شهادة يسجلها احد ابناء الغريبحصار السويس .. ومائة يوم مجهولة فى حرب اكتوبر 73السويس اول مدينة تتعرض للحصار فى تاريخ مصر.. رفضت الهزيمة وصمدت وانتصرت
السويس ـ حسين بيومي
السويس .. مدينة لها تاريخ هكذا يقول الكاتب والمؤرخ حسين العشى احد ابناء بلد الغريب الذين عشقوا تراب مدينة الصمود وضحوا بجهدهم فى عمليات البحث والتنقيب عن تاريخ السويس البطولى الذى غاب عن دراسات المؤرخين .. وفى محاولة منه لتسجيل الصفحات المجهولة من سجلات حرب اكتوبر المجيدة وبالتحديد المائة يوم المجولة التى بدأت عقب قرار وقف اطلاق النار مساء 22 اكتوبر 73 حتى يوم 29 يناير 74
فى البداية يحكى حسين العشى فى كتابة "خفايا حصار السويس " فيقول ان دافعى الاساسى لتقديم هذا العمل التاريخى لهذة الفترة الحاسمة من تاريخ كفاح الشعب المصرى فى السويس هو لاحساسى ان السويس المدينة والشعب لم تأخذ مكانتها الحقيقية فى كتب التاريخ المصرى .. فلقد خاض شعب السويس عشرات التجارب والمعارك والمحن على مر تاريخها الطويل ولعلها المديمة المصرية الوحيدة التى تتميز بهذه الصفة بل ان اهلها تحملوا خلال الاربعين عاما الاخيرة من القرن العشرين محنة التهجير ثلاث مرات متتالية فى اعوام 39 و56 و67 وفى كل مرة من هذه الهجرات كان اهلها يخرجون مرغمين الى جميع انحاء الوادى لتتوقف الحياة فى داخل المدينة بشكل كامل ولتتحول السويس الى ميدان قتال عسكرى عنيف يقضى على اعلب مساكنها ومنشأتها .. ويؤكد " العشى " ان السويس هى المدينة المصرية الوحيدة التىتعرضت عبر التاريخ المصرىكلة لحصار العدو على مدى مائة يوم كاملة خلال معركة اكتوبر 73 دون ان تستسلم او تسقط . مشيرا الى موقعها الاستراتيجى المتميز مما جعلها مطمعا للغزاة وقاعدة لرد المعتدين .. فالسويس قلعة مصر على بوابتها الشرقية واولى المدن الكبرى التى تواجة الغزاة القادمين من الشرق من ايام الفراعنة وحتى الان وهى ميدان المعارك الفاصلة فى كثير من الحروب والغزوات ويمتد تاريخها الى اكثر من خمسة الآف سنة
اهمية تاريخ السويس
ــــــــــــــــــــــــــ
والمتأمل فى تاريخ السويس سوف يجد نفسة امام مدينة فريدة من حيث النشأة والاهمية مدينة يعج تاريخها بالحيوية كم انها تكتسب اهمية خاصة على كافة المستويات العسكرية والاقتصادية والاستراتيجية وتبرز الى سطح الاحداث على الدوام وتظل هدفا اساسيا لكل غاز أو طامع دخل الى مصر منذ بدأ تاريخ العالم المكتوب حتى الان .. ومن قبل ذلك ومن بعده مدينة مقاتلة تتلقى الضربات وتصدها .. ويستعرض المؤرخ فى الفصل الاول من الكتاب اسم السويس التى اختلف اسمها باختلاف العصور المتعاقبة .. ففى ايام ايام الفراعنةهى " هيروبوليس " وفى عصر البطالمة اصبحت " ارسينوى " ثم " كليزما " اثناء حكم الدولة البيزنطية ثم حرف العرب اسم كليزما الى " القلزم " بعد الفتح الاسلامى .. وفى القرن العاشر الميلادى نشأت ضاحية جديدة جنوب القلزم سميت " السويس " .. مشيرا الى ان التاريخ لم يجد سببا مجددا لهذة التسمية فالبعض يقول انها نسبة الى " بوسفايس " احد ملوك الفراعنة والبعض الاخر يرجع سبب التسمية الى عبارة رددها سيدى عبد الله الغريب القائد الفاطمى المغربى الذى جاء لصد القرامطة وفتح طريق الحج وكان ينادى فى المدينة " قفوا سواسية ترهبون اعداء الله ويقول " العشى " اذا كانت السويس قد نشأت بحكم الضرورة والموقع فأن تاريخها كلة دفاعا عن مصر وهذا الموقع الاستراتيجى الهام حيث تقع السويس فى ملتقى ثلاث قارات ولذلك كان اقتحام السويس والسيطرة عليها ضرورة لكل من غزا مصر ونتج عن هذا ان تاريخ المدينة هو فى الواقع تاريخ صدام عسكرى متصل فى كل الازمنة وعلى مر العصور وقد تعرضت المدينة بسبب ذلك الى التدمير والتخريب والاحراق اكثر من مرة عبر تاريخها النضالى الطويل .. واستعرض كاتبنا صد السويس لهجمات الهكسوس والقرامطة والصلبيين وحملة نابليون ويقول الرجل وتظل السويس على موعد مع الاحداث وفى داخل هموم الوطن وآمالة مسجلا معاناة السويس خلال الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945 بسبب الاحتلال البريطانى لها وسقوط عشرات الشهداء من المدنيين والفدائيين ورجال الشرطة بعد ان كبدوا العدو البريطانى خسائر فادحة وضخمة فى الارواح وجعلوه عاجزا عن حماية نفسة
