recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

حفريات‭ ‬النص‭ ‬فى‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬يا‭ ‬شمس‭ ‬أيوب‮»‬‭ ‬



د‭. ‬عزوز‭ ‬على‭ ‬إسماعيل


رواية‭ ‬‮«‬يا‭ ‬شمس‭ ‬أيوب‮»‬‭ ‬للكاتبة‭ ‬والأديبة‭ ‬شاهيناز‭ ‬الفقى‭ ‬رواية‭ ‬ماتعة‭ ‬فهى‭ ‬شائقة‭ 


‬وشائكة؛‭ ‬شائقة‭ ‬لأنها‭ ‬ثرية‭ ‬وممتعة‭ ‬وتعزف‭ ‬على‭ ‬الوتر‭ ‬الإنسانى‭ ‬والوجدانى‭ ‬وشائكة‭ 


‬لأنها‭ ‬تطرح‭ ‬قضايا‭ ‬عديدة‭ ‬منها‭ ‬قضايا‭ ‬فلسفية‭ ‬وإنسانية‭ ‬ووجودية‭ ‬وحياتية‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬


المعيش‭. ‬سرد‭ ‬سلس‭ ‬جميل‭ ‬يأخذك‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬بعيد،‭ ‬منذ‭ ‬الوهلة‭ ‬الأولى،‭ ‬حيث‭ ‬تعرض‭ 


‬الكاتبة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الراوى‭ ‬العليم‭ ‬لتلك‭ ‬الشريحة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬وهى‭ ‬طبقة‭ ‬العمال‭ 


‬الكادحين‭ ‬أياً‭ ‬كان‭ ‬العمل‭ ‬وتحاول‭ ‬أن‭ ‬تؤكد‭ ‬الآلام‭ ‬التى‭ ‬تعانيها‭ ‬تلك‭ ‬الطبقة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ 


‬الوصول‭ ‬ولكنهم‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬كما‭ ‬هم‭ ‬مع‭ ‬تسلط‭ ‬رأس‭ ‬المال،‭ ‬توهمنا‭ 


‬الكاتبة‭ ‬أنها‭ ‬تتناول‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضى‭ ‬بكون‭ ‬ذلك‭ ‬محفوراً‭ ‬فى‭ 


‬الذاكرة‭ ‬وهى‭ ‬تؤكد‭ ‬بضميرها‭ ‬الإنسانى‭ ‬الحى‭ ‬أنها‭ ‬تتناول‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬وما‭ ‬يناله‭ 


‬الشعب‭. ‬تلك‭ ‬التروس‭ ‬الدائرة‭ ‬فى‭ ‬السينما‭ ‬لو‭ ‬تعطلت‭ ‬لاستبدلوا‭ ‬بها‭ ‬آخر‭ ‬أو‭ ‬شخص‭ 


‬كومبارس‭ ‬آخر،‭ ‬لا‭ ‬يهمهم‭ ‬الإنسان‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يهمهم‭ ‬المال،‭ ‬نعم‭ ‬الكاتبة‭ ‬توهمنا‭ ‬وتحاول‭ ‬


التأكيد‭ ‬أنها‭ ‬تكتب‭ ‬عن‭ ‬الماضى‭ ‬ولكنها‭ ‬بالفعل‭ ‬تكتب‭ ‬عن‭ ‬الحاضر،‭ ‬تكتب‭ ‬عن‭ 


‬اللصوص‭ ‬والمجرمين،‭ ‬تكتب‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الطبقة‭ ‬وانهزامهم‭ ‬أمام‭ ‬واقع‭ ‬مرير،‭ ‬واقع‭ ‬فيه‭ 


‬الإنسان‭ ‬منكسرًا‭ ‬لا‭ ‬يقوى‭ ‬على‭ ‬شيء‭ ‬إلا‭ ‬ملذاته‭ ‬وانغماسه‭ ‬فى‭ ‬الوحل،‭ ‬وإذا‭ ‬أراد‭ ‬أحد‭ 


‬المشايخ‭ ‬انتشال‭ ‬أحدهم‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الرذيلة،‭ ‬يرفضها‭ ‬لأنه‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬منهاراً‭ ‬من‭ ‬الأساس‭ 


