recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

إنعدام الأخلاق " جزء 8"





 

 إنعدام الأخلاق " جزء 8"



 

كتب- محمـــد الدكـــرورى























ونكمل الجزء الثامن مع إنعدام الأخلاق، وإن من مفاتيح إصلاح المجتمع والحفاظ عليه النصيحة بآدابها، ومن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة" رواه البخارى، وإن هذا الذي ذكرناه من أقواله وأحاديثه صلى الله عليه وسلم في بعض الأخلاق والقيم قليل من كثير، وغيض من فيض، مما لا يمكن الإتيان على جميعه في مقال أو كتاب، ولقد صار حسن الخلق مطلبا ملحا للأمة تبرز به الوجه الحضارى للإسلام، وتسترجع به سالف عزها وسابق مجدها، فقد كان الناس يدخلون في دين الله أفواجا لِما يرون من حسن معاملة المسلمين وجميل أخلاقهم، وأسوتهم وقدوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان خلقه القرآن.




























واهتم بالأخلاق ورفع شأنها فقال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وإن من الخلق هى الشجاعة كما عرفها ابن القيم فقال "هي ثبات القلب عند النوازل" ونبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان أشجع الناس على الإطلاق، والسيرة النبوية مليئة بالمواقف الدالة على مدى شجاعته وقوته، تلكم الشجاعة والقوة التي تجلت في أروع صورها جهادا في سبيل الله تعالى، وثباتا عند الشدائد والنوازل، ودفاعا عن الحق ونصرة للمظلومين، وقد شهد له بذلك أصحابه وأعداؤه، إذ كان صلوات الله وسلامه عليه من الشجاعة بالمكان الذي لا يجهل، حضر المواقف والمعارك الصعبة، وهو ثابت لا يتزحزح.



























فقال علي رضي الله عنه "كنا إذا حمي البأس أى بالقتال، واحمرّت الحدق، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه" رواه أحمد، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ليلة، فخرجوا نحو الصوت، فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استبرأ الخبر وهو على فرس لأبى طلحة عُري، أى مجرد من السرج، وفي عنقه السيف، وهو يقول لم تراعوا، لم تراعوا أى بمعنى لا تخافوا ولا تفزعوا" رواه البخارى، وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنه "ما رأيت أشجع ولا أنجد، أى بمعنى أسرع في النجدة، من رسول الله صلى الله عليه وسلم"
وإن الأمثلة الدالة على شجاعته وقوته صلى الله عليه وسلم من سيرته وحياته كثيرة، ومنها شجاعته صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر وأحد وغيرهما من غزوات، فقد قاد النبي صلى الله عليه وسلم المعارك والقتال بنفسه، وخاض غمار الموت بروحه، وقد شُج في وجهه، وكُسرت رباعيته كما روى البخاري ومسلم، وأيضا في يوم حنين فقد ثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجه الآلاف من هوازن، بعد أن تفرق عنه الناس خوفا واضطرابا من الكمين المفاجيء الذي تعرضوا له من هوازن، ويصف البراء بن عازب رضي الله عنه، هذا الموقف فيقول لرجل سأله" أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا عمارة؟ فقال " أشهد على نبي الله صلى الله عليه وسلم ما ولى.


























ولكنه انطلق أخفّاء من الناس وحُسّر أى من لا سلاح معهم، إلى هذا الحي من هوازن وهم قوم رماة، فرموهم برشق من نبل كأنها رجل أى قطيع، من جراد فانكشفوا، فأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته، فنزل ودعا واستنصر وهو صلى الله عليه وسلم يقول " أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب" رواه مسلم، فلم يفرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من معركة قط، وما تراجع خطوة واحدة حين يشتد القتال، ولكن تقوم الحرب وتشرع السيوف، ويدور كأس المنايا على النفوس، فيكون صلى الله عليه وسلم في هذه اللحظات العصيبة أقرب أصحابه من الخطر، لا يكترث بعدوه ولو كثر عدده، ولا يأبه بالخصم ولو قوي بأسه.














إنعدام الأخلاق " جزء 8"


google-playkhamsatmostaqltradent