recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

أثر العلاقات بين المسلمين " الجزء 2"





أثر العلاقات بين المسلمين " الجزء 2"



كتب-محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع أثر العلاقات بين المسلمين، فيقول النبى صلى الله عليه وسلم "من أقال عاثرا من عثرته, أقال الله عثرته" وأنت في حاجة أخيك، والله في حاجتك، فكن لي كما أريد، ولا تقل لي بما يصلحك، فإن الله عز وجل شكور، فإذا خدمت عباده، وواسيتهم، أطعمتهم، طمأنتهم، نصحتهم، أقلت عثرتهم، عدت مريضهم، أمددتهم بالمال، فالله في حاجتك، والله في عونك، وإن المواساة أنواع قد تجد أخ يحتاج إلى المال فقط، وقد تجد أخ يحتاج إلى عمل، وقد تجد أخ يحتاج إلى كلمة طيبة، عنده مشاعر حساسة، هو في موقف ظلم فالكلمة الطيبة مواساة، فأحيانا تكون الكلمة الطيبة تكريم لهذا الأخ، ورد كرامته له هذه أكبر مواساة، إنسان بالمال.

إنسان بتأمين عمل، إنسان برفع معنويات، وإنسان مظلوم أكبر مواساة له أن ترفع عنه الظلم، إذا كان لك جاه، ولك صديق قوي, بإمكانه أن ينصفه, هذه أكبر مواساة، وقد تكون المواساة بأن تشارك الناس في أفراحهم، هذه مواساة، فيقول صلى الله عليه وسلم " من دعي فلم يلبى فقد عصى أبا القاسم" أو أن تشاركهم في أحزانهم، أو أن تضع الدين عنهم، دخله يكفيه، لكن عليه دين، لا يطيق سداده، أو أن تقنع الدائن أن يرجئه في سداد الدين، هذه مواساة، والمواساة أيضا أن يكون المسلم في حاجة أخيه، وإن مساعدة الحيوان الجريح من المواساة، فأنت حينما تواسي أخ مسلم, أو أخ في الإنسانية، أو مخلوق، حيوان أليف مكسورة يده، هذه مواساة. 

أنت حينما تواسي مخلوق كأنك تقرض الله قرضا حسنا، والسداد في الدنيا وفي الآخرة، لأن الله عز وجل شكور، إذا كنت في خدمة عباده كان الله في حاجتك، فيقول عليه الصلاة والسلام "مَن لقي أخاه بما يحب ليسره بذلك, سره الله عز وجل يوم القيامة" فهو أحد أبواب العمل الصالح وهو أن تدخل على أخيك السرور، ما الذي يسره؟ أن تزوره في بيته، أن تلبي دعوته، فيقول عليه الصلاة والسلام "والله لو دعيت إلى كراع بالغميم لأجبت" كأن تدعى إلى مكان بعيد يحتاج إلى ساعة على كوب من الشاي فقط، فالإنسان يعد الخطوات مع اللقمات، العوام يوازنون بين الخطوات واللقمات، لكن المؤمن يعد الأجر, فقد تذهب إلى مكان بعيد، والضيافة متواضعة جدا.

والناس الذين دعوك ليس لهم شأن كبير في الدنيا، لذلك أنا أقول تلبية دعوة الأغنياء من الدنيا، تجد الغني إن سافر يهنأ، مرض يعاد، دعا يلبى، الفقير أحيانا يموت ولا أحد ينتبه له، فهذا الذي يعود مريضا فقيرا، يلبي دعوة إنسان فقير، يجبر خاطره، هذه من أعظم المواساة، ليست كل تلبية دعوة من الأعمال الصالحة، هناك تلبية دعوات من الدنيا، لكن أخاك الذي يدعوك، ويقول عليه الصلاة والسلام "والله لو دعيت إلى كراع في الغميم لأجبت" فإن تلبية الدعوة من المواساة، وإن أبواب المواساة لا تعد ولا تحصى، فعن أبى الدرداء رضى الله عنه قال وفاء النبي بمستوى العقل لا يصدق، أنه بعثني الله عز وجل والناس كذبوه، وقال أبو بكر صدق، وواساني بنفسه وماله. 

وفي رواية فاحفظوا له ذلك "ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر" فإن المظاهر الإسلامية الآن صارخة، لكن ليس هناك حب، قد تجد أخ يموت من الجوع، وأخوه معه الملايين، وهو أخوه النسبي، ليس هناك مواساة، لا مواساة بين الجار وجاره, ولا بين الأخ وأخيه، ولا بين المسلم والمسلم، فقد تجد شخص غني، وغارق في شهواته وفي مصالحه وملذاته، لذلك تخلى الله عن هؤلاء المسلمين، هؤلاء ليسوا مسلمين بالمعنى الدقيق للإسلام، هؤلاء لهم إطار إسلامي فقط، أما الإسلام فشيء آخر، وفي ملمح بالسيرة الطيبة العطره هذه السيدة خديجة رضى الله عنها وكان لم يأتى الوحي بعد، ولم تأتى الرسالة، ولم يأتى التشريع...؟



أثر العلاقات بين المسلمين " الجزء 2"

google-playkhamsatmostaqltradent