recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

مؤتمر مجمع الخالدين السنوي يواصل انعقاد جلساته لليوم الثالث على التوالي

الصفحة الرئيسية

مؤتمر مجمع الخالدين السنوي يواصل انعقاد جلساته لليوم الثالث على التوالي
 
 
كتبت - فتحية حماد
 
 
واصل مؤتمر مجمع اللغة العربية بالقاهرة برئاسة أ.د.عبدالوهاب عبدالحافظ (رئيس المجمع) انعقاد جلساته أمس الأربعاء 24 من أبريل 2024م تحت عنوان "اللغة العربية وتحديات العصر: تصورات، واقتراحات، وحلول"؛ حيث ناقش السادة أعضاء المؤتمر في جلسته المغلقة الأبحاث المقدمة من لجنة اللهجات والبحوث اللغوية، والمصطلحات المقدمة من لجنة الفيزياء. وفي جلسته العلنية ألقى أ.د.أسامة أبو العباس (الباحث الأول بالمجمع) بحثًا بعنوان "العربية بين التصور المثالي والتحقق الحياتي" جاء فيه ما نصه:
 
 
قُدِّر للعربية أن تواجه جهلين؛ جهل أبنائها بها، وجهل نفر من المستشرقين الدارسين لها، والجاهلون من أبنائها قسمان؛ قسم جاهل بها، لكنه يحترمها ويقدرها ويجلّها، ويترك مجال التحدث عنها للمتخصصين فيها، والعارفين بآلياتها. وقسم آخر جاهل بها وبقواعدها وبنيتها وأدبها وتاريخها، لكنه يعدّ نفسه عالما بها لأنه عربيّ، وكأن تحدُّثه العربيةَ دليلٌ على معرفته بها وإدراكه لها. وهذا القسم من أبناء العربية أشد خطرا عليها من القسم الأول، وفيه يصدق قول المتنبي:
 
 
ولكنّ الفتى العربيَّ فيها غريبُ الوجه واليدِ واللِّسانِ، وإذا كان حال أبناء العربية على هذا النحو، فما بالنا بالمستشرقين الأعاجم الذين يدرسون لغة غير لغتهم، يجهلون تراكيبها: صوتا، وصرفا، ونحوا، ودلالة ولا يدركون طلاوة شعرها ونثرها وعمق تاريخها، "وقبل كل شيء، فأنا لم أبلغ يوما ما من السَّذاجة والغفلة وطيب النفس مبلغا يحملني على أن أعتقد، مغرورا بما أعتقد، أنّ فتى أعجميّا، غريبَ الوجه واليد واللّسان عن العربية، يدخُل في العشرين أو الخامسة والعشرين من عمره قسم "اللغات الشرقية" في جامعةٍ من جامعات الأعاجم، فيبتدئ تعلُّم ألف، باء، تاء، ثاء، أو أبجد هَوَّز، في العربية.
 
 
ويتلَقَّى العربية نَحْوَها وصرفها وبلاغتها وشعرها وسائر آدابها وتواريخها، عن أعجميّ مثله، وبلسانٍ غير عربيّ، ثم يستمع إلى محاضر في آداب العرب أو أشعارها أو تاريخها أو دينها أو سياستها بلسان غير عربيّ، ويقضي في ذلك بضع سنوات قلائل، ثم يتخرَّج لنا مستشرقا ( في اللسان العربي والتاريخ العربي والدين العربي)، ندين له نحن العربَ بالطاعة. ولم أبلغ من السّذاجة أن أعتقد أن هذا ممكن، وإن كنتُ أعْلَم علم اليقين أن كثيرا من أهل جلدتنا اليوم قد دانُوا بذلك، وجعلوا الأمر ممكنا كل الإمكان!"(١) وهذا ما يؤلم النفس، فالمرء لا يستغرب أن يدرس المستشرقون لغتنا الشريفة لحاجة في نفوسهم، لكن أن يتولاهم أناس من أهل جلدتنا، مع أن واجبهم واعتزازهم بلغتهم يفرض عليهم ألا يتولَّوا قوما غريبي الوجه واليد واللسان عنها، فتلك الطامة الكبرى.
 
