recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

(أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)




 

 (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)










بقلم: طارق حنفي


















 
كما ورد في السنة المشرفة، إن الإسراء والمعراج كانا ليلاً، وسيدنا محمد - صل الله عليه وسلم - قد عاد - منهما إلى مكة صباحًا، وكما نعلم فإن الصلاة فرضت في المعراج، فكانت أول صلاة يؤديها الرسول والمسلمون معه هي صلاة الظهر، وكأن الحق سبحانه يقول: خذ الغاية وخذ البداية، وكانت البداية هي صلاة الظهر، ومن صلاة الظهر إلى الليل نجد صلوات العصر والمغرب والعشاء وبقي الفجر.








قالوا في تفسير الآية الكريمة:


















على هذا تكون هذه الآية قد دخل فيها أوقات الصلوات الخمس، فمن قوله: (لدلوك الشمس إلى غسق الليل) وهو ظلامه، أخذ منه الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وقوله: (وقرآن الفجر) يعني صلاة الفجر, وقوله: (إن قرآن الفجر كان مشهودا) أي تشهده ملائكة الليل والنهار، ويجتمعون معًا في صلاة الفجر.
قال الشيخ الشعراوي رحمه الله:






















أي أقم الصلاة عند دلوك الشمس أي عند زوالها عن وسط وكبد السماء إلى غسق الليل.. ومن الدلوك إلى الغسق نجد صلاة الظهر ثم العصر ثم المغرب ثم العشاء، وهذه أربعة فروض، وبقي الفرض الخامس وهو الفجر، وقال فيه الحق: (وَقُرْآنَ الفجر إِنَّ قُرْآنَ الفجر كَانَ مَشْهُوداً) أي مشهود من ملائكة الليل والنهار.






















والله أعلم نقول:












إن توقيت صلاة الفجر يتدرج من مكان إلى مكان وبداية النهار على الكرة الأرضية يتدرج كذلك من مكان إلى مكان، حتى تكاد صلاة الفجر أن تكون مستمرة بالتتابع، وعليه فإن مُسمى ملائكة الليل للبشر جميعًا وملائكة النهار للبشر جميعًا غير دقيق، ويكون المقصود بملائكة الليل والنهار الملائكة الخاصة بكل إنسان على حدة، من معقبات أو حفظة، ورقيب وعتيد.....إلخ، حيث تصعد ملائكة الليل وتهبط ملائكة النهار الخاصة بكل إنسان وهكذا، ولكن في صلاة الفجر فإنهم يجتمعون ويشهدون الصلاة جميعًا معًا.. ومن هنا يأتي فضل صلاة الفجر في جماعة حيث تجتمع ملائكة الليل والنهار لجموع المصلين جميعًا معًا، فتتنزل الرحمات ويعم الصفاء، ومن هنا يأتي فضل صلاة الجماعة عمومًا، وفضل صلاة الفجر على باقي الصلوات خصوصًا..

















كأن ملائكة النهار تنتظرك أن تفرغ من صلاتك بين يدي الله - سبحانه وتعالى - لكي تستلم عملها معك بدل من ملائكة الليل، تقبل عليك في سرور يشرح الصدور.
















عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة)، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر..

























ولكن ما هو الفضل الذي يعود على الإنسان إذا شهدت صلاته الملائكة؟!













- في مواضع كثيرة من القرآن يخبرنا الحق - سبحانه - أنه جعل الليل سكنًا وسترا، وجعل النهار مضيئا يصلح للسعي على المعيشة والعمل، ويكون للإنسان أحواله وصفاته الحاكمة في النهار كما له أحواله وصفاته الحاكمة في الليل، والصلوات على أوقاتها لها حكمها في النهي عن الفحشاء والمنكر والبغي، كما لها حكمها في تهذيب وتزكية النفوس في النهار وفي الليل، بحسب الأوقات والأحوال، (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10)وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا)، (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)، (فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ).. وعلى ذلك تكون ملائكة الليل ملاءمة لحفظ وعون الإنسان وحسه على الخير في ظل هذه الصفات والأحوال، وكذلك ملائكة النهار وملاءمتها لأحوال الإنسان وسعيه في النهار.. ففي تجمعهم في صلاة الفجر تجمع لتجليات الصفات والتي يعم بها السلام الداخلي للإنسان ومصالحة













الذات..























- وعندما تصعد ملائكة الليل أو النهار بعمل الإنسان إلى الله يسألها رب العزة وهو أعلم بعباده كيف تركتم عبدي؟ انظر لو كانت إجابتهم تركناه مصليا، ففي شهادتهم شهادة له أمام الله.





















- عندما تشهد الملائكة صلاتك تصلي معك، وصلاة الملائكة دعاء، فهم يدعون لك (اللهم أغفر له اللهم أرحمه).





























اللهم صل وسلم وبارك على من شققت له طريقًا في العلا، دهشت لرؤياه أهل السدرة، في رحلة جمعت له المنتهى فعلم الخلائق له قد أجمل، من قيل له تقدم وحدك وأخترق فسواك إن يفعل يحترق، دون وحي أو رفيق عندك جاءنا بصلاة للدين عماد ومعية معك.









 

(أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)






















 (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)

 



google-playkhamsatmostaqltradent