من مراكش إلى سرس الليان.. مسيرة تطوير الكفايات الرقمية لمعلمي وميسري تعليم الكبار
كتب - حسن سليم
نظم مركز اليونسكو الإقليمي لتعليم الكبار (أسفك - سرس الليان) ورشة عمل افتراضية عبر منصة "زووم" اليوم الأربعاء21 أغسطس 2024. الورشة جاءت بعنوان "الكفايات الرقمية لمعلمي وميسري تعليم الكبار"، وشارك فيها نخبة من خبراء التعليم، وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد، رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار.
جاءت الورشة تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، واستجابةً لتوصيات "إطار عمل مراكش" للمؤتمر الدولي السابع لتعليم الكبار، الذي أكد على أهمية الوصول المتكافئ للتعلم في البيئات الرقمية لجميع الفئات، بما فيهم الكبار.. ومع التحولات الديموغرافية والثورة الصناعية الرابعة، أصبح من الضروري تطوير كفايات معلمي الكبار الرقمية لتمكينهم من الاضطلاع بدورهم في تعليم الكبار في عالم يزداد رقميًا بشكل متسارع.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد، على أهمية هذه الورشة في تأهيل المعلمين وتزويدهم بالمهارات التقنية اللازمة لتلبية احتياجات التعليم الرقمي.
وأشار عبد الواحد إلى أن التكنولوجيا أصبحت اليوم محفزًا رئيسيًا للتعلم الفردي والجماعي، لكن استخدامها يواجه أيضًا تحديات تتمثل في خلق حواجز جديدة تجعل التعلم الاجتماعي أكثر تعقيدًا.
وأضاف رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار: لا يمكن تحقيق التقدم في التعليم دون تأمين وصول متكافئ للمتعلمين إلى الأدوات الرقمية وتزويدهم بالقدرات اللازمة للتعامل مع المعلومات المضللة عبر الإنترنت.
تضمنت الورشة عدة محاور رئيسية، أبرزها:
1. مفاهيم وتعريفات الرقمنة وتعليم الكبار.
2. محو الأمية الرقمية.
3. الكفايات التكنولوجية الأساسية لمعلمي الكبار.
وشارك في تقديم هذه المحاور نخبة من الأكاديميين والخبراء، منهم الدكتور سعيد الراقب، الكاتب العام للملتقى المغربي للتعلم مدى الحياة، الذي تناول مفهوم الرقمنة وأثرها على تعليم الكبار.
كما قدم الأستاذ الدكتور محمود حوامدة، مدير التعليم المستمر بجامعة القدس، ورقة عمل حول "محو الأمية الرقمية"، مشيرًا إلى أن الأمية الرقمية أصبحت واحدة من أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة.
وفي مداخلته، تطرق الأستاذ الدكتور ممدوح الفقي، أستاذ تكنولوجيا التعليم بجامعة القاهرة، إلى "الكفايات التكنولوجية الأساسية لمعلمي الكبار"، مؤكدًا أن هذه الكفايات أصبحت ضرورة ملحة لتحقيق أهداف التعليم في العصر الرقمي.
وأشار إلى أن التكنولوجيا لم تعد مجرد أداة تعليمية، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من عملية التعلم، مما يستدعي تعزيز مهارات المعلمين لضمان تقديم تعليم ذي جودة عالية.
من جهته، عبّر الدكتور محمد القاضي، مدير مركز اليونسكو الإقليمي لتعليم الكبار، عن تقديره للدعم المقدم من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، مؤكدا أن هذه الورشة تأتي في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التعليم الرقمي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر والعالم العربي.
واختتمت الورشة بتوصيات حول ضرورة استمرار هذه المبادرات لتأهيل المعلمين والميسرين، وضرورة توفير الأدوات التقنية اللازمة لتعزيز التعليم الرقمي، مما يعزز من دور المعلمين في بناء مجتمع أكثر معرفة ووعيًا.
هذه الورشة ليست سوى بداية لسلسلة من الفعاليات التي تهدف إلى تعزيز التعليم الرقمي، وتأتي في وقت يشهد فيه العالم تحولات جذرية في أساليب التعليم. ومن هنا، تتضح أهمية استمرار الجهود لتطوير الكفايات الرقمية لمعلمي الكبار، لضمان توفير تعليم يواكب متطلبات العصر الرقمي.