التعليم بين التقليدية والإلكترونية
بقلم:د.نصر الدين مبروك محمد
إستكمالاً لمقال سابق عن أهمية التعليم الإلكتروني وبرامج التعليم عن بُعد في العملية التعليمية أود أن أوكد أيضاً على أهمية التعليم وجهاً لوجه بين المعلم وطلابه وأنه لا يمكن الإستغناء عن الورقة والقلم في العملية التعليمية مهما بلغت حداثة أنظمة وبرامج التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد المُستخدمة وأن التعليم المباشر وجهاً لوجه لاغنى عنه أبداً في التعليم بل هو التعليم الأساسي الذي يجب أن يُعتد به ويُعتمد عليه إذا أردنا مخرجات تعليمية ناجحة وأنه لابد من وجود هذا التوازن بين التعليم الإلكتروني والتعليم المباشر (التقليدي) لننتج تعليماً مُدمجاً يحتوي على مزايا النظامين للوصول إلى تعليم أفضل ذو جودة عالية، وقد تيقنت وزارة التعليم لذلك حين سمحت للطلاب بالحضور للمدرسة بعض الأيام في الأسبوع للحصول على التعليم المباشر من المدرسة وإستكمال العملية التعليمية إلكترونياً باقي أيام الأسبوع عن طريق المنصات التعليمية الإلكترونية المتعددة التي أتاحتها لجميع الطلاب عن طريق الإنترنت وأيضاً القنوات التعليمية التلفزيونية المُعدة لهذا الغرض .
إن التعلم المدمج هو تكامل بين التعليم التقليدي والتعلم الإلكتروني ويمتاز هذا النوع من التعلم بالمرونة الكافية لمقابلة كافة الاحتياجات الفردية وأنماط التعلم لدى المتعلمين باختلاف مستوياتهم وأعمارهم وقد أشارت عديد من الدراسات إلى أهمية التعلم المدمج وفاعليته في تحصيل الطلاب، فالطلبة الذين قاموا بالتعلم من خلال أسلوب التعلم المدمج كان تحصيلهم ونسبة الاحتفاظ بالتعلم أعلى من الطلبة الذين تعلموا بواسطة التعلم التقليدي (وجهًا لوجه) أو التعليم الإلكتروني الكامل.
إن دور المعلم في التعلم المدمج أكثر أهمية وأكثر صعوبة من دوره في عملية التعليم التقليدي، ويجب عليه أن يدير ويقود هذا النوع من التعليم بكفاءة ومهارة عالية وتوجيه مستمر لكل طالب للاستفادة من المحتوى التعليمي، وأن يكون لديه الرغبة والمعرفة والمرونة في الإنتقال من مرحلة التعليم التقليدي إلى هذه المرحلة من التعليم والقيام بالدور المطلوب منه في ضوء ذلك، ولديه القدرة على خلق روح المشاركة والتفاعلية داخل الفصل وخارجه، وأن يكون لدية القدرة على التعامل مع برامج تصميم المقررات الإلكترونية وتصميم الاختبارات الإلكترونية والتعامل مع أنظمة التعلم الإلكتروني.
إن المعلم المتميز في التعليم وجهاً لوجه لو أستخدم أدوات التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني بشكل فعال ودمج بينهما سوف يصنع تجربة تعليمية متميزة عن بعد، وبدون معلم متميز لن تُصنع تجربة تعليمية متميزة ولن يُكتب لها النجاح.
