recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

د. طارق أبو حطب يكتب: من شواعر العرب ” الخنساء”

 د. طارق أبو حطب يكتب: من شواعر العرب ” الخنساء”



كتب. طارق أبو حطب 


تقديم :-


نعيش في هذه السطور مع شاعرة مجيدة وصحابية جليلة عرفت بالوفاء وقوة الشخصية وصلابة الموقف وشبهت بالمها في جمال عينيها واتساعهما وارتفاع أذنيها 


 تعتبر ” الخنساء ” تماضر بنت عمرو بن الحارث بن  الشريد السلمية  من فضليات شواعر العرب وهي شاعرة مخضرمة ولدت وعاشت في الجاهلية وأدركت الإسلام .


حياتها :-

ولدت الخنساء عام 575 م ـ وتوفيت عام 644 م على أفضل التقادير وهي تما ضر بنت عمــرو بن الشريد مـن بني سليم تربت فــي بيت سيادة ، إذ أن أباها وأخويهــــا معاوية وصخرمن سادات القبيلة .


زواجها :-

كبرت الخنساء وشبت عن الطوق وجاءها الخطاب والراغبون في الزواج فتزوجت من اين عمها ” رواحةبن عبد العزيزالسلمي “، ثم انفصلت عنه بعد أن أنجبت منه ولدا ، ثم تزوجت “مر داس بن أبي عامر ” وأنجبت منه يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة وكان زوجها مقامرا متلافا للمال فكان اخوها يدعمها .


الفجيعة الكبرى :-


فجعت الشاعــرة بفقــد أخويها معاوية وصخر وبكتهما بكاء مرا فكان مما قالت :-


يذكرني طلوع الشمس صخرا

وأذكره بكل غروب شمس


ولولا كثرة الباكين حولي

على إخوانهم لقتلت نفسي


فلا يا صخر لا أنساك حتى

أفارق مهجتي ويشق رمسي


فقد ودّعت يوم فراق صخر

أبــي حسّــان لذّاتـي وأُنسـي


ومن قولها أيضاً :-


أ عيني جودا ولا تجمدا

الاتبكيان لصخـر الندى


الاتبكيان الجواد الجميل

ألا تبكيان الفتــى السيـدا


طويل النجاد رفيع العماد

ساد عشيرته امردا


وتجمع الشاعرة في مراثيها بين الحزن والفخر :


قذىً بعينك أم بالعين عــوّار

أم ذرّفت، إذ خلت من أهلها الدار


وإن صخرا لتأتم الهداة بــه

كأنــه علـــم فــــــي رأســـه نــار


اسلامها :-


أدركت الخنساء الإسلام ووفدت علــى الرسول عليه السلام مـع قومها وأنشدته مــن شعرهـا ودفعت أولادها الأربعة للمشاركة في معركة القادسية ، فلم تجزع عليهم جزعها على أخويها لأنـهـا كانت تدرك أنهـم فـي الجنـة ، وقـد توفيت الخنساء فـي أول خلافـة عثمـان بن عفـان رضي الله عنه .


لقبها :-


لقبت الخنساء ولتأخــر أنفها عـن الوجه مـع ارتفاع قليل فـــي الأرنبة .


 وهـي صفة أكثر ما تكون في الظباء ………..

وقد رفضت الخنساء بعد موت زوجها مر داس بن أبي عامر الزواج من الشاعر در يد بن الصمّة معللة ذلك بكبر عمره .

شخصيتها :


تميزت الخنساء بامتزاج صفتي لين الأنوثة وشدة الرجولة مع عاطفة جياشة ، إذ أنها كانت فــي الجاهلية تفد إلــى سوق عكاظ وتنشد أشعارها فــي خيمة النابغة تسابق حسان والأعشى ، ولكـن موت أخيها صخـر الذي كان العون الكبير لهـا جعل عاطفتها تتفجر حزنا عليه مما جعل بعض النقاد المعاصرين : يوسف سامي اليوسف يطلق عليها: – الكستراالعرب -

وقد أدى بها كثرة البكاء إلى أن تصاب بالعمى فتتحول إلى امرأة صبور لا تملك إلا أن تقول عند سماع خبر مقتل أبنائها الأربعة : 


الحمد لله الذي شرفني بقتلهم …وأرجو أن يجمعني بهم في مستقر رحمته .


شعر ها :

تنقل لنا الكتب المختصة بدراسة الأدب العربي والشعر أن الخنساء شاعـرة جاهلية كانت تفد إلى خيمة النابغة وتنشد أشعارهم بينما يشير مؤرخو الأدب إلى أن الخنساء شاعرة مخضرمة عاشت العصرين الجاهلي والإسلامي وقالت شعرا في كلا العصرين ولكن شعرها في رثاء أخيها صخر قد غلب على معظم شعرها تقول:


أعيني جـوداولا تجمدا

ألا تبكيان لصخـر الندى

ألا تبكيان الجريء الجميل

ألا تبكيان الفتــى السيـدا


.. وختاماً ..

 تأمل معي كيف غير الإسلام نفس هذه المرأة العظيمة ورفعها من التبر إلى التراب

ومن الثرى إلى الثريا. …………………

دكتور / طارق عتريس أبو حطب

د. طارق أبو حطب يكتب: من شواعر العرب ” الخنساء”
دكتور طارق عتريس أبو حطب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent