recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

"المواطن مصري" و"حكايات الغريب"... بصمة أدبية في سينما أكتوبر

"المواطن مصري" و"حكايات الغريب"... بصمة أدبية في سينما أكتوبر

كتبت أمنية عبدالعال

مضى 48 عاماً على حرب أكتوبر المجيدة، ولا تزال رائحة النصر تفوح فى ربوع مصر، وكان للفن دورًا إستثنائياً في هذه الملحمة.

ونتحدث هنا عن روايتين الأولى لجمال الغيطاني تحمل اسم "حكايات الغريب" والثانية "المواطن مصري" ليوسف القعيد، تم تحويلهما إلى أفلام سينمائية على عكس جميع الأعمال التي تناولت حرب أكتوبر والأحداث التي تناثرت حولها والمعارك الضخمة التي حدثت.

فتناولت الرواية الأولى لجمال الغيطاني جانبًا إنسانيا في هذه الملحمة، أما الثانية ليوسف القعيد ناقشت موقفا فلسفيا عميقا، ويروي موقع "صدى الأمة" حكاية كل منهما والذي تحولا لفيلمين سينمائيين..

حيث رصد فيلم "حكايات الغريب" قصصا إنسانية عن حرب أكتوبر 1973، حيث تم عرضه بالسينمات عام 1992، وتم اقتباسه من مجلدات الراحل جمال الغيطاني التي تحدثت عن الحرب، كان له سحرًا خاصًا جذب المخرجة إنعام محمد علي، لتترك كل الملفات التي تحدث عنها "الغيطاني" وتأثرت بجانب إنساني انفردت به وحدها.

أحداث "حكايات الغريب" منقولة عن قصة حقيقية لسائق بمؤسسة صحفية هو عبدالعزيز محمود والذي استشهد في فترة حصار السويس، والتي وثقها الغيطاني حين كان مراسلًا حربيًا في الفترة بين 1969 و1973.

تدور أحداثه، حول المواطن والجندي المصري "عبد الرحمن"، خلال الفترة ما بين نكسة 1967 وحرب أكتوبر المجيدة، حيث كان يشعر بروح من الإنهزامية واليأس الناتج عن هزيمة وطنه أمام العدو، والتغيرات التي حدثت لجموع الشعب المصري بقرار العبور ومشاركة العديد من المواطنين لقواتهم المسلحة لمواجهة الاحتلال واسترداد الأرض والكرامة.

يجسد محمود الجندي قصة الجُندي عبدالرحمن محمود عبدالرحمن، سائق عربة الصحافة الذي دخل إلى محافظة السويس في أكتوبر1973 أثناء حصارها ليصبح في عداد المفقودين، لا أوراق عنه لدى الحكومة، لكن بعد 5 أشهر تُقرر الحكومة البحث عن لغز اختفاءه، وتنشر صورته بين أهالي السويس، الكل يعرفه بألقاب مختلفة، لكن هناك اتفاق على أنه "الغريب" لأنه ليس من أبناء السويس الذي عايش نكسة 1967.

شخصية عبد الرحمن تم رسمها ضمن الأحداث بمنتهى العناية والوعي والذكاء من السيناريست محمد حلمي هلال، لأنه قدمه شخصا سلبيا يترك حقه لا يهوى المشاكل حتى يصل الأمر لمرحلة الاستفزاز، وفجأة تتحول كل الصفات إلى النقيض عندما توجه الظروف أنه يقوم بدور، ونتيجته كانت فخر وعزة وانتصار”.

"حكايات الغريب" بطولة محمود الجندي، ومحمد منير، ومخلص البحيري، وحسين الإمام، وشريف منير، وهدى سلطان، ومحمد الشويحي، وصفاء الطوخي، ونهلة رأفت، وهدى زكي، وإخراج إنعام محمد علي.

أما الرواية الثانية التي نتحدث عنها في هذا التقرير هي "الحرب في بر مصر" للروائي يوسف القعيد التي تحولت لفيلم اسمه "المواطن مصري"، فهي من أكثر الأعمال الفنية تعبيرًا عن حرب أكتوبر، وكان كاتبها مجندًا بالقوات المسلحة المصرية في ذلك الوقت، ومر بمرحلة التجنيد كاملة.

حيث تواصل المخرج صلاح أبو سيف والمنتج والسيناريست محسن زايد، وقتها مع "القعيد" لتحويل الرواية إلى فيلم حيث ضربت عرض الحائط بكل ما كُتب عن الحرب من روايات، أو أنتج من أفلام، حيث قدم خلال الفيلم رؤية مختلفة تماما عن كل الأعمال التي كُتبت عن حرب أكتوبر، حيث استغرق الإعداد له 10 سنوات.

وقدم القعيد رؤية مغايرة لا عن الحرب فحسب، لكن اتخاذ من هذه الحرب العظيمة موقفا فلسفيا عميقا، حول كيف يدفع شباب هذا الوطن وخصوصا الفقراء الدماء مقابل الدفاع عن أرض الوطن، فى حين يجمع المكاسب مجموعة من اللصوص والمنتفعين الذين يتاجرون بدماء الجنود الأطهار.

وتدور أحداثها في قرية مصرية قبل حرب أكتوبر 1973، وتجسد مأساة عائلة فقيرة فقدت ابنها الشهيد، بسبب التزوير في أوراق رسمية، والتحاقه بالخدمة العسكرية بدلاً من ابن عمدة القرية.

حيث تسير حكاية الفيلم، على خطى حكاية الرواية في قرية ريفية، حيث يتنصل عمدة القرية من إرسال ابنه الأصغر للالتحاق بالجيش كما يفترض به أن يفعل، ولكنه يبحث عن مختلف السبل لعدم إرسال ابنه لأداء واجبه، فيتفق مع أحد بسطاء الفلاحين بأن يرسل ابنه الوحيد (مصري) بدلا عن ابنه مقابل قيراطين من الأرض، ليكون في الصفوف الأولى مقاتلا، مدافعا عن أرض مصر، ليسقط شهيدا في سبيل استرداد الأرض المغتصبة.

"المواطن مصرى" أنجز إنتاجه وعرض عام 1991 من بطولة عمر الشريف وعزت العلايلى وصفية العمرى، أدار التصوير المصور والممثل طارق التلمسانى وقصة يوسف القعيد وسيناريو وحوار محسن زايد وموسيقى ياسر عبد الرحمن ومن إخراج صلاح أبو سيف، شارك فى التمثيل المنتصر بالله، وحسن حسنى وأشرف عبد الباقى، وإنعام سالوسة وحنان شوقي.

google-playkhamsatmostaqltradent