recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

عرس "القصير" والإحتفال بعيد النصف من شعبان و "موكب المحمل"

الصفحة الرئيسية
عرس "القصير" والإحتفال بعيد النصف من شعبان و "موكب المحمل"
 
 
كتبت - حنان عبدالله
 
 
تعد "المحامل" اهم العادات والتقاليد لأهالي مدينة القصير أقدم مدن البحر الأحمر حيث يخرج الأهالي وموكب الجمال في هودج يجوب شوارع المدينة كاملةوتجمع كل سكان المدينة من جميع الأعمار الإحتفال المزمار والرقص بالتحطيب مع موكب الجمال في جو من البهجة والسعادة.
 
 
إحتفالات القصير بالجمال محمولا عليه الهودج او كنا يسمونه (المحامل)، هي طابع خاص وعادات وتقاليد تتميز بها مدينة القصير دون غيرها من محافظات مصر، تلك المدينة الفرعوني الرومانية البطلمية التي تتميز عن غيرها لإحتوائها علي أقدم ميناء تاريخي مر بكل العصور السالف ذكرها حتي مروا بالعصر الإسلامى والتي تحتفظ بجزء من تاريخها.
 
 
حيث يقال ان هذا الإحتفال هو قديم بقدم مدينة القصير الإحتفال بالمحامل يأتي في كل المناسبات والأعياد في يوم النصف من شعبان وعيد الفطر وعيد الأضحي، وياتي العديد من سكان مدن المحافظة لمشاهدة الإحتفال.
 
 
وهو من الاعياد الرئيسية في مدينة القصير ويطلق عليه عيد (المحمل أو المحامل) وهو يوافق يوم النصف من شعبان، يوم تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وما جعل ذلك اليوم ذو اهميه كبري بين أبناء مدينه القصير هو وصول المحمل الذي يحمل كسوة الكعبة المشرفة التي كانت تقليدا متبعا بين سلاطين المماليك في مصر في كل عام. 
 
 
ويؤكد المؤرخون أن بداية فكرة المحمل الذي ينتقل فيه الكسوة إلى أرض الحجاز أول أمره كان في عهد شجرة الدر، حيث خرج أول محمل في عهد المماليك، والمحمل نفسه هو عبارة عن هودج فارغ يقال إنه كان هودج شجرة الدر.
 
 
أما الكسوة فكانت توضع في صناديق مغلقة وتحملها الجمال، ثم يتجه نحو أرض الحجاز، إلا أن الاحتفال بشكله المميز كان في عهد الظاهر بيبرس، حيث كان سلاطين مصر المملوكية يلقبون بخدام الحرمين الشريفين.
 
 
نسبة إلى الجمل الذي يحمل الهدايا العينية والنقدية إلى البيت العتيق، وكان يغطى بقبة من الجوخ، وكان ذلك الجمل يصاحب قافلة الحج في كل عام بدء من حج شجرة الدر زوجة الملك الصالح نجم الدين أيوب في عام 645هـ، أو منذ سلطنة الظاهر بيبرس في عام 670هـ.
 
 
ويعتقد البعض أن كلمة المحمل تشير أصلا للهيكل الخشبي المخروطي المحلى بالزينات، وكان مخصصا لجلوس السلطان إذا خرج لأداء الفريضة ويظل خاليا إن لم يذهب السلطان رفقة الحجيج.
 
 
و "المحمل يطلق في الأصل على الجمل الذي يحمل الهدايا الى الكعبة، وكان يزين بأبهى زينة، ولما بالغوا في زينته، أصبح الجمل لا يستطيع أن يحمل سوى كسوته، فقد أصبحت كسوة المحمل في عام (۸ - ۱۳ ه/ ۹۲۹ مه ۱۳۶ م) مع هيكله الخشبي لا تقل عن أربعة عشر قنطارا، وصار ما كان يحمل عليه من الهدايا يحمل في صناديق على جمال أخرى".
 
 
"أما عن شكل المحمل فكان عبارة عن إطار مربع من الخشب هرمي القمة مغطى بستار من الديباج الأحمر أو الأخضر، وغالباً ما يزدان بزخارف نباتية وأشرطة كتابية مطرزة بخيوط من الذهب، وينتهي من الأسفل بشراشيب، وللمحمل أربع قمم من الفضة المطلية بالذهب في الزوايا الأربع، ويوضع داخل المحمل مصحفان صغيران داخل صندوقين من الفضة المذهبة معلقين في القمة إضافة إلى الكسوة الشريفة، ويوضع المحمل على جمل ضخم يسمى (جمل المحامل) ويتمتع هذا الجمل بإعفائه من العمل بقية أيام السنة".
 
 
"الكسوة يبلغ ارتفاعها 14 مترا، ويحليها في الثلث الأعلى منها حزام يعرف بحزام الكعبة المطرز بالأسلاك المصنوعة من الفضة المحلاة بالذهب ونقش عليها، «لا إله إلا الله محمد رسول الله» و«الله جل جلاله» و«سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم» و«يا حنان يا منان» وتحتها مباشرة سورة الإخلاص داخل مربعات مطرزة بالطريقة نفسها".
 
