recent
أخبار ساخنة

المدينة المنورة " الجزء الأول"



 المدينة المنورة "الجزء الأول"














































إعداد - محمـــد الدكـــرورى
















































إن البلاد التي تكثر فيها الطاعة، وينتشر فيها العلم تكون بلادا طيبة، فتهوي إليها الأفئدة، وتطمئن فيها النفوس، وتحلو فيها الطاعة، والعكس بالعكس، فالبلاد التي تكثر فيها المعصية، ويقل فيها العلم، تهرب منها الأفئدة، وتخاف فيها النفوس، وتعسر فيها الطاعة، ولهذا حث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على سُكنى البلاد الطيبة، وحذر من البلاد الخبيثة، وبيّن أن البلاد الخبيثة مأوى الشياطين، فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها" رواه مسلم، وإن من أطيب البلاد عند الله تعالى هى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي طيبة الطيبة، فهى مهبط الوحى. 





































































ومتنزل جبريل الأمين على الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهي مأرز الإيمان، وملتقى المهاجرين والأنصار وموطن الذين تبوءوا الدار والإيمان وهي العاصمة الأولى للمسلمين فيها عقدت ألوية الجهاد في سبيل الله فانطلقت كتائب الحق لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومنها شع النور فأشرقت الأرض بنور الهداية، وهي دار هجرة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم إليها هاجر وفيها عاش آخر حياته، وبها مات الله صلى الله عليه وسلم وفيها قبر ومنه يبعث، ولا يقطع بمكان قبر من الأنبياء سوى مكان قبره صلى الله عليه وسلم، وهذه المدينة المباركة شرّفها الله وفضّلها وجعلها خير البقاع بعد مكة المكرمة، ويدل لتفضيل مكة على المدينة.





















































هو ما أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عدى ابن حمراء الزهرى قال، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا على الحزورة فقال "والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أنى أخرجت منك ما خرجت" وإن لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فضائل عظيمة، فمن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم سماها طيبة، فعن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله سمى المدينة طابة" رواه مسلم، وطيبة وطابة لفظان مشتقان من الطيب، ويدلان على الطيب فهما لفظان طيبان أطلقا على بقعة طيبة، ومن فضائلها أن الإيمان يأرز إليها، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال. 



















































قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها" رواه البخارى ومسلم، ومعنى ذلك أن الإيمان يتجه إليها ويكون فيها، والمسلمون يأمونها ويقصدونها يدفعهم إلى ذلك الإيمان ومحبة هذه البقعة المباركة التي حرّمها الله عز وجل، ومن فضائلها أنها تقضي على كل القرى فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمرت بقرية تأكل القرى يقولون لها يثرب، وهي المدينة" رواه البخارى ومسلم، والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم أمر بالهجرة لهذه القرية التي تأكل القرى، ومقصوده بأنها تأكل القرى أي تنتصر على القرى، وتكون الغلبة لها، ومن فضائلها أن النبي صلى الله عليه وسلم. 




























































حث على الصبر على لأوائها وجهدها، وقال صلى الله عليه وسلم "المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون" قاله في حق الذين فكروا في الانتقال من المدينة إلى الأماكن التي فيها الرخاء وسعة الرزق وكثرة المال، فعن سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة" رواه مسلم، وهذا يدل على فضل المدينة وفضل السكنى فيها، والصبر على الشدة واللأواء والجهد والضنك إذا حصل لأحد فلا يكون ذلك دافعا له إلى أن ينتقل منها إلى غيرها يبحث عن الرخاء وعن السعة في الرزق.



المدينة المنورة " الجزء الأول"


google-playkhamsatmostaqltradent