 
يشكك نفر من المستشرقين في قدرة العربية على الحياة، وفي توافر الإمكانات التعبيرية التي تجعلها قادرة على الوفاء بمتطلبات العلوم والفنون، يريدونها لغة ميتة كاللاتينية، ويتمنون تفرقها أحزابا وشيعا من اللهجات والعاميات حتى يضيع الأصل وتبقى الفروع التي تكتسب قوتها وصلابتها من ثبات الأصل وديمومته. وينطلقون، وعلى رأسهم كارل فوللرز وباول كاله، من مسلمة واهية، هي أن القرآن الكريم كلام محمد صلى الله عليه وسلم وليس وحيا تلقّاه من المولى سبحانه وتعالى.
 
 
أي أنه نزل بلهجة مكة الخالية من ظواهر الإعراب، وأنه يدين بأسلوبه الذي وصل إلينا، إلى تنقيح خاضع للقواعد التي اعتمدت في العربية، على الأخص من حيث الإعراب. ولذا يرى هؤلاء أن ثمة اختلافا بين لغة القرآن ولغة الشعر، حيث تعرض لغة القرآن، من حيث هي أثر لغوي، صورة فذة لا يدانيها أثر لغوي في العربية على الإطلاق.(٢) وإذا كانت لغة القرآن - بهذا المعنى - لغة مثالية، فستظل قواعدها مجرد تصورات ذهنية يستحيل تحققها في كتابة الكاتبين، وفي كلام المتحدثين.
 
 
للعربية تاريخ تليد، ومجد خالد، فعمرها يتجاوز خمسة عشر قرنا، إذ إنها أقدم اللغات الحية، وأكثرها تجددا ونماء. وهي خالدة لارتباطها بالكتاب الخالد، القرآن الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، نزله العزيز الحكيم قانونا للبشر في حياتهم، وأساسا من الأسس القوية الموثوق بها والتي يعتمد عليها في تقعيد قواعدها، فعندما "رتل محمد صلى الله عليه وسلم القرآن على بني وطنه بلسان عربي مبين، تأكدت رابطة وثيقة بين لغته والدين الجديد، كانت ذات دلالة عظيمة النتائج في مستقبل هذه اللغة"(٣).
 
 
ويقول المؤرخ سيديو: لقد حافظت اللغة العربية على وجودها وصفاتها بفضل القرآن، ومن ثم فإن كل هذه المحاولات لإفساد جوهرها هي هجوم على الإسلام يتخفى وراء عبارات كاذبة مضللة. وسيظل القرآن ميزان العربية وسر قوتها، حيث تُختزن في عقول قارئيه بنية هذه اللغة وقواعدها، سواء أكانوا من متعلميها ودارسيها، أم لم يكونوا. ولن يحدث لهذه اللغة الشريفة ما حدث للّغات القديمة كاللاتينية التي انزوت تماما بين جدران المعابد وتحولت إلى لهجات متعددة.
 
 
إن لغة القرآن أفصح أساليب العربية على الإطلاق، كما يقول الفراء، ويجب أن يكون القرآن هو المصدر الأول في كل تقعيد أو تقنين، كما يقول أحمد مكي الأنصاري، الذي دعا في كتابه: (نظرية النحو القرآني) إلى تقديم النص القرآني على النص الشعري عند التقعيد النحوي أو اللغوي. ومعلوم أن النحو استنبط استنباطا من مصادر اللغة العربية ... تلك التي يسمونها (مصادر السماع)، وهي: القرآن الكريم، الحديث النبوي الشريف بشروطه الدقيقة التي ارتضاها العلماء، كلام العرب شعرا ونثرا.
 
 
اعتمادا على هذه المصادر شُيِّد البناء المتكامل لنحو اللغة العربية ، والذي حفظ لها قوتها وديمومتها، ووهبها شموخا وخلودا لم ولن يتوافر لأي لغة من اللغات الحية، أو الميتة، للعربية بنية نامية ومتجددة، ولديها من وسائل النمو اللغوي ما يكفل لها الخلود، ويجعلها قادرة على الوفاء بمتطلبات العلوم والفنون، ويكسبها مرونة وتجددا ونماء، فالتطور "اللغوي سُنة طبيعية تجري عليها جميع لغات العالم، وهي سُنة حميدة ما دامت مصدر إثراء للعلوم والآداب، وما دامت محصورة ضمن حدود لا تتجاوزها ولا تؤدي في النهاية إلى الخروج على قواعد اللغة وإلى طمس شخصيتها المميزة".
 
