recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

أول الخلفاء الراشدين "الجزء الثانى عشر"

الصفحة الرئيسية



 أول الخلفاء الراشدين "الجزء الثانى عشر"




















إعداد - محمـــد الدكـــرورى






















































ونكمل الجزء الثانى عشر مع أول الخلفاء الراشدين، وقد توقفنا عندما كان زيد بن عمرو بن نفيل قاعدا، فمر أمية بن أبي الصلت، فقال كيف أصبحت يا باغي الخير؟ قال بخير، قال وهل وجدت؟ قال لا، فقال أما إن هذا النبي الذي يُنتظر منا أو منكم، يقول أبو بكر الصديق رضى الله عنه، ولم أكن سمعت قبل ذلك بنبي يُنتظر ويُبعث، فخرجت أريد ورقة بن نوفل، وكان كثير النظر إلى السماء كثير همهمة الصدر، فاستوقفته، ثم قصصت عليه الحديث، فقال نعم يا ابن أخي، إنا أهل الكتب والعلوم، ألا إن هذا النبي الذي يُنتظر من أوسط العرب نسبا ولي علم بالنسب، وقومك أوسط العرب نسبا، قلت له يا عم، وما يقول النبي؟ قال يقول ما قيل له، إلا أنه لا يظلم ولا يظلم ولا يظالم. 































































فلما بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، آمنت به وصدقته، وقد كان أبو بكر الصديق يعرف النبي صلى الله عليه وسلم، معرفة عميقة في الجاهلية، وكانت الصلة بينهما قوية، وقد ذكر ابن إسحاق وغيره أنه كان صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، قبل البعثة، وكان يعلم من صدقه وأمانته وحسن سجيته وكرم أخلاقه ما يمنعه من الكذب على الناس، وقال ابن إسحاق، ثم إن أبا بكر الصديق لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال " أحق ما تقول قريش يا محمد؟ من تركك آلهتنا، وتسفيهك عقولنا، وتكفيرك آبائنا؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، "بلى، إني رسول الله ونبيه، بعثني لأبلغ رسالته وأدعوك إلى الله بالحق، فوالله إنه للحق، أدعوك يا أبا بكر إلى الله وحده لا شريك له، ولا تعبد غيره، والموالاة على طاعته".













































 

وقرأ عليه القرآن الكريم، فلم يقر ولم ينكر، فأسلم وكفر بالأصنام، وخلع الأنداد وأقر بحق الإسلام، ورجع أبو بكر الصديق وهو مؤمن مصدق، وقد روي عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أنه قال "ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر، إلا أبا بكر ما عكم عنه حين ذكرته، ولا تردد فيه" وكما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال " إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال أبو بكر صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟" قالها مرتين، فكان أبو بكر الصديق أول من أسلم من الرجال الأحرار، وبذلك قال إبراهيم النخعي وحسان بن ثابت وابن عباس وأسماء بنت أبي بكر ومحمد بن سيرين، وهو المشهور عن جمهور أهل السنة. 









































وروى الإمام أحمد ومحمد بن ماجة عن ابن مسعود أنه قال " أول من أظهر الإسلام سبعة، رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر منعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرع الحديد وصهروهم في الشمس" وقد جمع الإمام أبو حنيفة بين الأقوال المختلفة في ذكر أول من أسلم بأن أول من أسلم من الرجال الأحرار هو أبو بكر الصديق، ومن النساء السيدة خديجة بنت خويلد، ومن الموالي زيد بن حارثة، ومن الغلمان علي بن أبي طالب، ويقال أن أبا بكر الصديق أول من صلى مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فعن زيد بن أرقم أنه قال " أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، أبو بكر الصديق".






















































 

وعندما أسلم أبو بكر الصديق قد سُر النبي صلى الله عليه وسلم، سرورا كبيرا، فعن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت " خرج أبو بكر يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان له صديقا في الجاهلية، فلقيه فقال له يا أبا القاسم فقدت من مجالس قومك واتهموك بالعيب لآبائها وأمهاتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني رسول الله أدعوك إلى الله" فلما فرغ كلامه أسلم أبو بكر، فانطلق عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما بين الأخشبين أحد أكثر سرورا منه بإسلام أبي بكر، وكان بعد إسلام أبي بكر الصديق رضى الله عنه، بدأ يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم على يديه الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف.



أول الخلفاء الراشدين "الجزء الثانى عشر"


google-playkhamsatmostaqltradent