‬فالبنيان‭ ‬هش‭ ‬من‭ ‬أساسه،‭ ‬ولن‭ ‬يصمد‭ ‬كثيراً‭ ‬ويظل‭ ‬فى‭ ‬تيه‭ ‬وعربدة،‭ ‬حتى‭ ‬الأسماء‭ 


‬كانت‭ ‬مزيفة‭ ‬وتغيب‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬التيه‭ ‬بين‭ ‬الواقع‭ ‬الحقيقى‭ ‬للاسم‭ ‬والمزيف،‭ ‬بل‭ ‬وتصر‭ ‬على‭ 


‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬العمالقة‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬بأسمائهم‭ ‬الحقيقية،‭ ‬وتبدو‭ ‬الكاتبة‭ ‬متعاطفة‭ 


‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الشريحة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬والتعاطف‭ ‬هنا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعرية‭ ‬سوءات‭ ‬


شخصياتها،‭ ‬التى‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬على‭ ‬حالها،‭ ‬إنه‭ ‬الانكسار‭ ‬النفسى‭ ‬والوجودى‭ 


‬للإنسان؛‭ ‬ممثلاً‭ ‬فى‭ ‬انتظار‭ ‬الغائب‭ ‬لربما‭ ‬فيه‭ ‬الأمل‭ ‬كما‭ ‬الحال‭ ‬عند‭ ‬زينب‭ ‬ومعشوقها‭ ‬


الذى‭ ‬طار،‭ ‬شمس‭ ‬‮«‬أيوب‮»‬‭ ‬الذى‭ ‬ظل‭ ‬منغمساً‭ ‬فى‭ ‬انهزامه‭ ‬رغم‭ ‬فرحه‭ ‬به،‭ ‬إيمان‭ 


‬المسكينة‭ ‬وغضبها‭. ‬آلام‭ ‬عديدة‭ ‬وهزائم‭ ‬متوالية‭. ‬توهمنا‭ ‬الكاتبة‭ ‬أنها‭ ‬إزاء‭ ‬نظرة‭ ‬إلى‭ 


‬الماضى‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإهداء،‭ ‬وذلك‭ ‬الحزن‭ ‬الدفين‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬رحلوا،‭ ‬بل‭ ‬تحزن‭ ‬على‭ 


‬الماضى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬رأته‭ ‬فى‭ ‬الحاضر؛‭ ‬لأن‭ ‬الماضى‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬بأى‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭ 


‬أن‭ ‬يعود،‭ ‬والحاضر‭ ‬به‭ ‬جزء‭ ‬مقصود‭ ‬من‭ ‬تعمد‭ ‬كسر‭ ‬الإنسان‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭. ‬تقول‭ 


‬فى‭ ‬إهدائها‭ ‬كعتبة‭ ‬نصية‭ ‬لها‭ ‬امتدادها‭ ‬فى‭ ‬العمل‭: ‬‮«‬إلى‭ ‬الذين‭ ‬رحلوا‭ ‬تاريكين‭ ‬خلفهم‭ 


‬قافلة‭ ‬حزن‭ ‬أتعبها‭ ‬المسير،‭ ‬فأناخت‭ ‬جراحها‭ ‬بقلبي‮»‬‭. ‬وما‭ ‬يؤكد‭ ‬ذلك‭ ‬تلك‭ ‬الرسالة‭ ‬التى‭ 


‬أرسلتها‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التصدير،‭ ‬والتصدير‭ ‬رسالة‭ ‬لأشخاص‭ ‬بأعينهم‭ 


‬تنم‭ ‬عن‭ ‬ألم‭ ‬حقيقى‭ ‬عاشته‭ ‬الكاتبة‭ ‬وفرغته‭ ‬عبر‭ ‬الصفحات‭. ‬فالتصدير‭ ‬pigraphe‭ . 


