recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

سماحة الرسول "جزء 3"



سماحة الرسول  "جزء 3" 



كتب-محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع سماحة الرسول، ويقول صلى الله عليه وسلم" إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيع ؟" رواه النسائي، إنه النبى محمد صلى الله عليه وسلم، سيد الخلق، وحبيب الحق، إنه الرحمة المهداة والنعمة المزجاة، إنه أرحم الخلق بالخلق، أحرض الخلق على هداية الخلق، سيد الأنبياء والمرسلين، أقسم الله بعمره الثمين، فقال "لعمرك إنهم لفى سكرتهم يعمهون" فكان صلى الله عليه وسلم هو الإنسانَ الكامل في إنسانيته، وكامل في شريعته إذ جعلها تلائم بني الإنسان، وكامل في إنسانيته، عندما يتعامل مع زوجاته وأطفاله، وكامل في إنسانيته مع نفسه ومع مشاعره، وكامل في إنسانيته مع أعدائه، ولم لا وهو رسول الإنسانية. 

الذي أعطى الإنسان قدره، ورفع من شأنه وكرّمه؟ فإن المتأمل في التشريعات التي جاءت على لسان خير الكائنات صلى الله عليه وسلم، ليلمس فيها الجانب الإنساني الذي يقدر إنسانية المسلم، ويعرف قدرته وطاقته لذا جاءت التشريعات تحمل المعنى الإنساني في اليسر والسهولة، والرفق والرحمة، وإليكم بيان ذلك، فقد قال الله تعالى فى سورة النساء " يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا" وقال ابن كثير فى قوله تعالى " يريد الله أن يخفف عنكم"أي في شرائعه وأوامره ونواهيه وما يقدره لكم ولهذا أباح الإماء بشروط، كما قال مجاهد وغيره، " وخلق الإنسان ضعيفا" فناسبه التخفيف لضعفه في نفسه، وضعف عزمه وهمته.

وقال الطبري، يعني جل ثناؤه بقوله " يريد الله أن يخفف عنكم " أن ييسر عليكم، ويقول الله عز وجل فى سورة الحج "وما جعل عليكم فى الدين من حرج" فعن السيدة عائشة رضى الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها فلانة لامرأة فذكرت من صلاتها، فقال "مه، عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله عز وجل حتى تملوا، إن أحب الدين إلى الله ما داوم عليه صاحبه" وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يسّروا ولا تعسّروا، وبشّروا ولا تنفروا" وفي رواية، قال صلى الله عليه وسلم "وسكنوا ولا تنفروا" وتتجلى إنسانيته صلى الله عليه وسلم في اختياره الأيسر والأسهل ما لم يكن إثما، فعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت. 

"ما خُيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في أمر ينتهك منه، إلا أن تنتهك لله عز وجل حرمة، فينتقم لله عز وجل" وها هو النبى صلى الله عليه وسلم يرسي لأمته مبدأ اليسر والسهولة الذي يتماشى مع إنسانية المسلم، فعندما رأى حبلا ممدودا أمر بحله، وأمر أمته ألا تتكلف من العمل إلا ما تطيق، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، فإذا حبل ممدود بين الساريتين، فقال "ما هذا الحبل؟" قالوا هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا، حلوه ليُصلى أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد" 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم أما أنا، فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر أنا أعتزل النساء، فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله، إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" رواه البخاري ومسلم، وإن الجانب الإنساني في حياته الزوجية العاطفية صلى الله عليه وسلم، فهو جانب مشرق.


google-playkhamsatmostaqltradent