عصر جديد فى السويس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد كل هذه الاحداث بدأ عصر جديد فى السويس بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 توسعت فية المدينة واصبحت احدى قلاع الصناعة الحديثة فى مصر بالاضافة الى اهميتها العسكرية والاستراتيجية واصبحت السويس اكبر منطقة جذب سكانى فى مصر كلها بسبب الاستثمارات الهائلة التى تمت فى مجال الصناعة والملاحة والخدمات التى وصلت الى اكثر من 200 مليون جنية فى الخطة الخمسية الاولى 1961 – 1966 ووصل عدد سكانها فى عام 66 الى 264 الفا بعد ان كان لايتجاوز 107 فى تعداد 1947 وما ان بدات السويس تستعد لمرحلة جديدة من الازدهار تنطلق فيها الى افاق اوسع وارحب وتعوض سنوات الالم والعذاب حتى وقع عدوان 1967 لتواجة المدينة مرة اخرى المأ ساة وجها لوجة ولكنها كانت مأساة من نوع مختلف هذه المرة
السويس ترفض الهزيمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويأخدنا " العشى " الى الفصل الثانى من كتابة فيقول جاءت الهزيمة فى يونيو 67 وادركت السويس منذ اللحظة الاولى انها امام هزيمة كاملة فقد عاشت السويس الهزيمة كما لم تعيشها مدينة اخرى فى مصر فقد كانت السويس هى النقطة الاساسية فى طريق سيناء الممرات واول مدينة شاهد اهلها قوات مصر والدبابات الضخمة وهى تعبر القناة الى الضفة الشرقية فقد كانت الحشود العسكرية تتحرك الى سيناء فى مشهد غريب وسط المدينة وعبر الطرق الصحراوية المحيطة ثم تعبر القناة لتواصل الاندفاع شرقا الى قلب سيناء وتمنى ابناء السويس ركوب الدبابات لمصاحبة الجنود فى رحلة النصر الى تل ابيب وعقب اعلان البيان العسكرى الاول فى 5 يونيو 1967 تدافع الناس الى الشوارع وذهبوا الى معسكرات الحرس الوطنى والمقاومة الشعبية يطلبون السلاح للمشاركة فى المعارك ونام الاطفال فى المنازل يحلمون بالنصر لكن الناس احست فى مساء يوم 6 يونيو ان هناك فى شوارع المدينة مايثير الريبة والشك رغم بيانات الانتصار الى كانت الاذاعة تعلنها كل لحظة فقد امتلاءت شارع السويس فجأة بالآف الجنود الجرحى العائدين من من الشرق وغبار المعارك لايزال على ملابسهم العسكرية الممزقة .. كانت المأساة اكبر من ان يصدقها احد كانت الصدمة قوية والمصيبة كانت اقوى وعاشت السويس ايام حالكة السواد لم يكن فيها لمصر جندى واحد على الطريق بين السويس والقاهرة فتحت السويس صدرها للعائدين تحتضنهم وتمسح جراحهم وتأويهم وخلع اغلب السوايسة ملابسهم المدنية ولبسوا جميعا الافرول "الكاكى" ابتداءا من المحافظ حتى المواطن العادى وكأنهم يبعثون برسالة الى العدو القابع على بد 180 مترا فقط هى عرض القناة عند بورتوفيق مؤكدين بأن الشعب قد تحول كلة الى جيش يستعد للثأر .. كان كل من فى السويس يتصرف بمنطق واحد هو رفض الهزيمة وانتظر جنود العدو ان تنهار السويس وتسقط ولكنهم فوجئوا بالمدينة تعيش حياتها العادية فقد كان العلم الاسرائيلى يرفرف على بعد امتار قليلة من شاطىء القناة حتى يكاد يحجب قرص الشمس كل صباح وتستمر الحياة فى السويس وتشتد عصبية وضراوة العدو وتمتد ايادية الغادرة تحاول ان تنشب اظافرها فى جسد المدينة فتدمر