مصر تعزز مبادئ تعليم الكبار.. حفل مهيب في الإسكندرية لتخريج طلاب "نتعلم معًا" من ذوي الإعاقة
كتب - حسن سليم
شهدت محافظة الإسكندرية احتفالية مهيبة نظمتها جمعية كيان الخيرية، بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، إيذانًا بنجاح مشروع "نتعلم معًا" وتخريج أول دفعة محو أمية من ذوي الإعاقة (إعاقة ذهنية).
وتأتي هذه الاحتفالية تجسيدًا لاهتمام القيادة السياسية العميق بذوي الإعاقة، وحقهم الكامل في التعليم ومواصلة الحياة الكريمة، وذلك ترسيخًا لمبدأ التعليم المنصف والعادل ودمجهم في المجتمع.
وانطلاقًا من تعليمات الأستاذ الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بضرورة تعليمهم ومحو أميتهم لمن لم يحصلوا على أي شهادات دراسية قابلين للتعلم، مع تقديم كل الدعم والرعاية لهم، وتذليل الصعاب التي يواجهونها لدمجهم في المجتمع المصري.
وفي إطار الخطة الاستراتيجية الجديدة للهيئة العامة لتعليم الكبار برئاسة الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد، والتي تتماشى مع رؤية الدولة المصرية ووزارة التربية والتعليم في الجمهورية الجديدة، والتي تعتمد على التحول من الأمية الأبجدية إلى الرقمية وريادة الأعمال والتمكين، والتعايش الرقمي، مع الاهتمام بملف ذوي الإعاقة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
شارك الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد، رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار، في احتفالية جمعية كيان الخيرية في الحفل الختامي لمشروع "نتعلم معًا" وتخريج أول دفعة محو أمية من ذوي الإعاقة "إعاقة ذهنية"، والذي أقامته جمعية كيان الخيرية بالإسكندرية الخميس 6 يونيو 2024، بحضور كل من اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، والأستاذ باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وتم خلال الاحتفال توزيع الشهادات على الطلاب المتحررين من الأمية، وتكريم القائمين على المشروع من جمعية كيان الخيرية وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وإلقاء كلمات من كبار الحضور أكدت على أهمية دمج ذوي الإعاقة في المجتمع.
ونقل الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد، في بداية كلمته، تحيات وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الأستاذ الدكتور رضا حجازي، للحضور. وأعرب عن سعادته الغامرة بالتواجد في هذا الاحتفال لتسليم الشهادات لأبنائنا من ذوي الإعاقة، مؤكّداً على قدراتهم وإمكانياتهم الهائلة.
وشدد "عبد الواحد" على ضرورة مواكبة التطورات المتسارعة في مفاهيم محو الأمية وتعليم الكبار، داعيًا إلى قراءة مستقبل هذا المجال بعين علمية تراعي التجديد واحترام احتياجات الدارسين من مختلف الفئات، خاصة كبار السن الذين يمتلكون ثروة من الخبرات والثقافة تستحق التقدير والاستثمار.
وأعلن "عبد الواحد" عن الرؤية الجديدة للهيئة التي تركز على:
التحول من محو الأمية الأبجدية إلى اكتساب مهارات ريادة الأعمال والتعايش الرقمي وجودة الحياة والابتكار.
العناية بذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع من خلال برامج تعليمية مخصصة.
وضع منهجية علمية لتقييم محتوى اختبارات محو الأمية لتشمل جوانب ثقافية ومهارية وريادة أعمالية ومهارات تعايش رقمي إلى جانب المهارات الأبجدية.
التعاون مع الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات لذوي الإعاقة لتصميم منهج رقمي لتعليم ذوي الإعاقة الذهنية القابلين للتعلم.
إعادة التفكير في تمويل تعليم الكبار من خلال البحث عن شراكات جديدة وتفعيل دور القطاع الخاص.
التحول إلى تعليم مستمر للكبار يواكب التطورات المتسارعة في مختلف المجالات.
وضع خارطة طريق واضحة لمستقبل تعليم الكبار بمشاركة جميع الجهات المعنية.
التفكير بجدية في مستقبل التكافل الرقمي لضمان حصول الجميع على فرص متساوية للتعلم.
وأكد "عبد الواحد" على التزام الهيئة بتقديم تعليم نوعي يلبي احتياجات الكبار ويساهم في تنميتهم وتمكينهم، مشيرًا إلى أن الهيئة ستبذل قصارى جهدها لتحقيق أهدافها بالتعاون مع جميع الشركاء.
وفي ختام كلمته، وجه رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار، الشكر للمحافظ، وللرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات، وللسيدة تهاني عوض رئيس جمعية كيان الخيرية، ولجميع الحضور على مشاركتهم في هذا الاحتفال.
وأشاد اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، بالرؤية الجديدة للهيئة العامة لتعليم الكبار، مؤكدًا على أهمية الاستفادة من خبرات وثقافة كبار السن، مشددًا على أن الدولة تعمل جاهدة لتقديم الدعم والرعاية الشاملة للأجيال القادمة، وبالأخص في مجال التعليم، ولاسيما تعليم ذوي الإعاقة والقدرات الخاصة، في إطار الاهتمام بتطوير المنظومة التعليمية لبناء "الجمهورية الجديدة" و تنمية الإنسان على جميع المستويات.
وأكد "الشريف" أن جميع مؤسسات الدولة تعمل في ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لتقديم الدعم والرعاية الشاملة للأجيال القادمة، وبالأخص بملف التعليم، ولاسيما ما يتعلق بتعليم أبنائنا من ذوي الإعاقة.
وأشار شريف إلى أن محافظة الإسكندرية تعطي اهتمامًا كبيرًا بتعليم الكبار، وأنها تعمل على توفير كافة الإمكانيات المتاحة لنجاح هذا المجال، مؤكدًا على أن تعليم الكبار هو استثمار حقيقي في مستقبل مصر.
واختتم محافظ الإسكندرية كلمته بتوجيه الشكر للهيئة العامة لتعليم الكبار على جهودها في نشر تعليم الكبار، كما وجه الشكر للطلاب المتحررين من الأمية على إصرارهم وعزيمتهم، متمنيًا لهم كل التوفيق في حياتهم.
وحضر الاحتفال اليساندرو فراكاسيتي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، والدكتور محمد عبد الملك، نائب الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة، والأستاذ عمر حمزة، مستشار وزيرة التضامن الاجتماعي، والأستاذة تهاني عوض، رئيس مجلس إدارة جمعية كيان، والأستاذ عبدالله محمد، مدير عام فرع تعليم الكبار بالإسكندرية، وأعضاء مجلس النواب والقيادات التنفيذية والشعبية بمحافظة الإسكندرية، ولفيف من المجتمع المدني، وعدد من المسؤولين من الهيئة العامة لتعليم الكبار.
وتمثل هذه الاحتفالية علامة فارقة في مسيرة تعليم الكبار في مصر، إيذانًا بمرحلة جديدة من التمكين والدمج، تماشيا مع رؤية مصر 2030 لبناء "الجمهورية الجديدة".
مصر تعزز مبادئ تعليم الكبار.. حفل مهيب في الإسكندرية لتخريج طلاب "نتعلم معًا" من ذوي الهمم