recent
أخبار ساخنة

الليبراليون والليبرتاريون يدافعان عن نفس المُثل والقيم

 الليبراليون والليبرتاريون يدافعان عن نفس المُثل والقيم

 

الليبراليون والليبرتاريون يدافعان عن نفس المُثل والقيم


 بقلم: هبة المنزلاوي _دمياط

كلية الإعلام جامعة القاهرة

 

 الليبرالية والليبرتارية مصطلحان، أصلهما واحد مشتقان من كلمة Libre باللغة اللاتينية وتعني حر ولكن هناك فرق بينهما ،فالليبرالية هي فلسفة سياسية، وأخلاقية تقوم على مبدأ الحرية والمساواة،  الليبراليون هم أناس يظنون أن الناس يجب أن يكونوا أحرارًا إلى أقصى حد مع الحد من تدخل الحكومة فإنهم على خلاف المحافظين الذين يؤمنون بالوضع الراهن ويتبعون التقاليد والسياسات القديمة.  الليبراليون هم أصحاب دعوة التغيير في السياسات التي تعمد إلى تحسين أوضاع الناس، دافع الليبراليون عن الحرية الشخصية بكل قوة،  الليبرالية في السياسة تعني الدفاع عن حقوق الفرد وحريته.  يظن أن الليبراليين يضعون أنفسهم يسار الموقف الوسطى.  فالليبرالي يواجه النقد ؛ لأنه اشتراكي في ميوله

 ويربطهم الإيمان بالحرية والحقوق المدنية يعني نشتري ونبيع ونتملك، ونتعلم وحق الاختيارات الشخصية.

 

 

 

 أما الديمقراطية هي حكم الأغلبية ،واختيار الناس لمن يمثلهم في الحكومات ،وتحقيق المساواة بين الأعراق وبين الجنسين وحرية العقيدة الدينية ،وحرية الآراء والصحافة والإعلام والتفكير ،والنشر وفتح الأسواق والتجارة يعني تتضمن الحرية كافة نواحي الحياة الاقتصادية، والسياسية ،والاجتماعية.


 ويرجع تاريخ قيام الليبرالية إلى عصر التنوير في أوروبا فبعد قرون من سيطرة النظام الملكي والكنيسة في العصور الوسطى بحياة البشر وممتلكاتهم، ظهر مفكرون وفلاسفة من أبرزهم الفيلسوف الإنجليزي "جون لوك " الذي قام بتوجيه دعوة لأسلوب تفكير جديد على سبيل المثال أن الإنسان كائن عاقل يستطيع إدارة شؤونه، ولكنه يحتاج إلى قيام حكومة لتحقق ذلك على مبادئ ومعايير معروفة ،أبرزها ضمان حقوق أساسي سعيه ثلاثة هي:  الحق في الحياة الحرية الملكية الفردية وبعد ضمان هذه الحقوق يعمد الإنسان إلى وجود حكومة ممثلة للشعب تحمي حقوقه الثلاثة بكل إخلاص وتعمل بالدستور، وإصدار القوانين لكي تحافظ على المجتمع داخلياً وخارجياً وهذا ما يسمى بالعقد الاجتماعي .

 

 

 

  ونجد هنا أن هذه الأفكار تقوم على مفهوم الشرعية الذي كان منتشراً في ذلك الحين في أوروبا، والتي تقوم على نظرية أن الحكام لهم الحق في الحكم لأن الله أعطاهم إياه فيقول هذا الفكر : أن الحكم فقط لمن يحافظ على الحقوق ويوطّد أهمية الدين والعبادة دون فرض الكنيسة سيطرتها على الحياة السياسية، والتدخل في أمور الحكم،  هذا الفكر الليبرالي الذي قام لوك بالدعوة إليه هو ومَن يماثله من الفلاسفة،   وقد بدأ هذا الفكر في الانتشار تدريجياً حيث انتشر في بريطانيا أولاً ثُم في أوروبا مع الثورة الفرنسية ثم جاءت بعد ذلك الثورة الأمريكية فطبقته أيضاً عن طريق مفاهيم الحقوق الأساسية، والتي جاءت في إعلان الاستقلال عام 1776 والتي ضمنت حرية الدين والملكية والحياة.

 

 

 أما بالنسبة إلى الليبرتارية فهي أيديولوجية سياسية تقوم على مبدأ عش ودَع غيرك يعيش.  هؤلاء الناس يرون أن تدخل الدولة في شؤون المواطنين يجب أن يكون قليلاً، فأحياناً يقال عنهم إنهم من أنصار الأناركية.  الكلمة مشتقة من الحرية،  والليبرتاري هو فرد يؤمن بالحرية.  الحرية الشخصية هي ما يؤمن به الليبرتاريون على الرغم من أنهم يؤمنون أيضًا بالمسؤولية الاجتماعية. 

 

 

 

 

 فالليبرتاريون والليبراليون يربطهم الإيمان بالحرية ولكن الليبرتاريون جاءوا بعد الليبراليين وأبرز اختلاف بينهم هو أن الليبرتاريين يرون أن تدخل الحكومة يجب أن يقلص لأقصى حد ممكن فمن وجهة نظرهم أن الناس قادرون على حل مشكلة الفقر دون تدخل الحكومة ويرون أن رفض دفع الضريبة للحكومة جريمة، ولكن ليس لها ضحايا بل إن بعض المتطرفين منهم يرونها سرقة من قبل الحكومة ويمكن أن تستبدل بالمنح ويرفضون قوانين التجنيد الإجباري وقوانين تمنع المخدرات ؛ لأن الإنسان حر في جسده ويجدونه اعتداء من الدولة على حرية الفرد ،حتى لو كانت القوانين مؤيدة بأغلبية ديمقراطية، هذا هو الفرق بين الليبراليين والليبرتاريين الذي أثار الخلاق بينهم.



google-playkhamsatmostaqltradent