المنشأت البترولية فى محاولة منها لارهاب ابناء السويس ويسقط الشداء من ابناء المدينة وهم يحمون بلدهم والمنشأت الصناعية ويرفع شعب السويس شعار " البقاء على الارض تحت كل الظروف " ويتكرر العدوان وتزداد قائمة الشهداء وتتحول المدينة الى شعلة من النيران بعد تركيز مدفعية العدو على معامل البترول انتقاما من السويس عقب اغراق المدمرة الاسرائيلية " ايلات " بواسطة احد لنشات المصرية فى 21 اكتوبر 67 ويقول الكاتب بعد ان رفع السوايسة شعار " البقاء على الارض تحت كل الظروف ارتفع شعار جديد للحفاظ على حياة المدنيين العزل وهو وهو التهجير جزء من المعركة بعد ان تبين ان العدو لايفرق فى قتالة بين الجندى والمدنى ولايعترف بالقوانين والاعراف الدولية فكان صعبا على اولئك الذين عاشوا الرخاء على ارض السويس قيل العدوان ان يتركوها وقت المحنة حيث احسوا انهم سيرتكبون خيانة فى حق بلدهم .. وخاضت الدولة عارك طويلة لاقناعهم بالهجرة فتم تخفيف العمالة الى اقل حد ممكن حتى تنخفض اعداد الخسائر و اعداد شهداء الاعتداءات التى لاتتوقف عنها اسرائيل .. وظلت السويس تدفع الثمن من دماء ابنائها الذكية بداية من مرحلة الصمود وحرب الاستنزاف وتحملت مع باقى مدن القناة عبء النتائج المدمرة للحرب فى 9 مارس 69 كان العدو ينتقم من السويس بضرب صهاريج البترول فى شركتى النصر وتصنيع البترول واستشهد 120 جنديا من رجال الاطفاء اثناء قيامهم بواجبهم وقررت الدولة اعتبار هذا اليوم من كل عام يوما لشجاعة رجل الاطفاء المصرى وبدأت اسرائيل فى تدعيم النقاط الحصينة من خط " بارليف " حتى وصلت الى 33 نقطة حصينة على امتداد خط المواجهة ووصلت تكاليفها الى500 مليون دولار وتم تجهيز كلنقطة بما يكفيها من معدات وادوات الاعاشة والقتال لمدة اسبوع كامل وذودت بخزانات من الوقود الذى يوجة الى مياة القناة فى حالة الضرورة وبلغت ثقة القيادة الاسرائيلية فى خط " بارليف " الى حد تصريح الجنرال دافيد اليعازر رئيس اركان حرب الجيش الاسرائيلى بانه سيكون مقبرة للجيش المصرى .. وبعد انتهاء حرب الاستنزاف عاشت السويس اياما مريرة صامتة هادئة كانت المدينة قد تحولت الى مدينة اشباح وعاش ابناء السويس على امل العودة يوما الى ديارهم وكادت اوضاع المهجرين تنفجر فى المعسكرات التى وضعوا فيها تحت اشراف الشئون الاجتماعية ولم تكن مشكلتهم سوى العودة الىبلدهم فقد كانت الايام تمر بطيئة متثاقلة دون امل او جدوى .. ويسجل " العشى " فى كتابة التجربة التى قامت بها القيادة العسكرية المصرية فى مايو 73 والاستعداد لعبور القناة الامر الذى جعل اسرائيل تقوم باستدعاء جانب من الاحتياطى واتخاذ بعض التجهيزات التى كلفت الخزانة الاسرائيلية ملايين الدولارات ثم اتضح لها بعد ذلك ان العبور كان خدعة مما جعل اسرائيل لاتأخذ اى تحرك عسكرى مصرى بع ذلك مأخذ اجد .. وبعد خطة التموية السياسى بدأت مصر عملا جادا من اجل الاستعداد للقتال وبدأت التجهيزات على كافة المستويات وبالاشتراك مع الجانب السورى من خلال عدة اجتماعات وتم اختيار الموعد السبت عيد الغفران 6 اكتوبر 73" 10 رمضان 1393 " فقد توافرت فية كافة الشروط المناسبة فهو يوم عيد فى اسرائيل واليوم الوحيد الذى تتعطل فية الاذاعة والتليفزيون عن البث كجزء من طقوس العيد وكان تقدير المخابرت الامريكية حتى يوم الجمعة 5 اكتوبر رغم بعض التحركات انه ليس فى نية مصر وسوريا شن هجوم فى المستقبل كذلك قدم الجنرال ايلى زاعيرا مدير المخابرات الاسرائيلية تقريرا ظهر يوم الجمعة الى السيدة جولد مائير رئيسة وزراء اسرائيل قال فية ان الاحتمال الاكبرهو عدم شن هجوم مصرى او عبور القناة من جانبهم .. وفى الفصل الثالث من كتاب خفايا حصار السويس كان موعدنا مع العبور