 
وللعربية بنية خاصة تتميز بأنها جامعة مانعة، شأنها في هذا الطابع شأن كل اللغات. ومعنى كونها جامعة أنها غانية بنفسها عما عداها ، فلها من أصولها وقواعدها ومعجمها ما يتيح لها أن تكون أداة للتواصل بين الناس، دون أن تفتقر إلى أصل أو قاعدة من لغة أخرى. ومعنى كونها مانعة أنها ترفض قبول هذه العناصر التي استغنت عنها بكمال ذاتها، فهي ترفض أن تضيف إلى أقسام الكلم فيها، أو إلى ضمائرها أو أدواتها أو قواعدها شيئا جديدا ... وهذه البنية العربية نظام كلي، مكون من أنظمة فرعية، على نحو ما نرى جسم الإنسان.... كذلك العربية التي تمثل نظاما مشتملا على أنظمة فرعية، كنظام الأصوات ونظام المقاطع، ونظام النبر، ونظام المباني الصرفية... إلخ.
 
 
بالإضافة إلى ذلك، تتمتع العربية بعدد من وسائل النمو اللغوي، وهي: الاشتقاق، والإلصاق، والنحت، والتعريب (المعرب)، والتدخيل (الدخيل)، والتوليد (المولد)، أن تؤخذ كلمة من كلمتين أو أكثر، على سبيل الاختصار، أو أن تنتزع أصوات كلمة من كلمتين، أو من جملة: للدلالة على معنى مركب من معاني الأصول التي انتزعت منها، مثل: بسمل، وحمدل، وحوقل، وحسبل، أي: قال: بسم الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله، ومثل : عبشميّ، في النسب إلى عبد شمس. ومن الألفاظ التي صيغت في العصر الحديث قولنا: برمائي، من (بر + ماء).
 
 
إقامة اللفظ الأجنبي على وزن عربي، بوساطة النقص، أو الزيادة، أو القلب. وقد أجاز مجمع اللغة العربية بالقاهرة ذلك عند الضرورة، ووضع عددا من القواعد في هذا المجال، إدخال بعض الألفاظ الأجنبية إلى العربية دون أن تمس بأدنى تغيير، وهو ما يسمى بـ "الدخيل". ومن بين الألفاظ التي جاءت في المعجم الوسيط: أسبيرين، وأطلس، وتلغراف، وتلفون، وتراجيديا، ودبلوم. وبعض هذه الألفاظ له مقابل عربي، مثل: الهاتف أو المسرّة بدلا من تلفون، ومأساة بدلا من تراجيديا، وبرق بدلا من تلغراف.
 
 
كل ما استعمله الناطقون للعربية من ألفاظ لم تُرْوَ عن العرب في القرنين الأولين، أو القرون الثلاثة الأولى، والتي تسمى بعصر الرواية، فاللفظ المولد: هو ما استعمله الناس قديما بعد عصر الرواية حتى بداية عصر محمد علي باشا في مصر (١٨٠٥م)، ومن أمثلة الألفاظ المولدة: المبلغ بمعنى المقدار من المال، والحصّة بمعنى الفترة من الزمن، والدُّخْلة بمعنى ليلة الزفاف، أما الألفاظ التي استعملها المحدثون في العصر الحديث، وشاعت في لغة الحياة العامة فيطلق عليها "محدثة" ومن أمثلتها : الإباحية بمعنى التحلل من قيود الأخلاق، والاحتلال بمعنى سيطرة دولة على أخرى، والاستعمار بمعنى فرض دولة سلطانها على دولة أخرى.
 
