recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

أثر العلاقات بين المسلمين " الجزء 3"




أثر العلاقات بين المسلمين " الجزء 3"
كتب- محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع أثر العلاقات بين المسلمين، فهذه السيدة خديجة رضى الله عنها وكان لم يأتى الوحي بعد، ولم تأتى الرسالة، ولم يأتى التشريع، ولم يأتى التوجيه الإلهي إطلاقا، لما جاءه الوحي ورأته قلقا, فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم " والله لا يخزيك الله أبدا من علمها ذلك؟ الفطرة إنك لتقري الضيف، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الدهر" فإنه مستحيل أن يتخلى الله عز وجل عن إنسان محسن، فإن الله معك، وإذا كان الله معك فمن عليك، وإذا كان عليك فمن معك؟ هكذا تقول السيدة خديجة رضى الله عنها والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الدهر، وتكسب المعدوم" فإن المسلمين اليوم يتحدثون عن الدين.

وعن الأخلاق، وهم ليسوا في هذا المستوى، كمن ينطق بالرقم الكبير ولا يملكه، والمسلمون الأوائل ينطقون بهذا الرقم ويملكونه، لذلك راياتهم رفرفت في الآفاق، أما حال المسلمين الآن فالعقل لا يصدقه، المسلم بلا ثمن، يقتل بلا ثمن، أرضه مستباحة، دياره مستباحة، ثروته مستباحة، كرامته مستباحة، لأن الإسلام عندهم نطق بكلام، وليس فعلا بحال، ويقول عليه الصلاة والسلام "من أقال مسلما أقال الله عثرته" ويقول إبراهيم بن أدهم المواساة من أخلاق المؤمنين، قال بعض الصحابة الكرام كان سيدنا جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه أبا المساكين، كان يذهب إلى بيته، فإذا لم يجد لنا شيئا, أخرج لنا عكة أثرها عسل فنشقها ونلعقها. 

وكان بعض الصحابة إن رأى مسكينا يقول اذهب واقترض على اسمي، فيقترض على اسم هذا المحسن، فعن أبي حمزة الثومالي رحمه الله قال إن علي بن الحسين كان يحمل الخبز في الليل على ظهره, يتبع في المساكين في الظلمة، ويقول إن الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الرب، ومات علي بن الحسين ووجدوا في ظهره أثرا مما كان ينقل الجرب بالليل إلى منازل الأرامل، ومن لم يحمل هم المسلمين لم ينتمى إليهم، فهذا الذي في بحبوحة ويعيش وحده، ولا يعبأ بالناس، ليس من المسلمين، ومن لم يحمل همهم لا ينتمي إليهم، وهذه الرحمة بقدر الإيمان، بقدر ما في قلبك من الرحمة يكون قربك من الله عز وجل، فيقول تعالى فى سورة الزمر " فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله " 

فإن المواساة تقوي العلاقات بين المسلمين، فمن فوائد المواساة أنها تورث محبة الله عز وجل، وتورث محبة الخلق، ما قولك أن تجمع بين محبة الله ومحبة الخلق، وتشيع روح الأخوة بين المؤمنين، وتقوي العلاقات بين المسلمين، وتساعد على قضاء حاجات المحتاجين، وسد عوز المعوزين، تدخل السرور على المسلم، وترفع من معنوياته, فيقبل على الحياة مسرورا؟ فالمواساة هي الدين، والحقيقة أن الدين معاملة، والدين بذل، والدين عطاء، إنك في دار عمل والآخرة دار جزاء، إنك في دار تكليف والآخرة دار تشريف، وقد مر النبي عليه الصلاة والسلام مع أصحابه بقبر فقال " صاحب هذا القبر إلى ركعتين مما تحقرون من تنفلكم, خير له من كل دنياكم" 

فننظر إلى من ملك المال والجاه والسلطان فإن ركعتان أو عمل صالح أو عبادة, أو صيام, أو صلاة خير له من كل دنياكم، فكم من البلاد الآن عاقبهم الله جل وعلا بنزع الأمن من بلادهم، فعاش أهلها في خوف وذعر، في قلق واضطراب ليل نهار، لا يهنؤون بطعام، ولا يتلذذون بشراب، ولا يرتاحون بمنام، كل ينتظر حتفه بين لحظة وأخرى، عم بلادهم الفوضى، وانتشر الإجرام، لا ضبط ولا أمن، فكم من البلاد حولكم عاقبهم الله بنزع الأمن والأمان من بلادهم، فعاش أهلها في خوف وذعر، في قلق واضطراب، لا يهنؤون بطعام، ولا يتلذذون بشراب، ولا ينعمون بنوم، الكل ينتظر حتفه بين لحظة وأخرى، فإن مكانة الأمن كبيرة.


أثر العلاقات بين المسلمين " الجزء 3"

google-playkhamsatmostaqltradent