فقد بدأ العبور العظيم فى الساعة الثانية بعد ظهر 6 اكتوبر ليفاجأ العالم كلة وكافة اجهزة المخابرات التىعجزت عن رصد نوايا مصر واجتازت القوات المصرية والسورية خطوط وقف اطلاق النار لتوجية ضربة ضد المطارات الاسرائيلية والدفاعات الجوية المثرة كما اشتبك على جبهة القناة مايزيد على 2000 مدفع من مختلف الاعيرة ولواء صواريخ متوسط المدى بالدفاعات الامامية فى العمق التكتيكى للقوات الاسرائيلية وقطعت الاذاعة المصرية برامجها لتعلن البيان رقم 1 وتنبة الناس فى السويس وفى مصر كلها ان هناك شيئا يدور فى الافق وتوالت بعد ذلك البيانات العسكرية عن اقتحام قواتنا المسلحة لقناة السويس واحست السويس بمذاق مختلف للعبور لم تحسة اى مدينة اخرى فقد كان للعبور معنى خاص عندها.. كان العبور للسويس هو الحياة وهو الوجود او بمعنى ادق هو عودة الحياة واستعدت المدينة يوم 6 اكتوبر لاحتمالات القصف الجوى المضاد من العدو.. وتنال السويس كالعادة "نصيبها" من الحرب بشجاعة فائقة ففى اثناء الهجوم الاسرائيلى المضاد الفاشل يظهر الدعم الجوى من طائرات الفانتوم التىتهرب من حائط الصواريخ المصرى الشهير ةتلقى بحمولتها فى اى مكان فوق السويس ووسط منازلها وطرقات شوارعها وتقدم السويس شهدائها كالعادة
مشكلة الثغرة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
فعبر المنطقة التى تقع شمال البحيرات المرة تسللت قوة من لواء مظلات وكتيبة دبابات تضم 20 دبابة تحت ستار ليل 15 اكتوبر وفى صباح 16 اكتوبر لحقت قوة مدرعة تضم 30 دبابة برمائية اخرى وفوجىء العالم بجولدا مائير تعلن بعد ظهر 16 اكتوبر فى خطاب امام الكنيست الاسرائيلى ان عناصر من جيش الدفاع الاسرائيلى تصل الان الى الغرب من قناة السويس .. ويواصل شارون نقل قوات غرب القناة والتركيز على الانطلاق جنوبا الى السويس وكانت الصورة غبر واضحة لدى القيادات المحلية عن القوات الاسرائيلية التى عبرت القناة .. وفى الفصل الخامس يقول حسين العشى تحت عنوان " الانطلاق نحو السويس" كانت السويس المدينة والناس لاتعرف على مدى الايام السابقة من تطورات الامر شيىئا سوى مايسمعة اهلها من خلال البيانات العسكرية وعلى الرغم من الغارات التى اصابت السويس خلال ايام الحرب منذ 6 اكتوبر وسقوط العديد من الشهداء والجرحى الا ان الحياة لم تتوقف بل وبما زاد ايقاع الحياة استعدادا للايام السعيدة المقبلة .. وعلى مدى الايام منذ 6 اكتوبرحتى 17 اكتوبر لم يكن احدا من ابناء القناة يسمع سوى اخبار النصر المصرى والهزائم الاسرائيلية وبدأ الهمس يتردد وسط ابناء تلك المنطقة عن ظهور جنود العدو ودباباتة فى همسات لايكاد احد يصدقها وكان اول الاحداث التى تنبه لها ابناء السويس هو قيام القوات الاسرائيلية يوم 7 اكتوبر بقصف مركز على ترعة الاسماعيلية التى تغذى المدينة بالمياة الحلوة .. وبدأ المسئولين بالمدينة وعلى رأسهم المحافظ محمد بدوى الخولى يضعون الاحتياطات الخاصة بأى احتمالات دون ان يحس بهم احد بعد ان علم الجميع ان العدو حشد فرقتيتن مدرعتين للاستيلاء على المدينة .. وفى 19 اكتوبر عقد المحافظ اجتماعا بالمسئولين فى المحافظة والمحطة العسكرية بعد ان بدأ الاحساس بخطورة الموقف وتم حصر اسلحة الشرطة الموجودة بالمحافظة ونوعياتها وتسليح كافة افراد الشرطة .. وفى صباح يوم 20 اكتوبراستطاعت طلائع القوات الا سرائيلية الوصول الى منطقة جنيفة التى تقع داخل حدود محافظة السويس رغم جهد الطيران المصرى فى محاولة اعاقة تقدم القوات الاسرائيلية وتخطت فرقة آدن وماجن المقاومة العنيفة الت قابلتها وبدأت السويس للمواجهة العسكرية التى اكتسبتها عبر معارك التاريخ ومحن الزمن لانها الهدف الذى تقصدة القوات الاسرائيلية .. ويؤكد الكاتب