كيف يُسهم المرتزقة الروس في خدمة مصالح "موسكو"؟
قامت استراتيجية "الكرملين" طويلة الأمد على دمج المصالح الخاصة للأفراد بالمصالح العامة، ويرجع ذلك إلى زيادة نسبة الفساد بالدولة؛ حيث يستخدم المسؤولون الروس حسابات مصرفية خارجية لتغطية النفقات المالية التي يستخدمونها في مختلف الأعمال، بدءًا من تمويل صناعة السينما، وصولًا إلى الأعمال العسكرية.
ارتبطت شركات المرتزقة المتورطة في صراعات خارجية برجل الأعمال المُلقب بـ"طاهي بوتين" (Putin’s Chef) "يفغيني بريغوزين"، الذي قضى معظم فترة الثمانينيات خلف القضبان بعدة تهم من بينها تهمة السطو المسلح، حيث أنّ المرتزقة التابعين له ينخرطون في صراعات في مناطق متفرقة تمتد من مدغشقر إلى موزمبيق، وحتى داخل أوكرانيا؛ حيث يعملون على تحقيق تطلعات الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".
تسعى روسيا للتنافس مع القوى الكبرى كافة، وليس الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص؛ ولذلك يواصل "بوتين" تعزيز النفوذ الروسي في مناطق مختلفة من العالم، ومن بينها إفريقيا، التي تنامى بها النفوذ الصيني في الآونة الأخيرة، لتأكيد أنّ روسيا ستكون لاعبًا مؤثرًا وليس مجرد "صديق صغير" للصين.