الكحكة في إيد اليتيم
بقلم : حسين الحانوتي
لوقت قريب كنت اظن وأفهم ان هذا المثل يعنى أن الفقير يفرح ويحتفل بالشئ العادي ويقدره وأن فرحته بما حصل عليه تتناسب عكسيا مع إمكانياته المادية بمعني انه يتمني لكن ظروف مادياته لا تسمح فيئن قلبه وتحزن سريرته لكنه لا يسال الحافا وتسولا حتي يحصل علي ما تشتهيه نفسه غندما تشاء له الاقدار . لكن مع الوقت تبين لي أنني ضيق الفهم و على خطأ فالمثل يعبر عن استنكار واسكثار الآخرين علي ما حصل الفقير عليه من نعمة ما واستكثارهم لهذه الهبة عليه ينم ويعبر عن مشاعر الحقد والاحتقار معا والتي تكاد تقترب من الحسد عليه رغم تمتعهم بوفرة قد تفوق أضعاف ما حلم به الفقير وجبر
والعبرة في هذا المثل انها تفضح سلبيات المجتمع الطبقي وتدعو لنبذها والاستغناء عنها واستبدال مشاعر الاستنكار والاستكثار بالفرحة لما قد يصيب الغير من الخير
فكثيرا ما تقابل فقيرا معدما حافي القدمين رث الثياب أشعث الشعر عيناه زائغتان شارد الذهن مهلهل المنظر يمسك بيديه كحكة بيضاء فرحان بها
الاغرب ان إلى جواره عربتان من موديلات عاليه يقتنيها الذين يستكثرون عليه فرحته بكعكه يشتهيها ولم يذق طعمها و يتطلعون لخطفها ما في يديه..
يقينا نعيش في زمننا هذا ونلاحظ تلك الامثله وكثيرا ما تجد انسانا تمني ولم ينل وكثيرا ما تجد من نال دون تمني وهو ما نسميه الحظ لكن رغم ذلك فالانظار تتوجه له فمنهم ناقم عليه متمني زوال حاله الذي تحسن من اليسر الي العسر وهذا حاقد حاسد
ومنهم من يدعوا بالزيادة ومنهم من يتمني حظه
لكن هي الارزاق التي قدرت في السماء والانصبه التي وزعت لمن في الارض والنفوس التي صبرت ا و جزعت ولن يصيبك رزق لم يكتب لك ولن تنال الا ما كتب الله لك فمن صبرا ودعا نال ومن تعجل وجزع فقد او ارتكب خطأ ليصل الي تحقيق شهوات صدره وخطط شيطانه الذي اوعز اليه الجزع ليبعده عن طمأنينه نفسه وهدوء سريرته..
فالارزاق انصبه مكتمله مكتوبه فهذا نصيبه مكتمل في المال لكن ينقصه نعمة الولد وهذا نصيبه الولد و قلة المال تنغص حياته وهذا رزق المال وينفقه في حرام وذاك رزق الولد لكنه فشل في تربيته وتوجيهه فلم تكتمل معه نعمة الراحه واطمئنان البال..
لو اطلع كل منا علي حال غيره ما تمناه ولو كان غيره هذا علي جبل من مال لرضي بحاله الذي هو فيه
لو نظر كل لحاله واكتفي بعدم النظر لغيره لاطمئنت سريرته وتعدلت احواله..لكن الكحكه في ايد اليتيم عجبه