انه لم يكن فى السويسخلال هذه الفترة سوى 500 مدنى معظمهم من افراد الجهاز الحكومى والبترول وهيئة القناة والشرطة والدفاع المدنى ومتطوعى المقاومة الشعبية.. وفى صباح 21 اكتوبر73 اتصل المحافظ بدوى الخولى واللواء محيى الدين خفاجى مدير الامن والعميد عادل اسلام المستشار العسكرى للمحافظة بلجنة الدفاع الشعبى بالاتحاد الاشتراكى فى السويس وتم جمع 150 متطوعا من قوات حماية الشعب بالمدينة لتنظيم حراسات شعبية على مداخل المدينة وتقسيم الافراد الى مجموعتين لتناوب الحراسة على مدار اليوم عند ورشة الوابوراتامام مساكن المثلث لمواجهة العدو ومقاومتة من ناحية طريق القاهرة السويس ولم يكن تسليح هؤلاء الافراد يزيد على البنادق العادية ورغم صدور قرار وقف اطلاق النار الذى طلبة الرئيس السادات الا ان تحركات القوات الاسرائيلية لم تتوقف صوب المدين .. كانت اسرائيل تعلم ان الوقوف عند خطوط وقف اطلاق النار على الوضع الراهن مساء 22 اكتوبر يجعل موقفها العسكرى ضعيفا اذا تم استئناف القتال بعد فترة فقواتها متداخلة مع القوات المصرية بالاضافة الى انها لم تحقق شيئا يذكر فمازالت القوات الاسرائيلية على بعد 35 كيلو من السويس وقد استطاعت شبكات الاستطلاع المصرية التقاط التعليمات الصادرة من القيادة العسكرية الاسرائيلية الى قواتها شرق القناة للاسراع فى العبور غرب القناة وبالفعل دفعت اسرائيل بقوات جديدة الى غرب القناة ليلة 22 و23 و24 اكتوبر لتعزيز قواتها فى منطقة الدفرسوار والتقدم فى نفس الوقت الى مؤخرة الجيش الثالث وقطع طريق مصر السويس الصحراوى والوصول الى السويس وبعد الغروب قامت عناصر من فرقة الجنرال "ماجن " المدرعة بالتقدم بمحازاة سطح جبل عتاقة حيث احتلت شركة السماد ثم تقدمت الى ميناء الادبية الذى يبعد عن السويس 17 كيلو مترا جنوبا حيث دخلت ميناء الادبية وكانت الدبابات تضىء كشافاتها وكانها فى استعراض طابور ليلى .. ولم يكن كثيرا من الجنود المصريين يعلمون انها دبابات اسرائيلية ودارت معركة غير متكافئة واتصلت غرفة العمليات بقيادة حماية الشعب بشركة السويس لتصنيع البترول والتى تقع بين شركتى النصر للبترول والسماد جنوب السويس وانلغت عمليات المحافظة من انها تشاهد بالفعل عدد من الدبابات الاسرائيلية تتجة من امام الشركة فى الطريق الى ميناء الادبية ومنذ يوم 23 اكتوبربدأت اعداد كبيرة من افراد القوات المسلحة من مؤخرات الجيش تصل الى السويس وكان اغلبهم يحملون اسلحتهم الخفيفة من البنادق الآلية والرشاشات واخذ عددهم يزداد على مدار اليوم حتى وصل فى المساء الى حوالى 15 الف جندى وسبب هذا العدد ارتباكا فى البداية الا انهم لعبوا كما سنرى من احداث يوم 24 اكتوبر دورا اساسيا وهاما فى الدفاع عن المدينة وصد محاولة التقدم لاسرائيلى .. ويعود بنا " العشى " الى المعركة التى دارت فى ميناء الادبية قرب منتصف ليل 23 اكتوبر والتى شاهدت السويس عبر مياة الخليج اضواء من السنة نيران المعركة فيقول مساء نفس اليوم عقد اجتماع اخر بمقر غرفة عمليات المحافظ بدوى الخولى ولعميد كمال السنهورى قائد المحطة العسكرية وقائد قطاع السويس والمستشار العسكرى للمحافظة بغرض تنسيق الدفاع عن المدينة وتأمين مداخلها وبدأ كل من فى المدينة يستعد للقاء القوات الاسرائيلية وكانوا فى شوق الى لقاء العدو وجها لوجة ويرفع كاتبنا الستار عن اليوم العظيم 24 اكتوبر
