recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

مقاهى عمرها من عمر المحروسة ـ الجزء الأول ـ

الصفحة الرئيسية

 









مقاهى عمرها من عمر المحروسة ـ الجزء الأول ـ  









بقلم كوثر زكي 





من مقهى الفيشاوى لريش للتجارة لسى عبده 

فى رمضان هم سحر خاص وشهود على العصر                       

للمقاهى طعم ورائحة ولون ولكل منها شهادة ميلاد تحمل تاريخ عمر الوطن بأشخاصه الذين كانت لهم بصمة فى شتى مناحى الحياة ولكل مقهى  لغة لروادها الذين يجلسون بها حتى يكون هناك لغة للتواصل بينهم مثل مقهى المنجدين ومقهى الفرانين ومقهى الخرس ومقهى الفنانين ومقهى المنكتين وما أحلى السهر على المقاهى الشعبية فى رمضان واحد شاى ميزة وواحد قهوة مضبوط وصلحه أو واحد عناب يروى عطش الصيف وخاصة بعد الصيام فهناك حالة من العشق بين المقاهى الشعبية وروادها مهما مرت العصور وتغيرت الأحوال 

فهناك أحياء يظل فيها المقهى هو البطل الرئيسى لهذا الحى ومنها حى الحسين الذى تجد نفسك عاشقا لكوب الشاى الزجاجى الصغير الذى يداعبه النعناع الأخضر المتربع على الصينية النحاس والبراد الصاج الصغيرذو النكهة الجميلة الذى لايمت بصلة لشاى الكافيهات الحديثة  والقهوة الفرنساوى التى لاتضاهى القهوة المحوجة على المقاهى الشعبية ويظل الشاى الكشرى والشاى بالنعناع والقهوة التركى والينسون والتمر هندى الذى تلتقط الشفرة تلو الآخرى على صوت أم كلثوم  وعبد الوهاب ومحمد فوزى  ليصنعون حلة من نفحات الزمن الجميل الذى أرتبط بتاريخ المقاهى المصرية .

فلم يكن الغورى وخان الخليلى والفيشاوى وقصر الشوق والسكرية وبين القصرين مجرد أسماء لمعالم مصر القديمة التى كتب عنها نجيب محفوظ فى روايته ومنها المقاهى التى كان يجلس عليها ويجسد شخصيات روادها فى أشهر قصصه  ويحكى كتاب ( المقاهى المصرية ) عن إندهاش نابليون عندما جاء إلى القاهرة وعن عادات المصريين على المقاهى وقال ( ليس فى الشرق الأسطورى المتحضر من لايضحى بقليل من عمره من أجل إحتساء مشروب المقاهى الساحرة ويشير المؤرخون إلى نشأة المقهى التى جاءت مع شرب القهوة فى القرن ال 16 على يد أبو بكر بن عبدالله المعروف ب ( العيدروس ) أما فى شرق آسيا فكان هناك رجل يدعى صوفى مسلم وشهرته ( سياحتة ) ،وبينما  كان يسير فى حديقته فالتقط ثمرة البن ، وعندما تذوقها وجدها تخفف لآلام الرأس وتساعد على السهر  وتعين على العبادة فأتخذها طعاما وشرابا له وأشار على أتباعه أن يتناولوها هم أيضا وكان منهم أبوبكر وعندما وصل إلى مصر سنة 905هجريا أختلف أهل المحروسة  حول هذا المشروب الجديد هل  هو حرام أم حلال ؟وفى النهاية شربها كل المصريين أما مؤرخ الحملة الفرنسية المعاصر الإسحافى فقد حدد ظهور الدخان فى عام 1012مؤكدا أن الوالى العثمانى قد أصدر أوامره بمنع تعاطى الدخان فى الشوارع وعلى الدكاكين وأبواب البيوت حيث كان ينزل معه العسكر لتنفيذ أوامره وعندما كان يرى شخصا بيده آلة دخان يعافبه وفى بعض الأحيان كان ربما يطعمه الحجر بما فيه من نار  وتشتهر قاهرة المعز بالعديد من المقاهى التى تزدحم بروادها وخاصة فى شهر رمضان حيث ملتقى أهل المحروسة ليس فقط لقضاء الوقت فى شرب ما لذ وطاب من مشروبات الزمن الجميل ولكنها كانت ملتقى لأصحاب المهنة الواحدة ومهدا لولادة أشهر الأعمال الفنية والحوارات السياسية





مقاهى عمرها من عمر المحروسة ـ الجزء الأول ـ


google-playkhamsatmostaqltradent