recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

النصر أو الشهادة " جزء 3"





 

 النصر أو الشهادة " جزء 3"




 

كتب- محمـــد الدكــــرورى




ونكمل الجزء الثالث مع النصر أو الشهادة، وأن الكافر إذا قتل مسلما لم يترك عليه ذنبا، لأن الشهيد تكفر ذنوبه كلها، أما المقتول في غير الجهاد فلا تمحى ذنوبه بقتله، ولو كان مظلوما، نعم يكفر عنه بعضها، باعتبار القتل مصيبة نزلت به، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم، أنه سأل جبريل عليه السلام عن هذه الآية من سورة الزمر؟ ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله "من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم ؟ قال هم شهداء الله" وقد أفاد الحديث أن الشهداء هم المستثنون من الصعق في الآية، قال بذلك جماعة من العلماء، عن سمرة قال النبي الله صلى الله عليه وسلم "رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بى الشجرة.














فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل لم أر قط أحسن منها قالا أما هذه الدار فدار الشهداء" رواه البخارى، وقد تقدم في الأحاديث السابقة أن الشهيد يغفر له في أول دفعة من دمه، وأن ذنوبه تكفر باستشهاده، إلا أنه يستثنى منها الدين، للذين كان يقدر على الوفاء به ولم يفعل، وذلك، لما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين" رواه مسلم، وعن أبى قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم" قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال فقام رجل فقال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم.














إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قلت قال أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك" رواه مسلم، وقد أفاد الحديث أن جبريل عليه السلام نزل خاصة ليخبر النبي الله صلى الله عليه وسلم أن الدين لا يغفر للشهيد، لأنه حق لآدمى، لم يتنازل عنه، فإن ترك الشهيد ما يقضي منه دينه، أو أوصى بأن يقضى عنه، كما أوصى عبد الله ابنه جابرا، حين خرج في غزوة أحد، أو قضاه عنه أحد أقاربه، أو بعض المسلمين، فإن الله يغفر له، ولا يعاقب عليه.














أما الدين إذا أخذه المرء في حق واجب، لفاقة أو عسر، ثم مات، ولم يترك له وفاء، فإن الله تعالى لا يحجبه عن الجنة برحمته تعالى، شهيدا كان أو غيره، لأن على الحاكم فرضا أن يؤدى عنه في هذه الحالة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن توفي من المؤمنين فترك دينا فعلي قضاؤه ومن ترك مالا فلورثته" رواه البخارى، فإن لم يؤد عنه السلطان، فإن الله تعالى يقضى عنه، ويرضى خصمه، وأما من استدان في سفه، أو سرف، فمات ولم يوفه أو ترك له وفاء، ولم يوص به، أو قدر على الأداء فلم يوفه، فهذا الذي يحبس به صاحبه عن الجنة، حتى يقع القصاص بالحسنات والسيئات ممن استدان.
وقد اتفق العلماء على أن الشهداء ثلاثة أقسام، وهم شهيد الدنيا والآخرة، فهو الشهيد الكامل الشهادة، وهو أرفع الشهداء منزلة عند الله عز وجل، وأفضلهم مقاما في الجنة، وهو المسلم المكلف الطاهر، الذي قتل في المعركة مخلصا لله النية، مقبلا غير مدبر، سواء قتله أهل الحرب أو البغي أو قطاع الطريق، أو وجد في المعركة وبه أثر القتل، أو قتله مسلم أو ذمي ظلما بآلة جارحة ولم تجب بقتله دية وكان موته فور الإصابة، أو وجد قتيلا عند انكشاف الحرب ولم يعلم سبب موته، سواء أكان عليه أثر دم أم لا، وسواء مات في الحال، أو بقي زمنا ثم مات بعد ذلك، وسواء كان أكل أو شرب ووصى أم لا، وسواء أكان رجلا أو امرأة بالغا أو غير بالغ.




google-playkhamsatmostaqltradent