ليلة 24 اكتوبر وابطال السويس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى الفصل السادس يقول " العشى " ظلت السويس ليلة 23 و24 اكتوبر ساهرة فى انتظارهم فقد كان كل من فى المدينة يتوقع بدء الهجوم بين لحظة واخرى .. كانت عناصر تشكيلات فرقتين من افضل فرق المدرعات الاسرائيلية فرقتا آدن .. وماجن " تستكملان انتشارهم حول السويس استعداد لاقتحام المدينة فى الصبح الباكر وكان هناك حشد من مراسلى الصحف الاسرائيلية وكذا مراسلى الصحف العالمية وبدأ بعضهم يكتب مقدما البرقيات التى سيرسلونها لصحفهم ليكون لهم السبق الصحفى فى ارسال هذا النبأ .. وفى ميدان الاربعين كان فى انتظارهم ابراهيم سليمان على رأس مجموعة من ابناء السويس.. يقول الكاتب كان ابراهيم سليمان يحتضن الابورجية 7 فى الكمين القابع عند سينما رويال .. رفض سليمان موعد تحديد الشبكة مع خطيبتة اول ايام عيد الفطر الذى سيأتى بعد يومين قائلا الضيوف اولا وبعدها الشبكة وفى الساعة السادسة والربع صباحا بدأ القصف الجوى على المدينة كان القصف شديدا وكانت خظة العدو اقتحام المدينة من المداخل الثلاثة المثلث والهويس والزيتية كما توقع افراد المقاومة بالفعل وجاءت اولى قوات الهجوم فى محور الجناين مرورا بالهويس للوصول الى ميدان الاربعين وتحركت الكتيبة المدرعة فى طريق الزيتية حتى تقدمت الدبابات الى مبنى المحافظة واخرى امام الاتحاد الاشتراكى " الحزب الوطنى حاليا" وزحفت باقى البابات الى ميدان الاربعين ويأتى مور المثلث - الاربعين يخترق المدينة بالكامل واخذ قادة البابات نتيجة للهدوء القاتل الذى كان يسيطر على المدينة يطلون من دباباتهم لمشاهدة الشوارع التى يمرون بها وخيل اليهم ان السويس اصبحت مدينة اشباح بعد ان هجرها اهلها ووصلت البابات والمجنزرات لميدان الاربعين وكان القدر على موعد تاريخى مع ابراهيم سليمان حيث امسك سليمان بـالاربوجية وجلس الرمضاء بجوار فندق سينما رويال وترقب سليمان قدوم الدبابة السنتوريوس الضخمة فى بداية طابور الدباباتحتى اصبحت على مرمى الاربوجية المؤثر ويطلق قذيفتة التاريخية وتستقر اسفل برج الدبابة الرهيبة التى يختل توازنها ويستدير برجها وتتحول ماسورة البرج الى حيث كان يقف ابراهيم سليمان وخمسة من ابطال المقاومة ويبو للحظات ان هناك قذيفة ستنطلق من ماسورة الدبابة لتطيح بافراد الكمين الا ان عناية الله جعلت الماسورة تتجة الى الارض وكأنها تنحى احتراما لابطال السويس ويطلق سليمان قذيفة اخرى على حاملة الجنود ويتعطل طابور الدبابات وتتكدس امام قسم شرطة الاربعين وفى نفس اللحظة خرج الآف الجنود والمواطنون الى المنطقة الواقعة امام قسم شرطة الاربعين وكانت قد صدرت تعليمات لجنود العدو بترك الدبابات والاحتماء بمبنى قسم الاربعين ومبنى سينما رويال المهجورة وكان ابناء السويس فى انتظارهم حيث تبادلوا اطلاق النار .. وويقول " العشى " كانت نقطة التحول الاساسية التى اربكت القوات الاسرائيلية ودفعت بباقى الدبابات لمحاولة الدوران والعودة وفى منطقة البراجيلى تم اصطياد دبابات العدو وكان اول الشهداء احمد ابو هاشم الذى استشهد شقيقة الاصغر مصطفى ابو هاشم فى عام 1970 فى احدى غارات طائرات الفانتوم على السويس اثناء حرب الاستنزاف ويظل ابناء السويس يحاصرون قسم شرطة الاربعين ويفرضون حصارهم على القوات الاسرائيلية التى اختبئت به ويطلب افراد القوة الاسرائيلية الموجودة بقسم شرطة الاربعين من احد الجنود المصريين الموجودين بداخلة ان يخرج للتفاهم مع قيادة المقاومة المصرية المحيطة بالقسم للتسليم بشرط ضمان الحفاظ على حياتهم وفى الساعة الرابعة عصرا يقرر ابطال المقاومة والقوات المسلحة اقتحام القسم ويقفز سليمان بطل الجمباز فوق سور المبنى ويلمحة قناص اسرائيلى ويصيبة بطلقات غادرة وهو فوق السور ويتقدم البطل اشرف عبد الدايم ليقتحم القسم ومن خلفة يحية زميلة فايز امين ويرسم لهما القدر ان يستشهدا فى لحظة واحدة ويستمر القتال حول القسم حتى حل الظلام وفى نفس الوقت قام ابناء السويس بسكب كميات من البنزين على البابات وقاموا