سلسلة ذكريات رمضانيةالحلقة التاسعة عشرأصل حكاية أغاني رمضان وحوي يا وحوي
كتبت- يسرا عاطف
إرتبطت الأمة الإسلامية والعربية بالعديد من الأغاني التي ارتبطت بشهر رمضان وقد علقت هذه الأغاني والأناشيد الدينية في قلوب وذاكرة الأمة الإسلامية، فتحولت من مجرد كلمات وألحان إلى طقس من طقوس الشهر الكريم، كالفوانيس والزينة المعلقة على طول مسارات الشوارع والطرقات وغيرها من المظاهر الاحتفالية التي تدخل البهجة والسرور على النفوس إيذانًا بقدوم شهر رمضان فتجد الأطفال والكبار والأسواق والمحلات التجارية تتغني بهذة الأغاني التي تضفي علي هذا الشهر الكريم بهجه وطعم خاص.
في الحقيقة أن كثيراً من الناس الذين يرددون هذة الأغاني الرمضانية لا يعرفون أصل هذة الأغاني وما سر ارتباطها برمضان؟؟
"وحوى يا وحوى .. إياحة .. روحت يا شعبان جيت يا رمضان" بهذه الكلمات تغنى المطرب أحمد عبد القادر أغنيته الشهيرة التى أصبحت إحدى أشهر الأغانى الرمضانية ، تلك المقدمة الطقطوقة التي التقطها الملحن أحمد الشريف ولحنها، واستمع جمهور الإذاعة لها لأول مرة بصوته مع المطربة سميرة وصفي في 11 رمضان عام 1939 ونظرًا لما حققته الأغنية من نجاح، أعاد الملحن تسجيلها مرة أخرى بصوته منفردًا وأذيعت عام 1946، وبعد انتشارها قدمت الأغنية للمرة الثالثة بصوت أحمد عبدالقادر المطرب بالإذاعة المصرية والذي لم يشتهر إلا من خلال تلك الأغنية.
ويرى عبد القادر أن السبب الحقيقي وراء نجاح هذه الأغنية واستمرارها لسنوات هو الكلمات واللحن والأداء الذي ترجم مشاعر ووجدان وأحاسيس المصريين، لتصبح الأغنية الأقدم والأشهر في تاريخ أغاني رمضان على الإطلاق بعد أن وصل عمرها لأكثر من 80 عامًا.
أصل كلمة وحوي يا وحوي:-
ترى بعض الروايات أن أغنية “وحوي يا وحوي.. إياحة” فرعونية الأصل حيث كان يغنيها المصريون القدماء مع بداية كل شهر عند استقبال القمر، و “إياحة” ترمز إلى “إياح حتب” وهي زوجة الملك "سقنن رع" حاكم مصر فى أواخر القرن الـ 18 قبل الميلاد وكانت الدولة الفرعونية الوسطى قد تفككت واحتلها الهكسوس فأخذت “إياح حتب” تحث زوجها على التصدى للغزاة ولكنه قتل علي يد الهكسوس ومن بعده ابنها الأكبر الذي تصدي لهم ولكنه قتل أيضاً فلم تستسلم " إياح حتب " فبدءت تبث روح النضال والقتال في أبنها الثاني أحمس لأخذ الثأر من هؤلاء الأعداءو الذي نجح بالفعل في مهمة طرد الهكسوس من مصر.
ومن هنا نشأت العلاقة بين الأغنية الشهيرة والأم “إياح حتب”فكلمة إياح تعني القمر وحتب تعنى: الزمان، ليشكل الاثنان معًا «قمر الزمان»، أما كلمة وحوى الفرعونية فمعناها: مرحبًا أو أهلاً ومن بعدها خرج المصريون فى استقبال الملكة إياح حاملين المشاعل والمصابيح يتغنون بـ«وحوى يا وحوى.. إياحه» والتى يكون معناها مرحبًا يا قمر، وذلك تقديرًا للدور الكبير الذي لعبته في هذه المعركة، حيث خرج الشعب يحى الملكة «إياح حتب» أم الملك المظفر «أحمس» فكانوا يقولون «واح واح إياح» أى «تعيش تعيش إياح».
** وأشارت روايات تاريخية أخرى إلى إن كلمة “وحوى” تعنى رحل، و”إياحة” معناها القمر أو الهلال، في إشارة إلى رحيل شهر شعبان وقدوم هلال شهر رمضان، وأصبحت هذه الأغنية منذ العصر الفاطمي تحية خاصة بهلال رمضان.
