ترحيب كبير بدعوة الرئيس السيسي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
اهتمت غالبية البرامج الحوارية ليلة أمس برصد ردود الفعل على دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لقادة العالم للعمل معًا من أجل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، كالتالي:
ردود الفعل من خارج مصر:
أشار الدكتور عماد أبو الرب عضو المجلس الأعلى لإدارة القوميات في أوكرانيا إلى وجود ترحيب من كافة وسائل الإعلام الأوكرانية ومجلس الإعلام والحريات التابع لمجلس الوزراء الأوكراني بدعوة الرئيس السيسي للسلام، التي جاءت مفاجئة وفي توقيت يشهد معاناة أكثر من 4 مليون ونصف أوكراني بسبب انقطاع الكهرباء والحرب، ولفت إلى أنه سيتم نقل هذه الدعوة للرئاسة ومجلس الوزراء الأوكراني للتجاوب معها أملًا في رفع المعاناة عن الشعب الأوكراني.
ذكر السيد صامويل وليبرج المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تتفق مع هذه الدعوة، وتتمنى أن يستمع لها الرئيس الروسي ليتم إنهاء هذه الحرب عبر المسار الدبلوماسي لتأثيراتها السلبية على أمن الطاقة والغذاء في العالم أجمع.
شدد الدكتور مهدي عفيفي عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي أن دعوة الرئيس لإنهاء الحرب في قمة المناخ وفي ظل وجود قادة ومسئولى أكثر من 190 دولة ذات وقع قوي، لأن العالم أجمع يعاني من مشكلة حقيقية جراء هذه الحرب، ومتوقع أن يزداد تأثيرها السلبي مع حلول الشتاء في ظل نقص إمدادات الطاقة في أوروبا، وتابع أن هناك مطالبات شعبية وقناعة لدى بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي بضرورة الجلوس على مائدة التفاوض لحل هذه الأزمة، والوساطة المصرية فكرة ممتازة، إذ تمتلك مصر موقفًا متوازنًا في سياساتها الخارجية ما يعطيها القدرة على التفاوض مع كافة الأطراف.
رأى الدكتور ماك شرقاوي المحلل السياسي الأمريكي أن مبادرة الرئيس السيسي للسلام كانت "متوقعة"؛ نظرًا لمكانة مصر الإقليمية والدولية وعلاقاتها الجيدة مع الجميع وتمتعها بمصداقية واسعة في العالم، وأيضًا وقوفها على مسافة واحدة من روسيا وأوكرانيا وعدم اتخاذها أي قرار بخصوص عقوبات ضد روسيا واكتفائها بتنفيذ العقوبات الأممية فقط، وتوقع أن تعقد القاهرة مؤتمر سلام قبل نهاية هذا العام لمناقشة سُبل الحل بين طرفي الأزمة، كما ذكر أن وسائل الإعلام الأمريكية أطلقت على دعوة الرئيس "دعوة للسلام" وأكدت أن واشنطن ستبدأ الضغط على الرئيس الأوكراني للدخول في مفاوضات مع روسيا.
قال السيد شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي إن أوكرانيا دولة مستقلة وذات سيادة ولها حدود معترف بها دوليًا، وبرأيه الطريق الأقصر لإنهاء هذه الحرب هو أن تعيد روسيا قواتها إلى داخل حدودها وأن تحترم سيادة أوكرانيا.
آراء المحللين السياسيين بشأن الدعوة:
أشار اللواء سمير فرج المفكر الاستراتيجي إلى أن دعوة الرئيس السيسي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية كانت مفاجأة للعالم أجمع، وتأتي في توقيت مهم في ظل انعقاد مؤتمر عالمي لمناقشة قضايا البيئة، كما أنها تنطلق من مدينة السلام "شرم الشيخ"، وتابع أن حجم الدمار البشري والاقتصادي الناتج عن هذه الحرب يستلزم وقفة من الجميع، إذ تأثرت سلاسل الإنتاج العالمية مع ارتفاع أسعار الحبوب والطاقة، فضلاً عما أسفرت عنه من وقوع آلاف الضحايا وما يزيد عن 7.5 مليون لاجئ أوكراني، مشددًا أنه من المتوقع أن تُحدث مبادرة الرئيس السيسي صدى كبير لأن مصر دولة محايدة وتتسم بالمصداقية.
ذكر السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق إن إطالة أمد الحرب الروسية الأوكرانية سيتسبب في خسائر لجميع الأطراف، لذلك يجب أن يساند العالم مبادرة الرئيس السيسي بإنهاء هذه الحرب، لكنه شخصيًا غير متفاءل بحدوث انفراجة في هذه الأزمة في الأمد القريب؛ لإصرار الرئيس الروسي على إثبات أنه حقق انتصارًا أمام شعبه.
أفاد العميد خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن دعوة الرئيس لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية لاقت ترحيبًا من الإعلام الدولي، وكانت الأبرز في عناوين اليوم الثاني للقمة، كما أكد الدكتور عبد المنعم السعيد المفكر السياسي أنه لا يوجد أي مناسبة عالمية في هذا التوقيت يُمكن من خلالها طرح فكرة إحلال السلام في أوكرانيا سوى كوب 27، لاسيما في ظل حضور قرابة 50 قائد وزعيم عالمي للقمة مُمثلين للرأي العام العالمي القادر على اتخاذ القرارات.