recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

يسرى عبيد يكتب: مصر تريد أفعالا لا أقوالا من تركيا


 يسرى عبيد يكتب: مصر تريد أفعالا لا أقوالا من تركيا

 زيارة الوفد التركى رفيع المستوى إلى العاصمة الليبية طرابلس دون إذن من السلطات إهانة سافرة للسلطات الجديدة فى ليبيا وفعل يؤكد أن الأتراك لا ينوون لا هم ولا مرتزقتهم مغادرة ليبيا قريبا، بالإضافة إلى أنه يعتبر تحديا جديدا من حكومة أردوغان لمحاولات عودة العلاقات مع القاهرة التى من أهم شروطها انسحاب الاتراك ومرتزقته من الغرب الليبى، وبالتالى ما يصدر عن أنقرة أقوال لا تمت للواقع بصلة بشأن محاولات رأب الصدع وعودة العلاقات مع مصر.. فبعد أن كان الحديث عن المحاولات التركية لعودة العلاقات مرة أخرى مع مصر بؤرة اهتمام وسائل الإعلام العربية والدولية .. تصريح لوزير الخارجية التركى أولا ثم مداخلة لوزير الدفاع أكار ثم المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن.. وأخير الرئيس التركى أردوغان نفسه بأن مصر مهمة والاتصالات مستمرة بين الجانبين على أكثر من صعيد.. كل هذا السيل من التصريحات اليومية من جانب الأتراك والقيادة المصرية صامتة.. لسنا فى حاجة للأتراك حتى نبادلهم الغزل والمديح.. ما فعلوه بنا يحتاج أنهارا من دموع الندم من القادة الأتراك.. لسنا فى عجلة من أمرنا.. حدث لقاء رفيع فى القاهرة لكن منذ هذا الوقت ولا حديث عن أى تقدم فى مسألة عودة العلاقات إلا بعض التصريحات عن المسؤولين الأتراك.. مصر وضعت شروطا على تركيا أن تنفذها أولا حتى تفكر القاهرة فى عودة العلاقات مع تركيا، منها عدم التدخل فى شؤون الدول العربية، خروج تركيا من ليبيا وسوريا والعراق.. وقف دعم جماعة الإخوان المسلمين.. لكن يبدو أن الأتراك يريدون منا أن ننسى كل ما جرى خلال العشر سنوات الماضية وأن نفتح صفحة جديدة وكأن شيئا لم يحدث.. أستطيع أن أقول بكل أريحية واقتناع أنه لولا وجود أردوغان وأمثاله من حكام قطر وغيرهم لتغير حالنا كثيرًا بعد ثورة يونيو.. لقد شن هو والتنظيم الدولى للإخوان حملة ضارية ضد مصر ونظام الرئيس السيسى، أسردها فى عدة نقاط أضرت كثيرا بهذا البلد.. لكنها لم ولن تسقطه..

أولا: دعم جماعة الإخوان بكل قوة بعد إسقاطهم فى يونيو.. نصب لهم منصات إعلامية فى بلده يلقون منها بحمم التحريض على القتل والتفجير والتدمير لكل شىء فى هذا الوطن.. كل قنوات التحريض ضد الدولة مدعومة بشكل كامل من أردوغان.. كل العمليات الإرهابية التى جرت فى مصر منذ ثورة يناير وحتى الآن.. كل نفس قتلت.. كل أب فقد ابنه.. كل زوجة مترملة فقدت زوجها.. كل أم ثكلى فقدت فلذة كبدها.. كل طفل فقد أباها.. كل مصاب فقد ذراعه أو قدمه.. أو تعرض لعاهة مستديمة فى تفجير أو قنص أو عملية انتحارية هنا أو هناك.. يتحمل أردوغان وأجهزته وأذنابه فى تركيا وقطر وزرها..

هم من ساعدوا الإرهابيين فى سيناء على الصمود طوال الفترة الماضية حتى أصبح الجيش المصرى قاب قوسين أو أدنى من القضاء عليهم بعدما استشهد الكثير من أبنائناعلى أيدى هؤلاء المارقين الخارجين عن الدين.

ثانيا: فعل كل ما فى وسعه لضرب الاقتصاد المصرى.. كمية غير مسبوقة من الشائعات والتحريض على الدولة المصرية.. رجال الجماعة الموجودون فى مصر وبتخطيط من تركيا حاولوا إحداث أزمة كبيرة فى سعر صرف الجنيه مقابل الدولار.. سحبوا ملايين الدولارات من البنوك.. ولولا قرار تحرير سعر الصرف فى نوفمبر 2016 لتخطى سعر الدولار العشرين جنيها.. كما حاول أردوغان ضرب السياحة المصرية بكل الطرق..

ثالثا: أصيب أردوغان بصدمة عصبية شديدة أفقدته توازنه بعد الإعلان عن اكتشاف حقل ظهر فى البحر المتوسط.. هدد بمنع شركة إينى الإيطالية من التنقيب عن الغاز والبترول فى البحر المتوسط..

الرد المصرى كان قويا.. لطمه على خده فلجأ إلى معاقبة الطرف الأضعف وهو قبرص ومنعها من التنقيب فى منطقة الامتيازات الخاصة بها.

رابعا: من كيد أردوغان وحقده على الدولة المصرية لجأ إلى السودان، التى يوجد بينه وبين نظامها المخلوع رابط مشترك وحبل موثوق، هو أيديولوجية الإخوان، فقام باستئجار جزيرة سواكن على البحر الأحمر من النظام السودانى السابق لتكون خنجرا فى خاصرة الدولة المصرية، متوهمًا أنه بذلك سيحاصر مصر من الجنوب.

خامسا: حاول أردوغان اختراق الأمن القومى العربى.. سعى لتدمير الدولة السورية.. أدخل المجموعات الإرهابية من حدوده ودعمهم بالمال والسلاح حتى يمزقوا سوريا ويستولوا عليها لحساب خليفة المسلمين.. تاجر معهم.. اشترى منهم النفط المسروق من الأرض السورية بأبخس الأثمان.. يحاول حتى الآن الحفاظ عليهم فى آخر منطقة يسيطرون عليها فى إدلب.. مصالحه هناك.. يحتل جزءا من شمال سوريا.. .. من يسعى للدمار والخراب لهذا الوطن سنظل أعداءه هو ومن عاونه مهما طال الزمان.. يجب عليه التوبة أولا والاعتراف بالخطأ وأن يكفر عن ذنوبه.. مطالب القاهرة واضحة لخصها حديث الخارجية المصرية بكل حرفية وبلاغة.. دائما تضع مصر مصالح وهموم أشقائها أمام أعينها.. الكرة الآن فى الملعب التركى وعليه أن يختار بين مصر الدولة وبين جماعة أصبحت من الماضى.. دفنها الشعب المصرى ولن تعود من القبور مرة أخرى.

google-playkhamsatmostaqltradent