‬inscriptionÉ‭ ‬الذى‭ ‬يأتى‭ ‬به‭ ‬الكاتبُ‭ ‬دليلٌ‭ ‬على‭ ‬العملِ‭ ‬نَفْسِهِ،‭ ‬باعتبار‭ ‬أنَّه‭ ‬توجيه‭ 


‬للمتلقي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ارتباطِه‭ ‬بالعمل‭ ‬إشارياً‭ ‬ودلالياً؛‭ ‬ذلك‭ ‬أنَّ‭ ‬التَّصديْرُ‭ ‬موجهٌ‭ ‬إلى‭ 


‬القارئ‭ ‬أولاً؛‭ ‬حتى‭ ‬يستطيع‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬فكِّ‭ ‬طلاسم‭ ‬النَّصِّ‭ ‬بحكم‭ ‬أنَّه‭ ‬مرتبطٌ‭ ‬بهذا‭ ‬النَّصِّ‭ 


‬؛‭ ‬فالتَّصدير‭ ‬أو‭ ‬المُقْتَبَسَةُ‭ ‬‮«‬جملةٌ‭ ‬توجيهيةٌ‭ ‬يوظفها‭ ‬الكاتبُ‭ ‬فى‭ ‬الصَّفحاتِ‭ ‬الأولى‭ ‬لمؤلَّفه‭ 


‬التى‭ ‬تسبق‭ ‬عادة‭ ‬متنه‭ ‬لتوضيح‭ ‬القصد‭ ‬العام‭ ‬منه،‭ ‬وقد‭ ‬عرَّفها‭ ‬قاموس‭ ‬الطَّرائق‭ ‬الأدبية‭ 


‬بأنَّها‭: ‬‮«‬شاهد‭ ‬يوضَع‭ ‬فى‭ ‬مستهل‭ ‬عملٍ‭ ‬أو‭ ‬فصلٍ‭ ‬للإشارة‭ ‬إلى‭ ‬روح‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ 


‬الفصل‮»‬،‭ ‬واعتبرها‭ ‬جيرار‭ ‬جنيت‭ ‬بمثابة‭ ‬حركة‭ ‬صامتة‭ ‬Gestmnet‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إدراك‭ ‬


مغزاها‭ ‬وقصدها‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأويل‭ ‬القارئ‮»‬


‭ ‬تتبع‭ ‬الكاتبة‭ ‬تقنية‭ ‬الفلاش‭ ‬باك‭ ‬وهى‭ ‬تسرد‭ ‬فصولها‭.. ‬بداية‭ ‬من‭ ‬الخلف‭ ‬وصول‭ ‬الفتى‭ 


‬أيوب‭ ‬وهو‭ ‬يعمل‭ ‬كومبارس‭ ‬وعليه‭ ‬أن‭ ‬يُضرب‭ ‬فقط‭ ‬ولا‭ ‬ينطق‭ ‬بكلمة‭ ‬‮«‬آه‮»‬‭ ‬إسقاط‭ ‬رائع‭ 


‬على‭ ‬الواقع‭ ‬المر‭ ‬الذى‭ ‬نحياه‭ ‬وتحياه‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الفئة،‭ ‬إنها‭ ‬تلك‭ ‬القصة‭ ‬العجيبة‭ ‬مع‭ ‬أيوب‭ 


‬الذى‭ ‬أعطته‭ ‬أم‭ ‬عبير‭ ‬عمة‭ ‬الجميع‭ ‬فى‭ ‬حى‭ ‬الوايلى‭ ‬اسماً‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬شمس‭ ‬الفتى‭ 


‬الأسمر‭ ‬الجميل،‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬البنت‭ ‬الصغيرة‭ ‬‮«‬زينب‮»‬‭. ‬أسماء‭ ‬غير‭ ‬الأسماء‭ ‬لتلتقى‭ 


‬الكاتبة‭ ‬بما‭ ‬دونته‭ ‬فى‭ ‬البدء‭ ‬من‭ ‬علاقة‭ ‬حيواتنا‭ ‬بالزيف‭ ‬الذى‭ ‬نحياه،‭ ‬وتغيير‭ ‬الأسماء‭ 


‬والفوارق‭ ‬الطبقية،‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬كومبارس،‭ ‬وتلك‭ ‬الفئة‭ ‬المنتهكة‭ ‬والأبطال‭ ‬والمنتجين‭ 


