recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

أحجار علي رقعة الصراع





 

أحجار علي رقعة الصراع

كتب: صلاح علام

 
الصراع قائم وموجود وسيظل هكذا دون أى توقف واللعبة ستظل مستمرة دون أى كلل أو ملل فتوقف الصراع إنما يعنى نهاية الحياة أو قيام الساعة ذلك فقط بالمعنى الواسع أما علي كوكبنا فتوقف اللعبة إنما يعنى الحرب والدمار وردود أفعال عالمية قد تأخذ شكل الإنتقام من سنين طويلة مضت علي رقاب ومصائر الإنسانية تحت ظل حكم عالمى غير رشيد . 
حروب تلوح بأيديها في الأفق حروب من الإنسانية واللانسانية ضد كل ما هو إنساني لحرق وتدمير واستغلال وإبتزاز لكل ما هو إنساني ... فما هي تلك القوى التي تكره بعضها البعض بل وتكره نفسها وتلقي بنفسها وبمن حولها ويتبعها ويؤمن بها إلى تهلكة لا محالة فيها . 
فمن حروب عالمية بيولوجية ونووية وذرية إلي حرب باردة تلونت بصبغة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وكلها بنكهات إستخباراتية ومعلوماتية ، الطابع السرى ونزعة ما هو أسفل الطاولة ظل غامض لسنين طويلة حتى ظهر وتوغل في كل شيء حتى تغول علي كل شيء 
ما بين الحقد في حياتى وكفاحى في الماضي القريب وبين كبره وعصيانه ورفضه السجود لآدم في الماضي السحيق تتكرر الرؤية ويتكرر الذنب وتستفحل المعصية ، تلك القوة ذاتها التى دمرت نفسها قبل أن تبدأ الحياة وقبل أن يأخذ آدم أول شهيق له ويخرج أول زفير كان الشر قد أعلن عن نفسه متحديا لكل ما هو خير متوعداً لكل من في رحاب الخالق راضياً ومرضيا له عز وجل . 
فالحروب بكل ما تحمله من معانى الآثام والذنوب وخطايا الفتك بما أراده الله ان يكون علي أرضه منفذا لإرادته بواسطة إنسانا خلقه هو سبحانه وتعالى بيديه ليكون خليفته علي الأرض .. نقول أن كل هذه الحروب هي تنفيذ لكل ما أقسم عليه الرچيم بعزة وجلال الخالق ليهلك ذرية آدم أجمعين إلا عباد الله المخلصين ليبقى السؤال من هذا الذي أخذ توكيلاً من الرچيم لينفذ على الأرض إرادته ويبر قسمه الذي أقسمه أمام الله رغم يقينه بأولوهية وربوبية الخالق ولكن فقط إهلاكاً لبنو أدم وذريته . 
من هى تلك القوى علي الأرض التى تعرف من أين يجب أن  يحب الانسان نفسه ثم يكره غيره ليفتك بغيره ثم يكره نفسه ليدمر نفسه ومن حوله هكذا بدم بارد ثم يسكن نفسه الدرك الأسفل من جهنم خالدا مخلدا فيها دون أن يعلم ...  إن كل ذلك ما هو إلا طاقة الكره والعصيان والتحدى والكبر التي ملكت إبليس الرچيم وهو يرفض ويعصي ألا يسجد لما خلق الله بيديه .. و جاء أبناؤه وأحفاده يحملون منه ميراثا لا ينضب من الكراهية والحقد علي كل ما هو إنساني وكل ما هو آدمي لتكبر شجرته وتسرطن كل ما حولها منذ بدء الخلق وحتى نهايته باذن الله   
لقد اراد لنا الخالق التحرر من كل ما يبعدنا عنه وعن فطرته عن كل ما يلغى العقل ويأسر القلب والروح عما خلقنا له وهو القرب منه ومن سنته في الحب والخير والعدل ومحبة كل ما خلقه الله والإحسان إلى خلقه ، جاعلا  التحدى بين خلقه وبين الرچيم في سيطرة الشهوات والاهواء علي بنو أدم بداية من شهوة الحكم والسلطة والسيطرة والأنانية وحتي شهوتى الفم والفرج وهكذا إنقسم بنو أدم الى عبيد شهوة الحكم والسلطة والسيطرة وإلى عبيد شهوة النفس والجسد عبيد الفم والفرج . 
والأعجب من ذلك ان كلا الفريقين يعلم نقطة ضعف الاخر وكل منهما يعطى الاخر ما يحب حتى ياخذ منه ويصل بشهوته لما يحب ، فترى ان المتبوع يهدي التابع بعضا من حريته وخصوصيته بل وبعض من إنسانيته ليترك هذا الأخير ينعم في عبادة الشهوات حتى يسلط عليه شهوة الحكم والسلطة والسيطرة والانانية فينعم هو بتسلطه وإبتزازه لتابعه في غفلة من هذا التابع ، هذه الغفلة ما هى إلا طقوس عبادة الشهوة والانغماس فيها، فما بين الإستسلام لأولوهية الخالق والإستسلام للأهواء  كان الصنم الاول والصنم الاكبر وحجر الأساس لتلك الأحجار علي رقعة الصراع إنه (إبليس).


google-playkhamsatmostaqltradent