 
كما كانت تشمل العتبة والطراز والقائم الصغير والقائم الكبير والوصلة، ثم كسوة مقام إبراهيم عليه السلام، وستارة باب مقصورة إبراهيم عليه السلام، وستارة باب التوبة، وستارة باب منبر الحرم المكي، ثم كيس مفتاح الكعبة المشرفة، بالإضافة إلى كسوة الحجرة النبوية الشريفة وستارة المنبر النبوي.
 
 
وللحفاظ على شرف إرسال كسوة الكعبة المشرفة، تم إنشاء "دار الكسوة" في عام 1233هـ، بحي "الخرنفش" في القاهرة، وهو حي عريق يقع عند التقاء شارع بين السورين وميدان باب الشعرية، وما زالت هذه الدار قائمة حتى الآن، وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة داخلها، وظلت تعمل حتى عام 1962م شكل الاحتفال بالمحمل في مصر.
 
 
وكان المحمل يطوف القاهرة يصاحبه الطبل والزمر، والعديد من مظاهر الاحتفالات كتزيين المحلات التجارية والرقص بالخيول، وكان الوالي أو نائب عنه يحضر خروج المحمل بنفسه، وكان المحمل يطوف في القاهرة نحو ثلاثة أيام، وموكبه عبارة عن جمل يحمل كسوة الكعبة وخلفه الجمال التي تحمل المياه وأمتعة الحجاج وخلفه الجند الذين يحرسون الموكب حتى الحجاز ومن ورائهم رجال الطرق الصوفية الذين يدقون الطبل ويرفعون الرايات، وبصحبتهم مهرجون يسمون (عفاريت المحمل).
 
 
كان المحمل يخرج من ميناء عيذاب متجها الى مكة دون المرور بالقصير، وفي معيته كسوة الكعبة المشرفة، وكان أكثر القوافل تنوعا بما يضمه من حجاج القارة الأفريقية، فإلى جانب حجاج مصر كان هناك أيضاً حجاج من أرجاء المغرب العربي وبلاد التكرور أو ممالك المسلمين بغرب أفريقيا.
 
 
حيث كانت كسوة الكعبة تمر عبر النيل إلى قوص ثم صحراء عيذاب وبها وادي حميثرة حيث مدفن الإمام الشيخ أبو الحسن الشاذلي، ثم إلى ميناء عيذاب - شمال حلايب على ساحل البحر الأحمر، وتصل إلى مواني الحجاز كعادة سنوية من سلاطين مصر هدية لبيت الله الحرام، ومع تخريب عيذاب علي يد السلطان المملوكي «بيرسباى» تحولت التجارة والحج إلى ميناء القصير، ومنه كان يحج ثلاثين ألفا من حجاج مصر وشمال أفريقيا وغربها.
 
 
مازال اهل القصير يحافظون على إقامة الاحتفال بهذا اليوم ويحافظون على التقاليد والمظاهر التي توارثوها لهذا اليوم، حيث تطوف الجمال أرجاء المدينة القديمة، وفوقها (هودج) مكسوة بأقمشة ذات ألوان زاهية يتقدمها وخلفها آلاف من رجال وسيدات وأطفال المدينة.
 
 
فقد كان المحمل قديما يصاحبه الطبل والزمر، والعديد من مظاهر الاحتفالات كتزيين المحلات التجارية والرقص بالخيول، وكان الوالي أو نائب عنه يحضر خروج المحمل بنفسه، وكان وموكبه عبارة عن جمل يحمل كسوة الكعبة وخلفه جمال علي كل منها هودج يصنع كسوته الملونة نقباء الأضرحة المنتشرة في المدينة فكان كل هودج يخرج من أمام ضريح أحد الصالحين والأولياء الذين دفنوا أو مروا بالقصير، كالشيخ عبد الغفار والطرومبي والجيلاني وغيرهم.
 
 
ثم يعقبهم الجمال التي تحمل المياه وأمتعة الحجاج المغاربة القادمين مع المحمل وخلفه الجند الذين يحرسون الموكب حتى الحجاز، ومن ورائهم رجال الطرق الصوفية الذين يدقون الطبل ويرفعون الرايات، ويحرص المسئولين حتى يومنا هذا من التنفيذيين على مشاركة أهل المدينة بالاحتفال وتامين الموكب حتى يتم اليوم في سلام.
عرس "القصير" والإحتفال بعيد النصف من شعبان و "موكب المحمل"
عرس "القصير" والإحتفال بعيد النصف من شعبان و "موكب المحمل"
عرس "القصير" والإحتفال بعيد النصف من شعبان و "موكب المحمل"
عرس "القصير" والإحتفال بعيد النصف من شعبان و "موكب المحمل"
عرس "القصير" والإحتفال بعيد النصف من شعبان و "موكب المحمل"
google-playkhamsatmostaqltradent