recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

 بين الأمس واليوم، أبناء النيل لهم الريادة

 

 

 


 

 يحيى غرايبة 

 

في ظل ما تعرضت له الرواية العربية من فترة انتقالية بين عظماء السرد العربي، 

العقاد، ومحفوظ، وقدوس، وإدريس، والسحار، وأنيس... وغيرها، يأتي من بعيد الروائي

 ابن مصر الحبيبة أحمد الخويلدي؛ لتبدأ معه الرواية قصة حياة وشموخ، كانت البداية

 من روايته "نصف رسالة" التي حركت المياه الراكدة، لقد عبرت هذه الرواية عن

 فلسفة الأسلوب والقدرة على وضع الجملة السردية في مكانها كما كانت قديماً، لكن من

 زاوية الحداثة وما بعدها، وطوَّع الأسطورة واتخذَ منها نافذة على حقيقة ما يحدث في

 زمن التكنولوجيا، بل وجاء بأساطير جديدة كانت مبحثاً لعديد من طلاب الفلسفة في

 الجامعات، وقدمت هذه الرواية لوحة بديعة متعددة الألوان في علاقة الرواي بالقارئ

 وفنون السرد، ثم جاءت رواية "حظر" لتثبت قدرة الخويلدي على تقديم قضايا جيله

 بالصوت والصورة، وكأنه يضعك أمام مشهد سينمائي لكن من خلال جمل ناطقة بجمال

 اللغة، من بعدها رواية "فرد سمان"؛ لتخرج من الحيز المتعارف الجغرافي المحدود،

 وتهاجر إلى براح الواقعية، وتستوطن مناطق نادرًا ما تناولها أقرانه في إنتاجهم الأدبي،

 وتدخل مع القارئ في رهان دائم على كشف حقيقة الإعاقة التي تعرض إليها بطل

 الرواية، بل وتجعل من القارئ شريكًا، وواحداً من أبطال الرواية، ولقد قرأت مؤخرًا

 روايته الصادرة عن اتحاد كتاب مصر لليافعين وهي رواية "مغامرة بلا أبطال" الذي

 أعطى الخويلدي فيها نموذجاً لاحترام عقلية الطفل، والخويلدي دائماً ما يردد في شأن

 الكتابة للطفل: يصعب عليَّ الكتابة لأشخاص أذكى مني بمراحل.. ومع هذا الاحترام

 الكبير لهذه الفئة العمرية، وجدتُ تلك الرواية تتحرر من دور الواعظ والمرشد، وتجعل

 الصبي المستهدف يضع يده على مواطن البطولة والمغامرة.. الخويلدي الذي أبهر النقاد

 قبل القراء تظل له دعوة مفتوحة من أحبائه في الأردن للتكريم، حفظ الله مصر الكنانة،

 ودام نيلها مصدراً للارتواء. 

 يحيى غرايبة ناقد أردني

 

google-playkhamsatmostaqltradent