recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

صرخةُ طفلة بقلم:منصور عياد

 صرخةُ طفلة 

صرخةُ طفلة بقلم:منصور عياد


بقلم:منصور عياد 

  

  في ذكرى مذبحة الحرم الإبراهيمي

  

أبنَيّتي قُومي طعامُكِ جاهزٌ

       وتَسحَّري فالفجرُ لاحَ سناهُ

أبتاهُ مهلًا هل فعلتُ جريمةً؟ 

     وجنيتُ أمرًا أنت لا ترضاهُ

أبتاه ُ إني طفلةٌ ووحيدةٌ

    الخوفُ فرشي والظلامُ غطاهُ

أبتاهُ فلتأكلْ معي ما عاد لي

         إلاكَ تطعمني الأمانَ يداهُ

             ***********

أبنيتي مهلا فإني ذاهبٌ

    أدعو الإلهَ ومن يجيبُ سواهُ؟ 

إن العِدا قد دنّسوا الأقصى وكلُّ

       حجيجه عن دربه قد تاهوا

يا ربِّ حطَّم قيد ذلٍ هدَّني

           فالبيتُ بيتكَ والندا :اللهُ

سأظلُّ أذهبُ للخليل مصليا 

         مادمتُ أسمعُ للإلهِ نداهُ

          *********. 

مالي أراكِ اليومَ خائفةً؟ وقد 

     شاهدتُ في عينيكِ ما أخشاهُ

لا لا تخافي واطمئن دائما 

    أنا عائدٌ ومعي الصباحُ ضياهُ

أستودع الرحمنَ أهلي كلهم

              فالله خيرٌ حافظا الله ُ

            **********

وجلستُ أنتظرُ الصباحَ ونورَهُ

       من بعدِ ليلٍ فاضَ منهُ أساهُ

فإذا الرصاصُ يذيعُ شرَّجريمة

وإذا الصباح ُ يضلُّ عنه خطاه

هرولت نحو الصوت لاهثة الخُطا

الصوت يهدى والصدى قدماه

صوت الرصاص من الخليل مردد

       الموتُ آتٍ والجراحُ صداهُ

وإذا الزمان توقفت خطواته

      ليذيع  ما سمِعت به أذناه

والأرضُ تصرخُ والمآذنُ تشتكي 

      والقدسُ يبغى النصرَ يا الله ُ

       *****. ***** 

ماذا أرى نهرُ الدماءِ بمسجدي؟ 

          ربّاهُ     يا ربّاهُ   ياربّاهُ

رباهُ هل يرضيكَ سفكُ دمائنا

   والظلم  في أرضى يفوق مداهُ

          *************

قتلوا أبِى والذنب أن شعاره

   الإسلام دين أهتَدى بهداه

غذَّيتَ بالإيمانِ كلَّ جوارحي 

    ونسجتَ للوطنِ الجريحِ رداهُ

علَّمتني ألّا أعيشَ ذليلةً

      من يرضَ ذلّا نُغّصتْ دنياهُ

ستنالُ روحك في الجنان خلودها

        ويظلُ ذِكرك للفؤاد دواهُ

           *************

رمضان فيك المسلمون توحّدوا

    والنصرُ  كان حليفَهم والجاهُ

والآن صرنا لُعبةً يلهو بنا 

        طفلُ العدا ويقودنا بهواهُ

يا أمةَ الإسلامِ قومي فاشهدي

          هذا أبي لبَّى ندا مولاهُ

ودماؤه قد سطّرتْ هيّا انهضي

       هيّا إثأَرى لبّيك يا قدساهُ

أنا قد أبيتُ الظلمَ يسكنُ بلدتي

        من منكمُ  يا إخوتي يأباهُ

هذي الحجارةُ شاركتني محنتي 

       والنصرُ مدَّ إلى يدي يُمناهُ


        شعر / منصور عياد 

          ٢٥/ ٤ /١٩٩٤م


google-playkhamsatmostaqltradent