بقلم:سليمان النادي
صلح الحديبية ١٦
الفكرة التي أقف أمامها الآن هي .. مهما كانت عبقرية كل متأمل عاقل ، فهناك دائما إرهاصات روحية لا تدركها بعقلك قدر أن تستلهمها بروحك ...
وأنه لابد من إستشراف أبعاد الموقف بدون تعجل للوصول إلى أبعاد المصلحة حتى وإن خسرت بعض المعارك .
ومما زاد الموقف صعوبة ، ولم يكن مداد القلم الذي كتب صحيفة صلح الحديبية قد جفّ بعد ،
بل زاد الموقف ثقلا على نفوس الصحابة التي زادهم الإسلام بها عزّة وصلابة ...
أن أقبل شاب يسمى أبو جندل ينطق بكلمة الإسلام ، هاتفاً بها ومرحباً لشعوره بالطمأنينه أنه وسط إخوانه المسلمين وعشيرته ومع رسول الله في معسكره...
يارباه ...
أتدرون من أبو جندل ؟
إنه ابن سهيل بن عمرو الذي يتفاوض في الصلح وحالاً وتواً وقّع مع رسول الله صحيفة الصلح ...
وفي غمرة فرحة أبو جندل ، وظنون نفسه أنه بلغ الأمان حين أقدم ...
ما كان من سهيل إلا أن أخذ بمجامع ملابس إبنه وراح يضربه بوحشية بالغة ، ويسمعه من السب ما لا يطاق ..
وقاد سهيل إبنه الذي شوهت قريش جسده بالتعذيب ، وقد أكمل عليه أبوه بالضرب ، وأخذ أبو جندل يتلفت صوب المسلمين وينادي والضربات تنهال عليه...
يامعشر المسلمين..
أتتركوني أُردّ الى المشركين ، يعذبونني ، ويفتنوني في ديني ؟
دلّوني بالله عليكم ماذا تفعلون لو كنتم في هذا الموقف مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ..؟
وغدا نستكمل اللقاء ...