recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ألا زِلْنَا فِي قُلُوبِكُمْ أَمْ زُلْنَا ؟! بقلم يحي خليفة

الصفحة الرئيسية

 

ألا زِلْنَا فِي قُلُوبِكُمْ أَمْ زُلْنَا ؟! بقلم يحي خليفة

ألا زِلْنَا فِي قُلُوبِكُمْ أَمْ زُلْنَا ؟! بقلم يحي خليفة


اقتلاع كائن عزيز من الاعماق محض هراء. عندما ننساه أو نتناساه يعود القلب لاجتراره ليطفو على السطح.. استئصاله لا يؤتي أكله. لا يستطيع المرء أن يخسر شيئاً من ذاكرته.. وإن خسر فكيف يخسر شيئا من روحه؟! ..لكنه يحتاج أن يشفى لكي ينقذ ما تبقى من كبريائه!!*

النسيان، كذبة كبيرة، وأقصى ما يمكن فعله هو محاولة محوه ،ذاك أن ذلك الكائن يلتصق دوما في شغاف القلب والجزء العميق من الذاكرة!! التظاهر وإقناع النفس أنه غير موجود خديعة عظمى ..هو موجود اصلا ، بصمة لا يمحوها الزمن حتى لو حاولنا. نحاول الاختباء في مكان ما داخل كينونتنا، في مكان ما من هوامش الحياة. لكن ، ذلك الهامش سيكون معتما مظلما في ليله وترابه وآثاره، ينتظر الاشراق من جديد كقوس مطر طال غيابه؟!*

الرحلة، لم يكن أحد يمتلكها بإرادته. نعيش أدق تفاصيلها مرغمين ..لم نكن منشغلين بالإعداد لها. رحلة الشعور تبقى ذاتها عشنا ماضيها ونعيش حاضرها بألم وسنبقى نعيش مستقبلها بحسرة بعد أن فقدنا ما توهمنا أننا كنا نمتلك ملكيتها. لم تكن إلا رحلة عقيمة تماماً؟! لحظات عشناها وستبقى في الذاكرة مصل بقاء لنا..هي ما تبقينا فرحين حتى في عزلتنا، ونحن نعلم أن ليالينا لن تأتي. لم تعد موجودة ..تركتنا في عطش إليها. نهيم في صحراء يباب. نستقي لا لنرتوي فقط حتى نبقى متماسكين لنعاني الضياع والفرقة.

يرحل من كان لنا رمزا للسعادة..نخبئه في مكان ما داخلنا ،ونحاول الا نخرجه أبدا، علنا لا نراه طيفا يبدد اوهامنا بأنه ما زال موجودا ..وأنه سيكون هناك. نكتب، لا شك أن الكتابة تسعدنا..تزيح تلك الهموم الجاثمة فوق صدورنا. نرتاح، إذ نفرغ طاقة كامنة فينا، وتشرح لنا معنى الحياة وتزيل الغشاوة الكتابة، تعني أن نزيح ضبابيتنا، تجعلنا نشعر أن الأشياء قد حدثت ولا زالت تحدث ولكن لن تمحو شيئاً من الذاكرة ولكننا نعيش في الذاكرة حقا!!

ثمة بهجة مضطربة في استرجاع الماضي، ونتساءل: ما الذي كان ليحدث إذا؟! ثم لا نجد إجابة، أو بالأحرى لا نريد إجابة ولا نبحث عنها، متعلقين بنشوة اللحظات الجميلة من السعادة. لو حاولنا نسيان من كان معنا؛ لظلت حياتنا كما هي روتينية. ولبقينا ندور في فلكه وما استطعنا التحرر من وهم أفكاره. كنا نظنهم طوق النجاة وباب الخروج من مأزق الأزمات التي تواجهنا وهم كانوا سبب وبال علينا

وعلى الجانب الاخر نحاول ايذاء أنفسنا ونحاول جاهدين أن نقنع أنفسنا بنسيان أشخاص كانوا لنا رحمة ومنة من الرحمن ولكن قدر الله سبق وكانوا نعم الصديق والرفيق ونعم الناصح الأمين. كم من لحظة فى حياة المرء تتسم بأنها رمادية ،وعقيمة ورتيبة ، ينبت حدث وردي معجز فشل أن يزهر فى الواقع.

ألا زِلْنَا فِي قُلُوبِكُمْ أَمْ زُلْنَا ؟! بقلم يحي خليفة


google-playkhamsatmostaqltradent