‬الكبار‭.‬


تبدو‭ ‬حفريات‭ ‬النص‭ ‬عالقة‭ ‬فى‭ ‬فكر‭ ‬وعقل‭ ‬الكاتبة،‭ ‬خاصة‭ ‬ما‭ ‬صنعه‭ ‬الاستعمار‭ 


‬الثقافى‭ ‬لبلادنا‭ ‬وهى‭ ‬جزئية‭ ‬غاية‭ ‬فى‭ ‬الخطورة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشويه‭ ‬شخصية‭ ‬رجل‭ ‬الدين‭ 


‬ومعلم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية؛‭ ‬لأنهما‭ ‬أساس‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭ ‬ولو‭ ‬هدمنا‭ ‬هاتين‭ ‬الشخصيتين‭ ‬من‭ 


‬ثم‭ ‬فقد‭ ‬هدمنا‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي،‭ ‬ولا‭ ‬ألوم‭ ‬الكاتبة‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬أصبح‭ ‬واقعاً‭ ‬محفوراً‭ ‬


فى‭ ‬الذاكرة‭ ‬ولم‭ ‬تستطع‭ ‬الكاتبة‭ ‬الخلاص‭ ‬منه‭ ‬فأيمن‭ ‬وصفى‭ ‬مدرس‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬هو‭ ‬


من‭ ‬عشقته‭ ‬زينب‭ ‬نعم‭ ‬إشكالية‭ ‬وجود‭ ‬معلم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬فى‭ ‬الرواية‭ ‬والسينما‭ ‬على‭ 


‬مدار‭ ‬القرن‭ ‬الماضى‭ ‬وبداية‭ ‬الحالي،‭ ‬فنجد‭ ‬معلم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬هو‭ ‬العاشق‭ ‬الباحث‭ ‬


عن‭ ‬الشهوة‭ ‬والغريزة‭ ‬كما‭ ‬فى‭ ‬من‭ ‬عشقته،‭ ‬وكأن‭ ‬مدرس‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬لا‭ ‬يعشق‭ ‬ولا‭ 


‬يحب‭ ‬أو‭ ‬عنينا‭. ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬العربية‭ ‬قصائد‭ ‬العشق‭ ‬والهوى‭ ‬والشعر‭ ‬العربى‭ ‬العظيم‭ ‬


ففى‭ ‬الإنجليزية‭ ‬كذلك‭ ‬وأيضاً‭ ‬الفرنسية‭. ‬المشكلة‭ ‬أن‭ ‬الكاتبة‭ ‬تأثرت‭ ‬بعبدالمنعم‭ ‬إبراهيم‭ 


‬المتشدق‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬وأنور‭ ‬وجدى‭ ‬وكان‭ ‬وأخواتها‭ ‬وأولاد‭ ‬عمها‭ ‬وعماتها،‭ ‬نعم‭ 


‬السينما‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬القرن‭ ‬الماضى‭ ‬شوهت‭ ‬معالم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشويه‭ ‬


معلم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وعمامة‭ ‬الأزهر‭ ‬لا‭ ‬لشيء‭ ‬إلا‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬المعلم‭ ‬خاصة‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يمتلك‭ 


‬الوسامة‭ ‬التى‭ ‬تجذب‭ ‬البنات‭ ‬ويصنع‭ ‬معهن‭ ‬علاقات‭ ‬محرمة‭ ‬وتخرج‭ ‬علينا‭ ‬فئات‭ ‬عديدة‭ 


‬نرى‭ ‬منهم‭ ‬النطيحة‭ ‬والمتردية‭ ‬ومن‭ ‬أكل‭ ‬السبع‭ ‬من‭ ‬الدهماء‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حدب‭ ‬وصوب‭ 


‬ليسبوا‭ ‬ويلعنوا‭ ‬اللغة‭ ‬ومن‭ ‬يتعلمها‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬يصب‭ ‬الأمر‭ ‬فى‭ ‬صالح‭ ‬أعداء‭ ‬اللغة‭ 


‬العربية‭. 


