أثر متغير دلتا على النمو الاقتصادي العالمي
مع انتشار متغير دلتا، تشهد دول العالم تدابير إغلاق متفاوتة، ولكن المتفق عليه هو تراجع معدلات النمو الاقتصادي، فعلى سبيل المثال، حيث ينمو الاقتصاد الأمريكي والأوروبي والصيني بمعدل أبطأ مما كان يأمله المستثمرون. أدى انتشار متحور دلتا إلى تراجع معدلات النمو وارتفاع معدل التضخم بسرعة مقلقة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، وارتفاع الأسعار في منطقة اليورو في أغسطس بنسبة 3% عن العام السابق، وهي النسبة الأعلى منذ عقد.
وجدير بالذكر أنه في ظل انتشار المتحور دلتا، انخفضت تدابير الإغلاق في البلدان ذات معدلات التطعيم المرتفعة، فعلى سبيل المثال، خففت أوروبا تدابير الإغلاق بفتح قطاع الخدمات وأيضًا أصبح المستهلكون أقل خوفًا من المرض، ففي اليابان لا يبدو أن فرض حالة الطوارئ في طوكيو أبعدت المستهلكين عن المتاجر. أما في الدول ذات معدلات التطعيم المنخفضة مثل دول جنوب شرق آسيا، تسبب انتشار الوباء في إغلاق مصانع الإنتاج والشبكات اللوجستية مؤقتًا، والذي يطيل من تعطل سلاسل التوريد في الولايات المتحدة الأمريكية.
تشكل العلاقة المتغيرة بين تأثير الفيروس والنمو الاقتصادي ضغوطًا على صانعي القرار، فلن يكونوا قادرين على تكرار تدابير الإغلاق مثلما فعلوا في وقت سابق في الوباء بهدف تقييد الحركة لاحتواء انتشار الفيروس. وقد تنحسر موجة دلتا قريبًا، مما يخفف الضغط على الاقتصاد العالمي، ولكن إذا لم يحدث ذلك أو حل متغير آخر مكانه، فسيصبح من الصعب تبرير المفاضلات التي ينطوي عليها مكافحة الفيروس.