 
تعتمد العربية في تطوير بنيتها على الاشتقاق والإلصاق؛ للوصول إلى عدد من الصيغ التي تتيح لها تنوعا في المبنى، وتعددا في الدلالة. وتستطيع من خلالهما إثراء معجمها بآلاف المفردات التي تؤدي دلالات متعددة في سياقات كلامية متنوعة، والإلصاق (Affixation) هو أن تضيف إلى الكلمة زائدة في صدرها تسمى سابقة (Prefixe)، أو في عجزها تسمى لاحقة (Suffixe)، أو في وسطها تسمى حشوا (Infixe). وتعتمد اللغات الأوربية - بصفة أساسية - على السوابق واللواحق في صوغ مفرداتها، ويقل إلى - حد كبير - استعمالها الحشو.
 
 
تستخدم العربية في بناء مفرداتها الإلصاق بتنوعاته (سوابق - لواحق - حشو) وتؤدي عدة معانٍ صرفية، منها: الشخص (التكلم والخطاب والغيبة) الذي تعبر عنه ضمائر الرفع المتصلة في الفعل الماضي، وحروف المضارعة في المضارع التي لها دلالة معينة بالنسبة للهمزة والنون، فالهمزة تعيّن المتكلم والنون تعين المتكلمين، أما التاء فإن لم يشاركها غيرها عند الخطاب فإنها هي نفسها تشارك الياء في الغيبة، ومن اللواصق المستخدمة في العربية لاصقة المصدر الصناعي، وهي (ياء) مشددة + (تاء) مربوطة في مثل: الحرية، والإسلامية، والوجودية. وتؤدي لاصقة (الميم) دورا بارزا في اشتقاق الألفاظ، مما يدفعني دفعا إلى التعرض للاشتقاق في العربية.
 
 
يعني الاشتقاق تحويل الأصل الواحد إلى أبنية مختلفة لمعان مقصودة لا تصلح إلا بها، ويتم ذلك عن طريق إقحام الحركات في الصوامت، سواء اقتصرنا على هذا الإقحام، وهو ما يسمى بالتحول الداخلي، أو أضفنا إليه استخدام الإلصاق. ويمكن من خلال ذلك الحصول على المشتقات التالية: الفعل (ماض - مضارع - أمر) ، واسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، وأفعال التفضيل ، وأسماء الزمان والمكان ،واسم الآلة، والمصدر، واسم المرة، واسم الهيئة، على اعتبار الأصول الثلاثة، وهي فاء الكلمة وعينها ولامها، أصلا للاشتقاق.
 
 
وسيتم التوقف عند اسم الفاعل، واسم المفعول؛ لتوضيح مدى ما تقدمه العربية - عن طريق الاشتقاق - من إمكانيات لفظية للمتحدثين بها والكاتبين، اسم الفاعل: صوغه، وعمله، اسم مشتق يدل على معنى مجرد، غير دائم، وعلى فاعله، يصاغ اسم الفاعل من الفعل الثلاثي (المتعدي واللازم) على وزن: (فاعل)، تقول: (المتكلم صادقٌ في قوله) و (محمد ذاهبٌ إلى طلب العلم)، ويصاغ من غير الثلاثي بالإتيان بمضارعه، وقلب أول هذا المضارع ميما مضمومة، وكسر ما قبل آخره، تقول السيدة عائشة - رضي الله عنها - في رثاء أبيها: (نضَّر الله وجهك يا أبتِ، فقد كنت للدنيا مُذلا بإدبارك عنها، وللآخرة مُعِزا بإقبالك عليها).
 
 
ويوضح الجدول التالي كيفية صياغة اسم الفاعل، صيغة الفعل صيغة اسم الفاعل اللاصقة الحركة المتغيرة، فَعَل فَاعِل - الكسرة، أفْعَل مُفْعِل مُ الكسرة، فَعَّل مُفَعِّل مُ الكسرة، فَاعَل مُفاعِل مُ الكسرة، افْتَعَل، مُفْتعِل مُ الكسرة، انْفَعَل مُنْفَعِل مُ الكسرة، اسْتَفْعَل مُسْتَفْعِل مُ الكسرة، سنلاحظ أن لاصقة (الميم) تمثل قاسما مشتركا في الصياغة، بالإضافة إلى التحول الداخلي الذي يحدث عن طريق الكسرة.
 