تناقض‭ ‬الشخصيات‭ ‬يظهر‭ ‬جليا‭ ‬فى‭ ‬يونس‭ ‬المحب‭ ‬جدا‭ ‬لشمس‭ ‬وفى‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬أراد‭ 


‬أم‭ ‬عبير‭ ‬لنفسه،‭ ‬وأم‭ ‬عبير‭ ‬نفسها‭ ‬رغم‭ ‬وقوع‭ ‬الكثيرين‭ ‬فى‭ ‬عشقها‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تعشق‭ ‬


إلا‭ ‬شمسا‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬جف‭ ‬عودها،‭ ‬فنرى‭ ‬الريجيسير‭ ‬فتحى‭ ‬النون‭ ‬يدور‭ ‬حولها‭ ‬


لينال‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬أرد‭ ‬وحين‭ ‬صدته‭ ‬منع‭ ‬عنها‭ ‬أى‭ ‬ترشيحات‭ ‬لأدوار‭ ‬أخرى‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ 


‬أدوار‭ ‬صامته،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬بات‭ ‬واضحًا‭ ‬كلما‭ ‬قدمت‭ ‬الجميلة‭ ‬تنازلات‭ ‬نالت‭ ‬الأماكن‭ ‬


العليا‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬عن‭ ‬أحد‭ ‬ويريد‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬العفة‭ ‬والشرف‭ ‬وهم‭ ‬


من‭ ‬الشرف‭ ‬والعفة‭ ‬براء‭. ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬ظلت‭ ‬أم‭ ‬عبير‭ ‬‮«‬وش‭ ‬الخير‮»‬‭ ‬لنجمات‭ ‬كثيرات‭ 


‬صعدن‭ ‬للمجد‭ ‬والشهرة،‭ ‬ونلاحظ‭ ‬أحاديث‭ ‬عديدة‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬الشهرة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ 


‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬تنازلات‭ ‬وليست‭ ‬الموهبة‭ ‬هى‭ ‬الأساس‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬فى‭ ‬الشذوذ‭ 


‬الجنسى‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬يونس‭ ‬وحديثه‭ ‬مع‭ ‬رشدى‭ ‬ويحاول‭ ‬تعليل‭ ‬الرغبة‭ ‬فى‭ ‬قوله‭: ‬‮


«‬هسألك‭ ‬سؤال،‭ ‬هو‭ ‬الحرام‭ ‬يتجزأ؟‭ ‬يعنى‭ ‬نومك‭ ‬مع‭ ‬الولية‭ ‬الحيزبون‭ ‬يفرق‭ ‬إيه‭ ‬عن‭ ‬


مجدى‭ ‬البيسي،‭ ‬كله‭ ‬حرام‭ ‬فى‭ ‬حرام‭ ‬وفى‭ ‬النهاية‭ ‬ده‭ ‬أكل‭ ‬عيش‮»‬‭. ‬والكاتبة‭ ‬هنا‭ ‬تحاول‭ 


‬كذلك‭ ‬الأمر‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬المشبوهة‭ ‬جنسياً‭ ‬بين‭ ‬المخرج‭ ‬ومن‭ ‬بيده‭ ‬الأمر‭ 


‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وبين‭ ‬الشخصيات‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الشخصيات‭ ‬من‭ ‬عاش‭ ‬


هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بالفعل‭ ‬بل‭ ‬وأخذ‭ ‬اسم‭ ‬ذلك‭ ‬المخرج‭ ‬الكبير‭ ‬نظرًا‭ ‬لتلك‭ ‬العلاقة‭ ‬الشاذة‭ ‬بينهما‭. ‬


حاولت‭ ‬الكاتبة‭ ‬إبراز‭ ‬جانب‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬المجتمع‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ 


‬الشخصيات‭ ‬موجودة‭ ‬وبقوة‭ ‬ولها‭ ‬تأثير‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬الباقين‭ ‬وتؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يدفن‭ ‬


رأسه‭ ‬فى‭ ‬الرمال‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬تعرية‭ ‬المجتمع‭ ‬ولكنها‭ ‬أبت‭ ‬ذلك‭ ‬وبكل‭ ‬جرأة‭ ‬طرحت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ 