باحراقها خشية من ان يفكر العدو سحبها وحاول الفدائيون القيام بعملية انتحارية لاقتحام مبنى القسم الا ان العدو تنبه اليهم وكشف محاولاتهم والقى عليهم عددا من القنابل اليدوية وانفجرت جميعها على مقربة منهم ولكنهم كانوا اسرع من الالتصاق بالارض .. حاول العدو التسلل من مبنى القسم ليلا بعد ان تمت محاصرتة ونفاذ المؤن والذخيرة ولكن رجال المقاومة كانوا لهم بالمرصاد فى الاجهاز عليهم ونشر جثث جنودة بالشوارع وتم تحرير مبنى القسم وثمانية من رجال الشرطة كانوا قد احتجزوا .. ويحكى الكاتب .. كانت قد سرت اخبار الانتصار وانسحاب اليهود وخرج الناس الى الشوارع يشاهدون مدرعات العدو المدمرة فى كل مكان فى المدينة تبادل افراد الشعب التهانى وعرفت السويس كلها اسماء الابطال والشهداء ورغم الالم كانت القامات مرفوعة وعالية وكانت النار مشتعلة فى اماكن عديدة من المدينة كما طالت النيران بعض مخازن التموين
خفايا الحصار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت المدينة قد بدأت فى نقل جثث شهداء المعركة المجيدة فجر يوم 24 اكتوبر وفى نفس الوقت استعدت لرد اى محاولة جديدة قد تقوم بها القوات الاسرائيلية التى انسحبت على مشارف المدينة وكانت وجهة نظر اليهود تدمير السويس بالطيران ربما يؤثر ذلك على نفوس اهلها ويدفعهم للتسليم .. ويروى " حسين العشى " الواقعة التى سجلها محافظ السويس عندما دق جرس التليفون يسأل عن المحافظ صباح يوم 25 اكتوبر .. يقول المحافظ كلمنى ضابط يهودى وقال اين المحافظ ؟ .. كان يتكلم بلهجة شامية فقلت له ان المحافظ غير موجود .. فطلب منى والكلام على لسان المحافظ ان ابلغة ليسلم المدينة فورا .. فقلت له ان المحافظ لن يسلم المدينة .. ويقول المحافظ لقد انتابنى شعور مثير لكن رحمة الله كانت معنا فى في لانه قال للموجودين حولة ان اليهود يطلبون منى تسليم المدينة .. وتسأل كيف هذا .. وكيف انهى حياتى بالتسليم .. ويستكمل " العشى " شهادة المحافظ قائلا لقد طلب اليهود المحافظ مرة اخرى وابلغوه بالحضور ومدير الامن والقائد العسكرى فى سيارة ومعهم علم ابيض الى الاستاد ومعهم كل المدنيين .. وقال المتحدث من انهم سيأمنونهم والا ستضرب السويس عن اخرها فى ظرف نصف ساعة
موقف محافظ السويس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قام محافظ السويس بوضع سماعة التليفون واعطى القاهرة اشارة نصها كالاتى " اليهود انذرونى بالتسليم فى ظرف نصف ساعة والا ستضرب السويس بالطيران وليس عندى مياة ولا ذخيرة ولا اسيطر على اى قوات ودقيقى يحترق .. اوامركم " .. وجاء رد القاهرة باشارة تحمل توجيهات الرئيس انور السادات شخصيا " لاتسليم .. والمقاومة حتى اخر فرد .. الله معكم " بعد ذلك اعلن المحافظ سنستمر فى المقاومة وان دمائنا الطاهرة ستروى ارض السويس وطلب ان يذاع هذا الكلام من مسجد الشهداء بعد صلاة الظهر من خلال الميكرفون وارسل للاسرائيليين انذار قائلالهم سنستمر باذن الله فى المقاومة واذا كان لديكم قوة تمكنكم من دخول السويس مرة اخرى فنحن فى انتظاركم وفى الوقت الذى كانت تدور فيةالاتصالات بين القوات الاسرائيلية والمسئولين فى السويس على النحو الذى رأيناه كانت الناس فى الشوارع تقوم بمهمة اخرى من شقين الاولى من تأمين المدينة عسكريا فى مواجهة احتمالات معاودة العدو لهجومة قبل وصول قوات الطوارىء الدولية .. والشق الثانى هو الاستعداد لمواجهة الايام الصعبة التى بدت بوادرهاتزداد وضوحا مع كل ساعة تمر ويشير " العشى " فى الساعات الاولى من صباح 26 اكتوبر اصدر مجلس الام امرا رسميا بتشكيل قوة طوارىء دولية قوامها 7 الآف جندى من الدول غير الاعضاء الدائمين فى مجلس الامن .. امريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا