خطبة عيد الأضحى " الرابعة "
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، ولا حمد إلا له وبسم الله ولا يستعان إلا به، الحمد لله خيرا مما نقول، وفوق ما نقول، ومثل ما نقول الله أكبر،الله أكبر، الله أكبر، ما قصد المسلمون حج بيت الله الحرام، الله أكبر ما أنفقوا الأموال وأتعبوا الأبدان وتركوا الأهل والأولاد من أجل الرضوان، الله أكبر ما صاروا في الجو والبر والبحر تحرسهم عناية الملك العلام، الله أكبر ما علت أصواتهم بالتلبية استجابة لنداء الخليل في البرية، الله أكبر ما اكتحلت عيونهم بأنوار بيت الله الحرام، الله أكبر ما استراحت أجسامهم في الروضة المحفوفة بالأنوار، الله أكبر ما حامت أرواحهم شوقًا إلي زيارة المصطفي العدنان.
الله أكبر ما سلموا علي رسول الإنسانية النبي المختار، الله أكبر خلق الخلق وأحصاهم عددا، وكلهم آتيه يوم القيامة فردا، الله أكبر، ما ذكره الذاكرون وهلل المهللون وكبر المكبرون، الله أكبر، ما ضحي المسلمون في هذا اليوم شكرا لله علي وافر الإحسان، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، سبحان من قدس البيت وعظمه، سبحان من جعل مكة هي البلد الحرام، سبحان من خصها دون بقاع الأرض بالتقديس والإعظام، سبحان من هدي خليله إليها بعد طول شوق وهيام، سبحان من فجر زمزم لإسماعيل إجلالا له وإكراما، سبحان من جعل مكة مشرقا للنور بعد أن كانت مصدرا لكل ظلم وظلام سبحان من جعلها أصل التوحيد بعد أن كانت مصدرا لعبادة الأصنام.
سبحان من اصطفي رسوله منها وجعله رسولا لخير دين هو الإسلام, سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، لا إله إلا الله يفعل ما يريد، لا إله إلا الله ذو العرش المجيد، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم، فأي أمة كنا، وأي أمة أصبحنا، وأي أمة سنكون، أي أمة كنا قبل الإسلام، وأي جيل كنا قبل الإيمان، وأي كيان نحن بغير القرآن، كنا قبل لا إله إلا الله أمة وثنية، أمة لا تعرف ربها، أمة تسجد للحجر، أمة تغدر، أمة يقتل بعضها بعضا، أمة عاقة، أمة لا تعرف من المبادئ شيئا, فأراد الله أن يرفع قدرها، وأن يعلي شأنها فأرسل إلينا رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم فقال تعالى "هو الذى يعص فى الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين"
فوقف النبي المختار صلى الله عليه وسلم وسط صحراء تموج بالكفر والضلال ليعلن للدينا كلها أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فتذكروا فضل لا إله إلا الله، وعظمة لا إله إلا الله، وقدسية لا إله إلا الله، ومعنى لا إله إلا الله أنه لا معبود بحق إلا الله، ومعنى لا إله إلا الله، أنه لا مطلوب ولا مرغوب ولا مدعو إلا الله، ومعنى لا إله إلا الله أن تعيش لله عبدا، فتكون حيا بقوة لا إله إلا الله، ومعنى لا إله إلا الله أن ترضى بالله ربا وبالإسلام دينا، وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة، وإماما، ومربيا، ومعلما، فمن أخلص في توحيده لله أحرقت كلمة التوحيد جميع الذنوب والمعاصي والآثام الله أكبر "عبدي ألا تنظر إلى السماء وارتفاعها وإلي الأرض وأقطارها، وإلي النجوم ومدراها وإلي البحار وأمواجها.
وإلي الشمس وشعاعها، وإلي كل ما هو راكع واسجد ومستيقظ وراقد، الكل يشهد بجلالي ويقر بكمالي ويعلن عن ذكري ولا يغفل عن شكري، عبدي لو أمرت الأرض لابتلعتك من حينها، ولو أمرت البحار لأغرقت في معينها ولو أمرت الشمس لأحرقتك بشعاعها ولكن أحميك بقدرتي وأمددك بقوتي وأؤجلك إلي أجل أجلته وإلي وقت وقته فوعزتي وجلالي لابد من الورود علي والوقوف بين يديك أعدد عليك أعمالك وأذكرك بأقوالك حتى إذا أيقنت البوار وقلت لا محال إنك من النار واليتك غفراني، ومنحتك رضواني, وغفرت لك الأوزار، وقلت لا تحزن فمن أجلك سميت نفسي الغفار" أفلا يستحق منا العبادة أفلا يستحق أن نذكره ولا ننساه أفلا يستحق التوكل عليه وتفويض الأمر إليه فهل توكل عليه أحد يوما فخيبه ؟ وهل سأله أحد يوما ولم يعطيه سُؤله؟ فمن توكل علي الله كفاه، ومن فوض إليه الأمر هداه ومن سأله أعطاه.