حكاياتى
أضراب عمال لف السجاير
بقلم كوثر زكى
كان للتطور الذى شهدته مصر فى العصور السابقة وأيام الاحتلال وما استتبعه من صدور قوانين تنظم شئون الصناع وتلغى السخرة أثره الطيب على وضوح الإنتماء الطبقى للعمال بغض النظر عن فوارق الجنسية أو اللغة حيث كان فى مصر فى هذا الوقت نسبة كبيرة من العمال الأجانب ، وكان من أهم الأضرابات الذى شهده القرن التاسع عشر هو إضراب عمال لف السجائر فى ديسمبر 1889 والذى كان هدفه رفع الأجور وعلى الرغم من نجاح الأضراب الذى استمر حتى فبراير 1900 إلا أن العمال تيقنوا أن استمرار وحدتهم هو كفيل باستمرار نجاحهم وأنشاء أول نقابة لهم فى مصر وهى جمعية لفافى السجائر فى القاهرة والتى كان يترأسها طبيب يونانى يدعى " كريازى " وسرعان ماأنتشرة خبرة وتجربة عمال لف السجائر إلى زملائهم العمال فى صناعات أخرى حيث تكون عقب تكوين جمعية لفافى السجائر العديد من الجمعيات مثل جمعية أتحاد الخياطين بالقاهرة وجمعيةعمال المطابع ، وجمعية السجائر فى الأسكندرية وجمعية كتبة المحاميين وغيرها
وكان للزعيم الوطنى محمد فريد دورا فريدا ومؤثرا فى الحركة العمالية وذلك عند قيامه بإنشاء عددا من مدارس الشعب التى أنتشرت فى العديد من أحياء القاهرة مثل بولاق وشبرا ثم امتدت إلى الأقاليم والأسكندرية والمنصورة وطنطا ، كما كان له أكبر الأثر على إنشاء الكيان النقابى الأقوى فى ذلك الوقت وهو نقابة الصنائع اليدوية والتى وصلت أعضائها إلى 800 عضو فى نهاية عام 1909 وطالبت النقابة الآتى :
1-لايجوز استخدام الأحداث فى العمل فى معامل حلج القطن ولايسمح لهم بالدخول فى عنابرالشغل .
2- كذلك منحت اللائحة لاالعمل أكثر من 8 ساعات فى اليوم
إلاأن اشتداد ساعد الحركة العمالية كان له على الجانب الآخر دورا كبيرا فى اقدام أصحاب رؤوس الأموال على الضغط على الحكومة فأصدرت الحكومة قانون التشرد فى 19 \ 4 \1909 بموجبه يلقى القبض على كل من لم يكن له محل أقامة ولا وسائط للتعيش وبذلك أصبح أى عامل يتم فصله من العمل وخاصة من شارك بأحد الأضرابات وعلى الرغم من أتساع حركة الأضرابات فى مصر مثل أضراب عمال ترام القاهرة وعمال السكة الحديد إلا إن بدأت الحرب العالمية الأولى وأعلان الحماية على مصر عام 1914 وأعلان هجوم أستعمارى على الطبقة العاملة فاعتقل عدد كبير من صفوف الحركة العمالية حتى بداية ثورة 1919 الذى وضح أثره فى الكم الهائل من الأضرابات العمالية التى شهدتها مصر على مختلف طوائفها والتحمت الطبقة العاملة بالحركة الوطنبة حتى إنصاع مجلس الوزراء لإرادتهم وتشكيل لجنة للتوفيق بين العمال وأصحاب الأعمال .

