recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

قصص علمتني الحياة

الصفحة الرئيسية







 

قصص علمتني الحياة







كتب ـ  خالد البليسى






يحكي أنه قبيل بدء معركة "اليرموك" خرج من عند الروم قائد عظيم من قوادهم وهو "جورجه"  وطلب خالد بن الوليد، فخرج له خالد أمير جيش المسلمين، فلما اقتربا، وكل منهما رافع سيفه وماسك درعه، طلب جورجه الأمان من سيدنا خالد بن الوليد، فأمنه خالد وخفض سيفه، فخفض الآخر سيفه ولكن احتمى كل منهما بدرعه يخشى الخيانة من الآخر ..

واقترب جورجه وخالد بن الوليد في وسط الأرض، بين الجيش المسلم وبين الجيش الرومي ودار بينهما حوار عجيب !!

قال جورجه: يا خالد اصدقني، فإن الحرَّ لا يكذب، ولا تخدعني، فإن الكريم لايخدع، هل أنزل الله على نبيكم سيفًاً من السماء فأعطاك فلا تسُلَّه على أحد إلا هزمته !!

فقال خالد: لا لم ينزل الله علينا سيفاً من السماء.

فقال جورجه: فبم سُمِّيت سيف الله؟.

فقال خالد: إن الله بعث فينا نبيه  فدعانا، فنفرنا عنه، ثم إن بعضنا صدقه وتابعه، وبعضنا باعده وقاتله وكذبه، فكنت ممن باعده وقاتله وكذبه، ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به فتابعناه، فقال لي رسول الله : أنت سيف من سيوف الله سلَّه على المشركين، ودعا لي بالنصر فسميت سيف الله بذلك، فأنا من أشد المسلمين على المشركين بدعوة رسول الله لي بالنصر، وبتسميته لي أنني سيف من سيوف الله..!!

فقال جورجه: صدقتني.. ثم قال: يا خالد إلام تدعوني؟..

فقال خالد: أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، والإقرار بما جاء من عند الله.

فقال جورجه: فمن لم يجبكم إلى ذلك؟.

قال خالد: فعليه الجزية ونمنعه.

فقال جورجه: فإن لم يعطِها؟.

قال خالد: نؤذنه بحرب ثم نقاتله!!

فقال جورجه: فما منزلة الذي يدخل فيكم ويجيبكم على هذا الأمر اليوم!!.

قال خالد: منزلتنا واحدة، فيما افترض الله علينا: شريفنا ووضيعنا، وأولنا وآخرنا.

فقال جورجه: هل لمن دخل فيكم اليوم ياخالد مثل ما لكم من الأجر والذُّخْر.

فقال خالد: نعم وأفضل..!

فتعجب جورجه وقال: كيف يساويكم وقد سبقتموه.!

فقال خالد: إنا دخلنا في هذا الأمر وبايعنا نبينا  وهو حيّ بين أظهرنا تأتيه أخبار السماء، ويخبرنا بالكتب ويرينا الآيات، وحُقَّ لمن رأى ما رأينا وسمع ماسمعنا أن يسلم ويبايع، وأنكم وأنتم لم تروا ما رأينا، ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج فمن دخل منكم في هذا الأمر بحقيقة ونية كان أفضل منا عند الله.

فيقول جورجه: بالله لقد صدقتني ولم تخدعني.!

فقال خالد: بالله لقد صدقتك.. وما بي إليك ولا لأحد منكم من حاجة وإن الله لوليُّ ما سألت عنه.

فقال جورجه: صدقتني..

ثم قلب ترسه وقال: يا خالد علِّمني الإسلام..

فأخذه خالد بن الوليد وأسرع به إلى خيمته وشنَّ عليه الماء من قِرْبَة (أي تخفف الرجل من لباسه بعض الشيء وصبَّ عليه الماء ليغتسل من كفره) فعلمه الصلاة.

كل ذلك والجيشان مصطفَّان أمام بعضهما لم يحدث بينهما قتال، فعلمه الصلاة فصلَّى ركعتين دخل بهما الإسلام ثم انطلق بعد ذلك يقاتل يوم اليرموك بجوار خالد طوال المعركة، حتى منَّ الله عليه بالشهادة في نهاية المعركة.. فاستشهد في هذه المعركة في آخرها وكان في أولها كافرًا, فقال خالد: سبحان الله عَمِلَ قليلاً وأُجِرَ كثيرًا، هذا فضل الله يؤتيه من يشاء..!!

كل الخير الذى فعله في حياته يوم واحد فقط كان يوم جهاد في سبيل الله فسَبَقَ عليه الكتاب فعمل بعمل أهل الجنة فدخلها، سبحان الله.

ولا نظن أن ذلك كان بسبب الكلمتين اللتين قالهما له سيدنا خالد فى البداية فقط بل كانت سيرة المسلمين في الشام محمِّسة لكثير من الناس للدخول فى الإسلام، فهذا الرجل كانت تحادثه نفسه من قبل ذلك: يدخل في الإسلام أو لا يدخل حتى حانت له فرصة وخاطب خالد بن الوليد وثَبَتَ على الإيمان،صدق الله فصدقه.










قصص علمتني الحياة


google-playkhamsatmostaqltradent