recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

تاريخ احتلال و استقلال الهند إعداد: هبة المنزلاوي






 تاريخ احتلال و استقلال الهند


إعداد: هبة المنزلاوي

كلية الإعلام جامعة القاهرة


تمكنت بريطانيا من احتلال الهند عام 1857م بعدما قامت شركة تجارية بريطانية ببسط نفوذها على البلاد عُرفت بشركة الهند الشرقية، فهي في الحقيقة لم تكن شركة تجارية فقط، بل كيان استعماري متكامل لديه جيشٌ من الأوروبيين يخدم معهم بعض الهنود، كان  يحتل البلاد ويرتكب المذابح ويجبي الضرائب ، ولكن جنودها الهنود رفضوا أوامرها؛  فاشتعلت ثورة على الشركة في نفس العام نتج عنها وقوع 800 ألف ضحية ،فأسرعت الحكومة البريطانية بالتدخل وأصبح الحاكم العام للهند يعين من جانبها ويسمى بنائب
الملك .















وعقب نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914م أعطت بريطانيا وعدا للهند بحكم ذاتي مقابل مساندتها بالحرب، فشارك الهنود بأكثر من 1300000 جندي بالقوات البريطانية ، بالشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا ولكن بريطانيا خلفت بوعدها حينها كان "المهاتما غاندي " محامياً هندياً يعيش بجنوب أفريقيا و كانت مستعمرة بريطانية كالهند وفيها مارس النضال السلمي بعدم إطاعة  قوانين المستعمر والعصيان ،فأعجب السياسي وعضو البرلمان الهندي "غوبال  كريشنا كوكال"  الذي استدعى غاندي للهند للمشاركة في الحركة الوطنية فذهب وانضم للبرلمان الهندي وبدأ يستخدم طرق احتجاج في مقاومته السلمية أصابت بريطانيا بالفزع واضطرت في النهاية إلى تلبية رغباته، فلقد لجأ إلى الصوم والاعتصام والمقاطعة والعصيان المدني  بين الأعوام من 1917  و1920م  .

















ووقعت بعدها مذبحة جاليانوالا باغ  التي نتج عنها 379 قتيلا على يد القوات البريطانية حين نزل مواطنون عُزَّل للاحتفال بالسنية البنجابية الجديدة وتظاهروا بشكل سلمي ضد الاحتلال ،واعتقال رمزين من رموز معارضته وهما الدكتور صفي الدين كابتشيلو، وساتيايال وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير فانطلقت حملة عصيان  مدني  بقيادة غاندي الذي تواصل مع كافة زعماء الحركات السياسية و القادة الدينيين وأصدر أوامره للهنود بمقاطعة البضائع البريطانية وطلب من العاملين بالحكومة البريطانية ترك وظائفهم وألقابهم ومناصبهم، ولقد استجاب الشعب له الذي تمرد على دفع الضرائب وتوقف المحامون والمدرسون عن مزاولة مهنتهم ،وتحولت حركة العصيان المدني لقوة حتى أمر غاندي بنفسه بوقفها بعد وقوع ثلاثة قتلى من المناضلين السلميين ، فكان يتطلع لتحقيق استقلال الهند في النهاية بطرق سلمية وهو صاحب عبارة  "اتركو الهند و أنتم أسياد" و في المقابل قام الإنجليز بحملة اعتقالات له  ولأنصاره  عام 1942 حتى عام1944م بعدما صاغ وثيقة  يطالب بريطانيا بالانسحاب (Quit India) مما أثار غضب البريطانيين ، وبالتزامن مع نهاية الحرب العالمية الثانية أصبحت الأمور في صالح مطالب الاستقلال التي تزعمها غاندي ولكن كانت هناك مشاهد مؤلمة لا تفارقه ألا وهي الحرب الدامية بين المسلمين والهندوس الذي ربطهما هدف واحد وهو السير نحو الاستقلال وتحرك غاندي بصحبه تلميذيه المسلم محمد علي جناح والهندوسي جواهر لال نهرو الذي أعلن استقلال الهند في 15 اغسطس 1947م .

















وبلغت الاضطرابات الدينية ذروتها ووقع غاندي برصاصات غدر قاتلة أطلقها أحد الهُنُدسيين في 30 يناير 1948م وذلك بسبب مناشدة غاندي بعد إعلان الاستقلال  أن تحفظ الأغلبية الهندوسية حقوق الأقلية المسلمة فلقد أعمى التطرف المتعصبون من الهندوس عن رحلة غاندي كي تنال الهند حريتها ولكنه ترك القيادة من بعده لتلميذيه محمد علي جناح يقود باكستان ونهرو يقود الهند وعلى الرغم من التاريخ المشترك بينهما فشلوا في تسوية الخلافات بينهم التي أوقعتهما في الحرب.





















 وكان هناك ثلاثة حروب دامية أولها مع إعلان الاستقلال وآخرها في مطلع السبعينات، الحرب الأولى(1947 -1948م) انتهت بتقسيم كشمير بين البلدين  فأصبحت جامو وكشمير تحت السيادة الهندية وكشمير الحرة تحت السيادة الباكستانية الحرب الثانية عام 1965م وكان أيضاً دافعها كشمير ولم يكن لها نتيجة حاسمة أما الحرب الثالثة عام 1971م هي التي انتهت بتقسيم باكستان نفسها وأصبح القسم الشرقي منها يعرف بدولة بنجلاديش.
















 وكان الخطر الحقيقي في الصراع الهندي الباكستاني هو أن البلدين عضوان في النادي النووي فأصبحوا يتبادلون التفجيرات النووية الهند تفجر وباكستان ترد عليها بتفجير مماثل عام 1998م  ووقع ضحية هذه الحروب نحو نصف مليون شخص ولازالت الصراعات مشتعلة بين البلدين على منطقة كشمير حتى اليوم.

تاريخ احتلال و استقلال الهند  إعداد: هبة المنزلاوي

google-playkhamsatmostaqltradent