سلسلة المرأة في شهر مارس:هدي شعراوي
الحلقة الخامسة
بقلم: يسرا عاطف
نور الهدي محمد سلطان أول ناشطة نسائية في مصر والعالم العربي ولدت في محافظة المنيا بصعيد مصر في 3 يونيو 1879 نشأت في عائلة كبيرة في الصعيد من أب مصري يحمل لقب باشا شديد الثراء يتمتع بنفوذ سياسي قوي أطلق عليه المصريون" ملك الصعيد" .
ولدت هدي في بيت يسير علي نهج الفصل بين الرجال والنساء حتي في بيت واحد كان أغلب النساء يحرمن من التعليم والظهور العلني ونادراً ما يخرجون من البيت في الأساس نتيجة لهذة الظروف تلقت هدي دروس منزلية علي يد معلمين وحضور دروس اللغه العربيه والتركية والفرنسية والخط وتعليم البيانو والخط وحفظت القران في سن التاسعة وكان ذلك إنجاز غير مسبوق لفتاة مثلها ولكن كونها انثي حرمها من إستكمال تعليمها ، من أكثر المواقف التي أثرت في نفسية هدي شعراوي رغبتها في تعلم قواعد النحو ولكن رفض معلمها وقتها" سعيد الآغا" وقال لها ليس من الضروري تعلم قواعد النحو فأنتي لم تكوني محامية في يوم من الايام" شعرت بالإكتئاب واهملت دراستها وكرهت انوثتها التي كانت تحول بينها وبين الحرية التي حلمت ان تعيشها.
عانت هدي اكثر من التفريق بينها وبين أخوها خطاب التي كانت تكبره في السن في المعامله ولكونه ذكر أعطي له جميع المميزات والحريات فهو امتداد للأسرة والعائل لها وهو الذي يحمل اسم أبيه بعد وفاته أما هي فسوف تتزوج من خارج العائلة وتحمل اسم زوجها وكان أكثر شخص عانت منه هو ابن عمها" علي شعراوى" كان وصي عليها بعد وفاه والدها وهي في سن خمس سنوات .
زواج هدي الشعراوي:-
تزوجت ابن عمها علي شعراوى وهي في سن الثانية عشر وكانت رافضة هذا الزواج لأنه واصي عليها ويكبرها في السن بأربعين عام ومتزوج وله ثلاث أطفال صممت والدتها أن يطلق زوجته حتي تتم الزواج وبالفعل تزوجها ولقبت وقتها" بهدي شعراوي " تقليداً لعادات الغرب أن تأخذ الزوجة لقب زوجها ولكنه بعد عامين من الزواج عاد مرة أخرى إلى زوجته الأولي فانفصلت عنه هدي وقتها ، أصابها الأكتئاب مما أدى الأمر إلي السفر لأوروبا للأستشفاء وكانت نقطة تحول لهدي حيث تعرفت هناك علي قيادات فرنسية نسائية لتحرير المرأة الأمر الذي شجعها ان تخطو خطاهم فكانت نقطه تحول لها استكملت دراستها في فرنسا واتسعت دائرة معارفها وألتقت بثلاث نساء هناك كان لهم أثر بالغ في حياتها" عديلة النبراوي" صديقه مصريه " عطيه سقاف" صديقه تركية " اوجيني لو بران" فرنسية وكانت لهدي مرشدة وأم بديلة .
عادت مرة أخرى هدي شعراوي إلي زوجها بعد إنفصال دام سبع سنوات وبعد ضغط شديد من عائلتها وانجبت منه ابنتها بثينة وابنها محمد وكان عمرها وقتها 22 عام .
دور هدي شعراوي السياسي:-
كان لنشاط زوجها السياسي أثر كبير على نشاطها فقادت مظاهرات السيدات في ثورة 1919 وأسست مظاهرات الوفد المركزية للسيدات .
أسست جمعيه لرعايه الأطفال عام 1907
نجحت في إقناع الجامعة المصرية تخصيص قاعه للمحاضرات النسائية 1908
دعت إلى رفع سن الزواج للفتيات الي 16 عام والذكور إلي 18 عام ووضعت قيود للرجال في مسألة الطلاق.
نادت بتعليم المرأة وعملها المهني والسياسي عملت ضد ظاهرة تعدد الزوجات.
أسست الإتحاد النسائي المصري عام 1923 وشغلت منصب رئاسته حتي عام 1947 ، كما شغلت منصب عضو مؤسس الإتحاد النسائي العربي وتولت رئاسته عام 1935 .
حضرت العديد من المؤتمرات الدولية منها مؤتمر روما 1923 ، مؤتمر باريس 1926 ، مؤتمر أمستردام عام 1927 ، مؤتمر اسطنبول عام 1935 " انشأت مجلة " الإجيبسيان" الفرنسية عام 1925 ومجله المصريه عام 1937.
نالت العديد من الأوسمة والنياشين من الدوله المصرية ، أطلق إسمها علي العديد من الشوارع والمؤسسات والمدارس في مختلف مدن مصر تكريماً لدورها وتوفت في 12 ديسمبر عام 1947 .
