قراءة تحليلية لقرارات الاجتماع المحوري الأخير للهيئة العامة لتعليم الكبار
إعداد: حسن سليم
شهدت الهيئة العامة لتعليم الكبار في مصر اجتماعًا مهمًا يوم الأربعاء 7 أغسطس 2024، ترأسه الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد، رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة. تمحور هذا الاجتماع حول مناقشة قضايا استراتيجية تؤثر بشكل مباشر على مستقبل تعليم الكبار ومحو الأمية في مصر. نستعرض في هذا التحليل السياق العام للاجتماع، وأهم القرارات والمبادرات التي تم اتخاذها.
يأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود المستمرة للهيئة العامة لتعليم الكبار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، خاصة فيما يتعلق بالقضاء على الأمية وتحسين جودة التعليم. مع تزايد الحاجة إلى تكثيف الجهود لمواجهة التحديات التي تعترض هذه المهمة، أصبح من الضروري مناقشة استراتيجيات جديدة وتوسيع نطاق التعاون مع المؤسسات المحلية والدولية. إن هذا الاجتماع يعكس التزام الهيئة بتحقيق نتائج ملموسة من خلال اتباع نهج علمي منظم ومشاركة الفاعلين الرئيسيين في المجال.
بدأ الاجتماع بتوجيه شكر وتقدير للعاملين في الهيئة، حيث أشاد الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد بإخلاص وتفاني الفرق العاملة في ديوان عام الهيئة وفروعها. هذا التقدير ليس فقط اعترافًا بجهودهم، ولكنه أيضًا عنصر أساسي في تعزيز العمل الجماعي وتحفيز العاملين على تحقيق المزيد من الإنجازات. وتساعد هذه الخطوة في خلق بيئة عمل إيجابية تعزز من إنتاجية الموظفين.
ناقش الاجتماع عدة مبادرات استراتيجية تهدف إلى تحسين فعالية البرامج التعليمية وتوسيع نطاقها. من بين هذه المبادرات التعاون مع منظمة اليونسكو في مسابقة دولية حول "تعزيز التعليم المتعدد اللغات: محو الأمية من أجل التفاهم المتبادل والسلام". هذا التعاون يعكس رؤية الهيئة في تعزيز دورها على الساحة الدولية، كما يعزز من التفاهم الثقافي بين المجتمعات المختلفة. من الناحية الأكاديمية، يشير هذا إلى تبني الهيئة لمفاهيم تعليمية حديثة ترتكز على التعددية اللغوية والتفاعل الثقافي.
ناقش الاجتماع أيضًا أهمية رفع كفاءة المعلمين وتوسيع نطاق التدريب. هذه الخطوة تعد جزءًا من استراتيجية شاملة لتحسين جودة التعليم من خلال تعزيز مهارات المعلمين. تم الاتفاق على التعاون مع مركز أهرام مصر للتدريب والاستشارات بمحافظة المنيا لتقديم ورش عمل مجانية. يوضح التحليل أن هذا التعاون يهدف إلى تحسين الكفاءة العملية للمعلمين وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتعامل مع التحديات التعليمية المعاصرة.
أحد المحاور الرئيسية التي تم التطرق إليها هو الموافقة على بدء تنفيذ ثلاثة بحوث إجرائية داخل الهيئة. تسهم هذه البحوث في تطوير الأساليب التعليمية وتحسين نتائج البرامج التعليمية. وتبرز هذه الخطوة أهمية البحث العلمي في تطوير المناهج وابتكار أساليب تعليمية جديدة. يُعد توجيه العاملين في ديوان عام الهيئة وفروعها لتنفيذ هذه الدراسات دليلاً على التزام الهيئة بتحقيق تحسينات مستدامة في النظام التعليمي.
ناقش الاجتماع مقترح تشكيل لجنة لإعداد تعليمات الاستكتاب الجديدة وتطوير الورقة الامتحانية. يهدف هذا إلى تحسين نظام التقييم وضمان جودة الامتحانات المستخدمة في قياس مستوى تقدم المتعلمين. التحليل الأكاديمي يظهر أن هذه الخطوات تسهم في تحقيق شفافية أكبر وعدالة في التقييم، مما ينعكس بشكل إيجابي على العملية التعليمية برمتها.
تم التشديد في الاجتماع على أهمية الرقابة المركزية من خلال تعميم خاص يحظر على مديري الأفرع توقيع أي بروتوكولات دون مراجعتها مركزياً. هذا الإجراء يعكس حرص الهيئة على ضمان توافق الاتفاقيات مع السياسات العامة ويعزز من الرقابة على جميع العمليات التي تتم داخل الهيئة. من الناحية الإدارية، يعد هذا التوجه خطوة نحو تحقيق إدارة مركزية أكثر فعالية وشفافية.
تمت مناقشة آليات تنفيذ الزيارات الميدانية لإدارة التوجيه الفني للفروع، إلى جانب تفعيل المنصة الإلكترونية الخاصة بالهيئة. التحليل يوضح أن هذه الزيارات تهدف إلى تحسين جودة التنفيذ وتقديم الدعم المباشر للفروع، بينما تسهم المنصة الإلكترونية في تعزيز التواصل وتوفير المعلومات اللازمة بشكل فعال. يعكس هذا التوجه التزام الهيئة بتبني التكنولوجيا الحديثة لتحسين العمليات الإدارية والتعليمية.
تناول الاجتماع أيضًا الخطة الاستراتيجية السنوية لوحدة تعليم الكبار ومحو الأمية للأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى طلب جامعة المنصورة للتعاون مع الهيئة لجائزة اليونسكو الدولية لمحو الأمية لعام 2024. هذه المبادرات تعكس التزام الهيئة بتلبية احتياجات كافة فئات المجتمع وتعزيز الجهود الوطنية والدولية في مجال محو الأمية.
في ختام الاجتماع، أكد الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد على أهمية متابعة تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها، مشيرًا إلى ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق الأهداف المحددة. توجيهات رئيس الهيئة بتشكيل لجان لمتابعة سير العمل وضمان تحقيق النتائج المرجوة تعكس توجهًا نحو إدارة فعالة ومتابعة مستمرة للعمليات. هذه الخطوات تؤكد على الدور المحوري للهيئة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تحسين جودة التعليم وتوسيع نطاقه.
يشير هذا الاجتماع إلى أن الهيئة العامة لتعليم الكبار تتبنى نهجًا استراتيجيًا شاملًا يسعى إلى تحقيق تحسينات مستدامة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار في مصر. من خلال تعزيز التعاون الدولي، تحسين كفاءة المعلمين، وتطوير أساليب التقييم، تؤكد الهيئة التزامها بتقديم تعليم عالي الجودة للجميع. تعد هذه الإجراءات خطوة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وتوفير فرص تعليمية متساوية للجميع.