 
ويعمل اسم الفاعل عمل فعله فيطلب فاعلا إذا كان فعله لازما، ويطلب مفعولا إذا كان فعله متعديا. والأمثلة من القرآن والشعر والنثر كثيرة، قال تعالى: (فلعلك باخعٌ نفسك على آثارهم) (الكهف / ٦)، وقال أيضا: (وما كنت مُتَّخذ المضلين عضدا) ، (الكهف/ ٥١) ، وقال أيضا : (وإذ قال ربُّك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة)، (البقرة/ ٣٠).
 
 
وقال الأعشى: کناطحٍ صخرةً يوما ليوهِنَها فلم يَضِرْها وأوْهى قَرْنَه الوَعِلُ، وتقول: (يا طالعا جبلا، تيقَّظ)، وتقول: (أنا شاكرٌ لفلان جميلَ صنعه)، اسم المفعول: صوغه، وعمله اسم مشتق، يدل على معنى مجردٍ غير دائم، وعلى الذي وقع عليه هذا المعنى، يصاغ اسم المفعول من الثلاثي على وزن : (مَفْعول)، تقول: "أنا مدين لزوجتي وأسرتي على صبرهم ودعمهم" وتقول : (الخبز مبيع منه، والغش مقول فيه المنع، والكسب مرمي إن جاء عن طريقه)، فالكلمات (مبيع، ومقول، ومرمي).
 
 
جاءت على وزن مفعول من الأفعال (باع، وقال، ورمى). إلا أننا نرى تغييرا في المعتل الأجوف (باع وقال )، والناقص (رمى) ؛ لأن (مبيع) أصلها (مَبْيوع) على وزن مفعول، فنقلت الضمة من الياء إلى الساكن الصحيح قبلها وهو الباء، فالتقى ساكنان الياء والواو ، فحذفت الواو للتخلص من التقاء الساكنين، ثم قلبت ضمة الباء كسرة لتصح الياء، وأصل (مقول) (مَقْوُول)، فنقلت ضمة الواو إلى الساكن قبلها وهو صحيح، فالتقى ساكنان فحذفت الواو الزائدة للتخلص من التقاء الساكنين، وأصل (مرمي) (مَرْمُوي)، فلما اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء ، وأدغمت الياء في الياء، ثم قلبت ضمة الميم كسرة لمناسبة الياء، فصارت (مرمي).
 
 
ويصاغ من غير الثلاثي بالإتيان بمضارعه وقلب أوله ميما مضمومة مع فتح ما قبل الآخر، تقول: (المُسْتَخْرَج من النفط في بلادنا يكفي حاجاتنا)، ويوضح الجدول التالي كيفية صياغة اسم المفعول، صيغة الفعل صيغة اسم المفعول اللاصقة الحركة المتغيرة، فَعَل مَفْعول مَ الضمة الطويلة، أفْعَل مُفْعَل مُ الفتحة، فَعَّل مُفَعَّل مُ الفتحة، فَاعَل مُفاعَل مُ الفتحة، افْتَعَل مُفْتعَل مُ الفتحة، انْفَعَل مُنْفَعَل مُ الفتحة، اسْتَفْعَل مُسْتَفْعَل مُ الفتحة.
 
 
ويعمل اسم المفعول عمل فعله المضارع المبني للمجهول، فيحتاج - وجوبا - إلى نائب فاعل. والأمثلة على ذلك كثيرة، قال تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين) (آل عمران /٩٦)، وقال أيضا : (وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم) (البقرة / ٨٥)، وقال أيضا : (والطير محشورة كل له أواب) (ص / ۱۹)، وقال المتنبي: لعل عَتْبَك محمودٌ عواقبُه وربَّما صَحَّت الأجسامُ بالعِلَلِ.
 
 
الخاتمة: تؤكد هذه الورقة قدرة العربية على التجدد والنمو والحياة، وعلى الوفاء بمتطلبات العلوم والفنون والآداب، وبكل ما يجد في الحياة من مستحدثات، وما يطرأ عليها من تغيرات. وتكتسب العربية هذه القدرة ؛ لارتباطها بكتاب خالد، وهو القرآن الكريم، الذي حفظها بحفظ الله له ، وامتلاكها عددا من وسائل النمو اللغوي كالاشتقاق، والإلصاق، والنحت والتعريب، والتدخيل، والتوليد.
 
