recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

أول الخلفاء الراشدين " الجزء الأول "

 



 



 

أول الخلفاء الراشدين " الجزء الأول "

كتب- محمـــد الدكـــرورى













الخلافة الراشدة أو دولة الخلفاء الراشدين، هي أولى دول الخلافة الإسلامية التي قامت عقب وفاة الرسول الك
ريم محمد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول فى السنة الحادية عشر من الهجرة النبوية الشريفة الموافق فيه السابع من شهر يونيو سنة ستمائة واثنين وثلاثون من الميلاد وهي دولة الخلافة الوحيدة التي لم يكن الحكم فيها وراثيا بل قائم على الشورى، عكس دول الخلافة التالية التي كان الحكم فيها قائما على التوريث، وإن الخليفة في الإسلام هو الذي يعتقد أن الحكم تكليف وليس تشريفا، والرئاسة مغرم وليست مغنما، ويعلم أنه ليس إلا خادما يخدم الناس، ويسهل لهم أمورهم، محسنا إليهم.
محافظا على حقوقهم، حريصا على تعزيز كرامتهم، ساعيا في تلبية حوائجهم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم "ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة" رواه مسلم، ويقول صلى الله عليه وسلم، كما عند الإمام مسلم أيضا "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة" وسياسة الخليفة أيضا لابد أن تقوم على الوضوح التام، فالسياسة الإسلامية سياسة أبيّة، لا تؤله الحاكم، ولا تعتقد فيه العصمة، ولا تجيز له فعل كل ما يريد، وإنما تقومه، وتأخذ على يديه وتنصحه، وتأمره بالمعروف، وتنهاه عن المنكر، وتأطره على الحق أطرا، وتطيعه طاعة مقيدة بعدم المعصية.
ويقول أبو قبيل رحمه الله "خطبنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في يوم جمعة فقال إنما المال مالنا، والفيء فيؤنا، من شئنا أعطينا، ومن شئنا منعنا، فلم يردّ عليه أحد، فلما كانت الجمعة الثانية قال مثل مقالته، فلم يردّ عليه أحد، فلما كانت الجمعة الثالثة قال مثل مقالته، فقام رجل ممن شهد المسجد فقال كلا، بل المال مالنا، والفيء فيؤنا، من حال بيننا وبينه حاكمناه بأسيافنا، فلما صلى أمر بالرجل فأدخل عليه، فأجلسه معه على السرير، ثم أذن للناس فدخلوا عليه، ثم قال أيها الناس إني تكلمت في أول جمعة فلم يردّ عليّ أحد، وفي الثانية فلم يردّ علي أحد، فلما كانت الثالثة أحياني هذا أحياه الله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول "سيأتي قوم يتكلمون فلا يُرد عليهم، يتقاحمون في النار تقاحم القردة" فخشيت أن يجعلني الله منهم، فلما رد هذا عليّ أحياني أحياه الله، ورجوت أن لا يجعلني الله منهم" فرضي الله عن الصحابة الأجلاء الذين بيّنوا لنا منهج التعامل مع الولاة والأمراء والحكام، فهو منهج واضح يبيّن مدى معرفتهم بحقوقهم السياسية الشرعية التي ليس فيها غموض، ولا ضبابية، ولا تملق، ولا نفاق، ولا مجاملة للحاكم، فهو يحكم بينهم، ويسعى في مصالح دينهم ودنياهم، ويرعى شؤونهم، ويقضي حوائجهم، فله على الأمة حقوق، وللأمة عليه حقوق فيقول محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر أن ناسا قالوا لجده عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
"إنا ندخل على سلطاننا فنقول لهم خلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم، فقال كنا نعدها نفاقا" فالواجب على الرعية النصح لولاة الأمور, ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، معلقا على قول ابن عمر "فالواجب على من دخل على السلاطين من الأمراء والوزراء والرؤساء والملوك أن يتكلم بالأمر على حقيقته يبيّن لهم الواقع، سواء أكان الناس على استقامة أم على اعوجاج أم على حق أم على باطل، ولا يجوز للإنسان أي إنسان أن يدخل على الأمير أو على الملك أو ما أشبه ذلك ثم يقول الناس بخير، الناس أحوالهم مستقيمة، الناس اقتصادياتهم جيدة، الناس أمنهم جيد وما أشبه ذلك وهو كاذب، فهذا حرام، وخداع، فالواجب البيان.






google-playkhamsatmostaqltradent