recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

الإيمان واليقين " الجزء الثانى " إعداد/ محمـــد الدكـــرورى

 الإيمان واليقين " الجزء الثانى "

الإيمان واليقين " الجزء الثانى "  إعداد/ محمـــد الدكـــرورى



إعداد/ محمـــد الدكـــرورى


ونكمل الجزء الثانى مع الإيمان واليقين، ولنا الوقفه مع المرأة التي كانت عند حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأعطتها السيدة عائشة رضى الله عنها تمرة وطلبت من إبنها إحضار شيئا وإن أحضره تعطيه تمرة، فأحضر الشيء وعاد فأعطتها له، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو لم تعطها له لكتبت عليك كذبة، ولحاسبك الله عز وجل عليها يوم القيامة" وهذا الرجل الذي ذهب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يشكو إبنه، ويقول يا أمير المؤمنين إن إبني عقني، والعقوق هو العصيان وعدم الطاعة والإحترام الواجب للآباء، فاستدعى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه الولد، وقال له لم عققت أباك؟ فقال يا أمير المؤمنين إن أبي عقني قبل أن أعقه. 


قال عمر بن الخطاب وكيف؟ قال الولد أن والدى لم يُحسن اختيار أمي، فأنا ابن أَمَة سوداء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " تخيروا لنطفكم فإن العرق دسّاس " ولم يُحسن اختيار إسمي، فسمّاني جُعلا، والجعل أى الجعران أو الخنفسة التي تعيش في الحجارة والتراب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "أحسنوا أسماء أبنائكم، فإنهم يُدعون بأسمائهم يوم القيامة" ولم يُعلمني كتاب الله، فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه " إذهب يا رجل، فقد عققته قبل أن يعقك" وإن هذه الحقوق قد تناسها الناس في زماننا، إذ أنت وحدك المكلف بها أنت وزوجك، لا تعتمد على غيرك، وإياك أن تقول أنا مثلي مثل الناس، لأن  النبي صلى الله عليه وسلم يحرّج من ذلك. 


فقال "لا يكن أحدكم إمّعة، يقول إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساء الناس أسأت، ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساء الناس أن تحسنوا" فعليك أن تخرّج لهذا المجتمع أبناء بررة، أتقياء أنقياء أوفياء، يقومون بهذه القيم الإلهية التي نحن في أمّس الحاجة إليها الآن لإصلاح هذا المجتمع، فلا يوجد قانون في مجتمعنا لإجبار الخلق عليها، أو محاسبتهم عليها، إلا قانون رب العالمين سبحانه وتعالى، وذلك يوم الدين وأيضا أثر ذلك يعود علينا الآن، لأننا قد أصبحت حياتنا غير الحياة التي يرجوها الله لعباده المؤمنين، فحياة المؤمنين، حياة طيبة مباركة، فيها لطف وفيها أنس، وفيها هدوء، وفيها سكينة وفيها طمأنينة، وفيها بركة في الأرزاق، وفيها كرامة في الأخلاق. 


وفيها سعادة في الوفاق، فيكون المجتمع في أمن وأمان بالقيم الإيمانية التي أنزلها في القرآن، وكان عليها النبي العدنان صلى الله عليه وسلم، وصحابته المباركين رضى الله عنهم أجمعين، فقد حدث في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما كان أميرا للمؤمنين، فقد قتل رجل رجلا واعترف بجُرمه وإن الإعتراف سيد الأدلة، وقدّم للمحاكمة، والقانون الإلهي وهو "من قتل يُقتل" فلما تأكد أنه مقتول لا محالة قدّم التماسا لأمير المؤمنين، قال "يا أمير المؤمنين، إن لي صبية صغار، ولي مال قد استودعته لا يعلم مكانه أحد غيري، فإذا مت ولم أخبرهم به لم يعرفوه، فأذن لي أن أذهب إليه لأعلمهم بموضع المال ثم أرجع إليك لتنفيذ عقوبة الله عز وجل. 


فقال عمر رضي الله عنه ومن يضمنك؟ فتفرّس في وجوه الحاضرين، وكان من أهل البادية ولا يعرف منهم أحدا، ثم نظر إلى أبي ذر رضي الله عنه وقال هذا يضمنني، فقال عمر رضي الله عنه لأبي ذر، هل تضمنه؟ قال نعم، قال على أنه إذا لم يعد تقتل مكانه، قال على أنه إذا لم يعد أقتل مكانه، فقال يا رجل، كم يكفِيك؟ قال ثلاثة أيام، فأجّل إقامة الحد إلى أن يعود هذا الرجل بعد ثلاثة أيام، وفي اليوم الثالث وبعد أذان العصر والقوم مجتمعون لإقامة الحد، والرجل لم يصل بعد، وأصبح الناس مشفقين على أبي ذر لأنه ضمن هذا الرجل ولا يعرفه، وإذا بهم يرون أسودة قادمة من بعيد وحولها غبار، فقالوا، انتظروا لعله يكون الرجل؟

google-playkhamsatmostaqltradent