تكلفة الجهل
بقلم حسين الحانوتي
لا يمر علينا يوما الا ونسمع تلك الكلمه التي تعني الكثير لعموم الناس ولكنها تقال صفه لفعل او قول خطا ومفهومها علي العموم ان الجاهل هو فاقد العلم او كما يفهم الناس عدم إلمامه بالقراءة و الكتابه ذلك المفهوم اعطي الكلمه محدودية ونزع منها شموليتها لان كلمة جهل في عمومها ليست القراءه والكتابه فقط بل ريما يوصف شخص علي درجه علميه عاليه بالجاهل في مجالات وخبرات اخري كحياته الاجتماعيه او عمله او خبراته بشتي مجالات الحياه..
والجهل بالشئ عكس العلم به وهي كلمه ليست مبهمه وتفهم بعموم الموقف الذي نطقت فيه
وله انواع كثيره كالجهل الكامل كمن لا يقرأ ولا يكتب فهو في تمام جهله بهما لكن ربما يكون علي علم يؤهله ان يكون ذو فهم عن من يقرأ ويكتب فمثلا هناك من اصحاب المهن من يتقنونها عن حاملي شهادات العلم ولو وضعت صاحب العلم في تلك المهمة لن يعطي نتائج كما يعطيها ما نطلق عليه جاهلا
او ربما يكون متعلم وعلي علم بسيط بنواحي الحياه ومقوماتها
كان يكون هاويا لحرفه او صنعه فيعرف ما يؤهله لاستخراج مايفيده فقط وهذا هو الجهل البسيط رغم تعليمه
وأسوء أنواع الجهل هو الجهل الكامل وهو الاعتقاد الجازم
بِما لا يتفق مع الحقيقه والواقع إذ يعتقد الكثير انهم عل علم ونوابغ في امور كثيرة من امور الحياه لكن العكس هو الصحيح عندما يفرض عليهم الامر تجده تائها كورقه علي سطح المياه تحركها المياه كيفما شائت ويوجهها الهواء اينما اراد اي كريشه في مهب الرياح
والجهل الكامل تعبير اطلق علي من يدعي نفسه فقيها او عالما بشئ رغم الجهل الذي لن يسلم منه الجميع عند خطأه او الاقتناع بفكره والاخذ بمشورته فيالها من نتائج كارثيه
ولو تفكرنا لوجدنا تكلفة الجهل اكثر علي الامم ومؤسساتها من التعليم فتكلفة وضع من لا يصلح مكان من يصلح تنعكس سلبا علي نواتج المؤسسات ورضاء المواطنين لان الجاهل دوما يظن نفسه حكيما و افضل الناس واحسنهم فيكون قراره ورأيه مخالف لمتطلباتهم او تكون صادره منه كنوع من الايحاء بقدرته
علي التحكم بمقاليد الامور ومعرفة نواحي التقصير ومعالجتها
و الجهل بيئة خصبة لنمو التطرفات والأحزاب القائمة على الأصل أو العرق أو الدين أو الجنس مما يؤدي إلى ضياع الأمم وتدهورها حيث تنمو الخلايا النائمة وتظهر البطانه السيئه التي التي دوما ما تظهر نتيجة البيئه الصالحه لنمو مخطتاتها في السطو لاستخراج احكام تهواها انفسهم ليظلوا في الصوره كحماه للوطنيه أو لمبادئ وقيم وهدف المؤسسه
فالجهل ليس ان تكون اميا والجهل ليس ان تكون فقيرا بل الجهل ان تكون اميا في نواحي الحياه فقيرا في مقدرات التعامل مع واقعك وموضعك مهما كانت الظروف فكم من غني امي في تعاملاته فقيرا في فكره اعمي في وضع هدفه والوصول اليه غير مؤهل لمقدرات وناتج ما اوكل اليه من مهام
تكلفة الجهل بالشئ تكلف كثيرا كالجاهل بالقياده ان شائت الاقدار وتولي دفة القياده لسفينه او عربه او قطار فالكوارث مثواه
والجاهل بالادارة فالفشل مؤواه
والجاهل بالسلامه فالمرض مصيره
والجاهل باشعال النار فالحرق نهايته
يا ساده الجهل بالامور لا يعطيكم حق الفتوي فيها ولا يعطيكم حق التجربه فمن قال لا اعلم بشئ فهو اعلم حيث افتي فيما لا يعلم بما يعلم وهو عدم قدرته بعلم ما يجهله حيث ستنعكس نتائج قراره باسوء ما كان يستفيد
يا ساده تكلفة الجهل اكثر من العلم
واذا كرهت العلم وظننت انه مكلف فاقدم وجرب الجهل
لكن هناك نهايه الطريق حيث سيقضي الجهل علي ما تبقي منك
ولن تتمكن من العوده لتتذوق روحك متعة العلم