بقيادة الجنرال الفلندى انزيوسيلاسف قائد قوات الطوارىء من قبرص وان يتوجة فورا ومعه 900 جندى من قوة الطوارىء بفبرص الى السويس.. ويقول " العشى " لقد احتار العدو وحيرتة جعلتة يقول اى نوع من البشر اولئك الذين تضمهم السويس.. فمع بداية اليوم الثالث للحصار بدأ قصف المدفعية الثقيلة ومدفعية الدبابات ثم ظهرت الطائرات المعادية فى السماء واستمر القصف بالطيران والمدفعية بصورة وحشية داخل المدينة ورغم مايملكة الاسرائيليون من معدات الاانهم اعترفوا بفشلهم امام الصمود المصرى وبوصول قوات الطوارىء للسويس يوم 28 اكتوبر تقرر وقف اطلاق النار وبدء محادثات الكيلو 101 وكانت القوات الاسرائيلية التى تحاصر المدينة تنتظر ان تتفجر السويس من الداخل وراهن العدو على ان المدنيين والعسكريين لن يصمدوا اكثر من ايام معدودة فى ظل الظروف الصعبة التى يتعيشونها بلا مؤن ولا ادوية ولا اطعمة الا ان امريكا اقنعت اسرائيل ان السويس والجيش الثالث لن يستسلما الا انهم قادرون على تخطى اية صعاب وتحمل الجوع ونقص الاطعمة وانه لابد من توقيع اتفاقية لتنظيم مرور المؤن والادوية وبالفعل وصل الى منطقة المثلث اول فوج يضم عدة عربات تحمل الامدادات الى مدينة السويس وعربات لاخلاء المرضى وقول اخر من العربات اتجة الى قوات الجيش الثالث شرق القناة .. ويقول " العشى " لقد عاشت مدينة السويس طوال المدة من 29 اكتوبر وحتى اعادة فتح الطريق باتفاقية فض الاشتباك التى بدأ تنفيذها يوم 29 يناير 74 صابرة وصامدة بل فوجىء الاسرائيليون ان السويس خلال حصار المائة يوم تعيش اعظم معاركها تقاتل وتضحك وتغنى وتحتفل بالاعياد وتمارس حياتها العادية كل يوم رغم انها كانت مدينة تحت الحصار فكيف غاشت السويس هذه الفترة .. ويأخذنا الرجل للفصل التاسع من كتابة فيقول كان على السويس ان تواجه واقعا جديدا منذ 29 اكتوبر 73 ففى هذا اليوم وجدت السويس انها قد اصبحت ولاول مرة خلال تاريخها الطويل مدينة تحت الحصار.. فصور لنا التفاف العدو على مداخل المدينة ومن حولها وعزلها عن الوادى.. وصور لنا ان السويس كان بها مايزيد من 20 الف مواطن ومن رجال القوات المسلحة .. وصور لنا نقص المواد التموينية نتيجة اصابتة فى المعركة وقطع ترعة الاسماعيلية التى كانت تغذى المدينة بالمياة الحلوة ونقص مخزون المياة الى 400 الف متر مكعب واستيلاء العدو على صهاريج المياة الاحتياطية بشركتى النصر للاسمدة والنصر للبترول .. وصور لنا توقف شريان الحياة فى السويس .. وصور لنا مدى معاناة المواطنين من الجوع والعطش وعدم الاستسلام .. وقال "العشى " لقد اثبتت السويس تحديها على مدى مائة يوم كاملة .. فالبطولة ليست فى براعة القتال فقط انما البطولة فى الاساس هى قبول التحدى والقدرة على تلقى الصدمات .. لقد ظلت السويس واقفة على اقدامها ببسالة رائعة وشجاعة منقطعة النظير تواجة كل التحديات التى لم تمر بها مدينةمصرية من قبل حتى تم توقيع اتفاقية فض الاشتباك الاول وفتح طريق السويس – القاهرة فى 29 يناير 74 وانسحاب القوات الاسرائيلية التى اعتقدت انها من خلال خلال الثغرة تستطيع تعويض الهزيمة التى لحقت بها فى معارك اكتوبر المجيدة .. لقد كانت حرب المائة يوم فى السويس نقطة تحول بلا ادنى شك ولكننا وسط غبار المعركة كانت تعوزنا القدرة على تقييم اهميتها ومن ثم استثمارها ... وتبقى نقطة اخيرة وهى انك لاتحس وانت تتحدث مع اولئك الذين صنعوا تلك الاحداث الخارقة انهم يشعرون بانهم من طينة مختلفة بالعكس فهم يرددون دائما ان اى مصرى كان سيقوم بنفس ما فعلوه فى السويسخلال حرب المائة يوم وان اى مدينة مصرية كانت ستصبح سويس قوية امام اى معتد يأتى من اى اتجاةه فمصر قادرة على صنع الف سويس اخرى