‬شخصياتها‭ ‬قضايا‭ ‬مهمة‭ ‬جديدة،‭ ‬منها‭ ‬قضايا‭ ‬فلسفية‭ ‬قد‭ ‬حاول‭ ‬البعض‭ ‬عدم‭ ‬


الاقتراب‭ ‬منها،‭ ‬تلح‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬فائدة‭ ‬من‭ ‬التغيير‭ ‬عند‭ ‬شخصياتها‭ 


‬المنهزمة‭ ‬وهم‭ ‬يدورون‭ ‬فى‭ ‬دائرة‭ ‬سيزيف‭ ‬اليونانى‭ ‬بلا‭ ‬جدوى‭ ‬لأنهم‭ ‬مسلمون‭ ‬للأقدار‭ ‬


دون‭ ‬تحريك‭ ‬ساكن‭ ‬طالما‭ ‬ملذاته‭ ‬وشهواتهم‭ ‬هى‭ ‬الأساس‭. ‬فكان‭ ‬شمس‭ ‬أيوب‭ ‬مركزا‭ 


‬رئيسا‭ ‬لذلك‭ ‬العشق‭ ‬فقد‭ ‬عشقته‭ ‬زيزى‭ ‬وأم‭ ‬عبير‭. ‬ولم‭ ‬يجد‭ ‬ذلك‭ ‬العاشق‭ ‬حياة‭ ‬نظيفة‭ 


‬بها‭ ‬الطهر‭ ‬والنقاء‭ ‬إلا‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬آخر‭ ‬عالم‭ ‬الأحلام،‭ ‬وكأن‭ ‬الكاتبة‭ ‬تؤكد‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ 


‬فارقاً‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬نحلم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬عيشة‭ ‬عفيفة‭ ‬طاهرة‭ ‬وبين‭ ‬واقع‭ ‬حقيقى‭ ‬ممتلئ‭ ‬بالخطيئة‭ 


‬وفى‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬نرى‭ ‬الكاتبة‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬مخرج‭ ‬لتلك‭ ‬الحياة‭ ‬القابعة‭ ‬فى‭ ‬الوحل‭ 


‬وترسل‭ ‬إشارات‭ ‬نور‭ ‬لمن‭ ‬أراد‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الطريق‭ ‬السليم‭ ‬تذكرنا‭ ‬بحامد‭ ‬فى‭ ‬رواية‭ 


‬‮«‬زينب‮»‬‭ ‬للدكتور‭ ‬هيكل‭ ‬ورغبته‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الخطيئة‭ ‬فيأتى‭ ‬الشيخ‭ ‬مسعود‭ ‬ويقول‭ ‬له‭ ‬


عليك‭ ‬بالاستغفار،‭ ‬وكذلك‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الكاتبة‭ ‬قرأت‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬جولى‭ ‬أو‭ ‬هلويز‭ ‬الجديدة‮»‬‭ 


‬لجان‭ ‬جاك‭ ‬روسى‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬متأثراً‭ ‬فيها‭ ‬بالتراث‭ ‬المسيحى‭ ‬القديم‭ ‬وجزئية‭ ‬الخطيئة‭ 


‬التى‭ ‬وقعت‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬هلويز‮»‬‭ ‬آنذاك،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬الكاتبة‭ ‬تدور‭ ‬فى‭ ‬فلك‭ ‬شخصيات‭ ‬منهزمة‭ 


‬أخلاقياً‭ ‬ومجتمعياً‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يبدو‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬السطور‭ ‬رغبتها‭ ‬الحقيقية‭ ‬فى‭ ‬انتشال‭ ‬تلك‭ 


‬الشخصيات‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬المستنقع‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬أبيلار‭ ‬مع‭ ‬‮«‬هلويز‮»‬‭ ‬أى‭ ‬أنها‭ ‬تطبق‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ 


‬أرسطو‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بجزئية‭ ‬‮«‬التطهير‮»‬‭. ‬


وللحديث‭ ‬بقية‭..‬

google-playkhamsatmostaqltradent