل الله ولله وما غضب لنفسه مرة فما غضب إلا لله فكان دائماً يقول من أحب لله وأبغض لله وأعطي لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان “.  صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.  

 

أما عن وفائه مع عباد الله سبحانه وتعالى فهذا ما سنتحدث عنه بأمر الله تعالى في المقال القادم.



google-playkhamsatmostaqltradent