 
محمود محمد شاكر. برنامج طبقات فحول الشعراء. القاهرة: مطبعة المدني، (د. ت)، يوهان فك. العربية: دراسات في اللغة واللهجات والأساليب. ترجمه وقدم له وعلق عليه وصنع فهارسه: رمضان عبد التواب؛ القاهرة: مكتبة الخانجي، ١٤٠٠هـ / ١٩٨٠م، ص ١٦، ١٧، يوهان فك. العربية. ص ١٣، أحمد مكي الأنصاري. نظرية النحو القرآني: نشأتها، وتطورها، ومقوماتها الأساسية. الطبعة الأولى؛ القاهرة: دار القبلة، ١٤٠٥ هـ، ص ۹، ۱۰ ،۲۳، إسحاق موسى الحسيني. "خطأ القياس"، مجلة: مجمع اللغة العربية، القاهرة، جـ ٤٧، (رجب ١٤٠١هـ / مايو ١٩٨١م)، ص ٤٨ - ٥٢
 
 
تمام حسّان. "من خصائص العربية"، مجلة مجمع اللغة العربية، القاهرة، ج ٤٧، (رجب ١٤٠١ هـ / مايو ۱۹۸۱م)، ص ٧٥-٨٧، محمد شوقي أمين، إبراهيم الترزي. مجموعة القرارات العلمية في خمسين عاما ١٩٣٤ - ١٩٨٤م. القاهرة: الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، ١٤٠٤هـ / ١٩٨٤م، ص ١٨٧ وما بعدها، عبد الصبور شاهين. العربية لغة العلوم والتقنية. الطبعة الثانية، القاهرة: دار الاعتصام. ١٤٠٦هـ/ ١٩٨٦م. ص ٢٨٥ - ۲۸۷، ۳۰۹، ٣٣٥-٣٣٩، ٣٤٥-٣٦٤، عبد الصبور شاهين. العربية، ص ٢٦٠ وما بعدها. وتّمام حسّان. اللغة العربية معناها ومَبنَاها. الطبعة الثانية؛ القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، ۱۹۷۹م، ص ١٥٦، ١٥٧.
 
 
أحمد مكي الأنصاري. نظرية النحو القرآني: نشأتها، وتطورها، ومقوماتها الأساسية. الطبعة الأولى؛ القاهرة: دار القبلة ، ١٤٠٥هـ، إسحاق موسى الحسيني. "خطأ القياس". مجلة مجمع اللغة العربية، القاهرة، جـ ٤٧، (رجب ١٤٠١ هـ / مايو ۱۹۸۱م)، تمّام حسّان. اللغة العربية معناها ومبناها. الطبعة الثانية؛ القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، ۱۹۷۹م، من خصائص العربية". مجلة مجمع اللغة العربية. القاهرة، جـ ٤٧، (رجب ١٤٠١ هـ/ مايو ١٩٨١م)، عباس حسن. النحو الوافي. الطبعة التاسعة؛ القاهرة: دار المعارف، ۱۹۹۱م.
 
 
 عبد الصبور شاهين. العربية لغة العلوم والتقنية. الطبعة الثانية؛ القاهرة: دار الاعتصام، ١٤٠٦هـ / ١٩٨٦م،  محمد شوقي أمين، إبراهيم الترزي. مجموعة القرارات العلمية في خمسين عاما ١٩٣٤ - ١٩٨٤م. القاهرة: الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، ١٤٠٤هـ/ ١٩٨٤،  محمود محمد شاكر. برنامج طبقات فحول الشعراء. القاهرة: مطبعة المدني، (د. ت)، يوهان فك. العربية: دراسات في اللغة واللهجات والأساليب. ترجمة وقدم له وعلق عليه وصنع فهارسه: رمضان عبد التواب؛ القاهرة: مكتبة الخانجي، ١٤٠٠هـ/ ۱۹۸۰م.
google-playkhamsatmostaqltradent